المحققون عثروا على 5 آلاف رصاصة في منزله إلى جانب 12 عبوة منزلية الصنع

منفّذ هجوم كاليفورنيا كانت لديه علاقات بـ«إرهابيين» وزوجته سبق لها مبايعة أبو بكر البغدادي

u0633u064au062fu0627u062a u0645u0633u0644u0645u0627u062a u0634u0627u0631u0643u0646 u0644u064au0644 u0623u0648u0644 u0645u0646 u0623u0645u0633 u0641u064a u0627u0644u0635u0644u0627u0629 u0639u0644u0649 u0636u062du0627u064au0627 u0627u0644u0645u062cu0632u0631u0629 u0641u064a u0633u0627u0646 u0628u0631u0646u0627u0631u062fu064au0646u0648 (u062f u0628 u0627)
سيدات مسلمات شاركن ليل أول من أمس في الصلاة على ضحايا المجزرة في سان برناردينو (د ب ا)
تصغير
تكبير
سان برناردينو، كاليفورنيا (الولايات المتحدة) - وكالات - اشارت معلومات نشرتها وسائل اعلام الى ان المسلم المولود في الولايات المتحدة الذي اقدم برفقة زوجته على قتل 14 شخصا في كاليفورنيا «تشدد» وكان على اتصال بأفراد يشتبه بعلاقتهم بالارهاب.

ويتولى مكتب التحقيقات الفيديرالي (اف بي اي) التحقيق في اطلاق النار الجماعي الذي شهدته مدينة سان برناردينو الاربعاء، محذرا من انه ما زال سابق لاوانه ربط الهجوم بالارهاب.


وبدا عناصر المكتب يدققون في الادلة لتحديد ما دفع سيد فاروق (28 عاما) وزوجته الباكستانية التي تبلغ 27 عاما تاشفين مالك الى اطلاق النار الذي ادى ايضا الى جرح 21 شخصا.

ونقلت شبكة «سي إن إن»، امس، عن ثلاثة مسؤولين أميركيين انهم يعتقدون بأن مالك بايعت زعيم تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) أبو بكر البغدادي. وذكر أحد المسؤولين ان «مالك بايعت البغدادي في تدوينة عبر موقع فيسبوك من خلال حساب تستخدم فيه اسما مختلفا».

ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولون في الشرطة ان الـ «اف بي آي» يتعامل مع الحادث على انه هجوم ارهابي محتمل، لكنه بعيد عن الجزم بانه فعلا كذلك فيما ما زالت دوافع الهجوم مجهولة.

واشارت قناة «سي ان ان» نقلا عن مسؤولين الى ان فاروق كان على اتصال مع افراد يشتبه بعلاقتهم بالارهاب في الخارج وتشدد بعد اقترانه بمالك في السعودية في العام الفائت، ولو ان امام مسجد محلي يرتاده اكد انه لم يبد اي مؤشر على ذلك.

ويملك مكتب التحقيقات الفيديرالي الذي انكب على تحليل هواتف محمولة واقراص صلبة تعود الى الزوجين اثباتات على تواصل فاروق بمتشددين محليا وفي الخارج قبل اعوام، كما نشرت صحيفة «تايمز» نقلا عن مسؤولين في الكونغرس اطلعوا على مضمون التحقيق.

ومن الاسباب التي تدفع بالسلطات الى ربط هجوم الاربعاء بالارهاب، الترسانة المذهلة التي جمعها الزوجان ورحلاتهما الى الخارج وتخطيطهما الدقيق للهجوم.

وصرح مساعد مدير الـ «اف بي اي» ديفيد بوديش المكلف مكتب لوس انجليس «من الواضح ان هذا العمل نتيجة مهمة محددة» في اعقاب الهجوم في حفل لموظفي المقاطعة في مركز للخدمات الاجتماعية. واضاف «لا ندري ان كان هذا الهدف المقصود او ان امرا ما اثاره فنفذ فعلته فورا».

واشار رئيس شرطة سان بيرناردينو جارود برجوان الى ان فاروق وزوجته اللذين اودعا والدة فاروق ابنتهما البالغة ستة اشهر، اطلقا نحو 150 رصاصة في المركز، قبل ان يقتلا لاحقا في تبادل لاطلاق النار بعد مطاردة واسعة النطاق. وتابع ان المحققين عثروا على 5000 رصاصة اضافية في منزل الثنائي الى جانب 12 عبوة منزلية الصنع ومواد لصنع عبوات.

وقال برجوان «لا احد يغضب في حفل فيذهب الى منزله ويضع هذا النوع من المخططات المعقدة» في تلميح الى معلومات عن حضور فاروق حفل ثم المغادرة بعد خلاف ليعود بعد قليل مع مالك.

وتعرفت السلطات الى هويات الضحايا وهم ست نساء وثمانية رجال تتراوح اعمارهم بين 26 و60 عاما. ويعمل جميع هؤلاء باستثناء شخصين في ادارة المقاطعة وهم زملاء لفاروق الذي كان يعمل مفتشا بيئيا لمصلحة وزارة الصحة.

وقال اللفتنانت مايك مادن الذي كان من اوائل عناصر الشرطة الذين سارعوا الى مكان الحادث انه وصل الى المبنى ليرى مشهدا «سرياليا». واضاف: «كان الامر مروعا (...)شهدنا مجزرة... عدد الجرحى الكبير والقتلى والرعب الصرف الذي بدا على وجوه الناجين».

ونظمت سهرات عدة على ضوء الشموع احداها في مسجد محلي، في بلدة سان بيرناردينو مساء الخميس.

وقال ياسر شحاتة البالغ 42 عاما الذي يرتاد المسجد نفسه الذي ارتاده فاروق «كان متزوجا ولديه طفلة، وفي العام الفائت جنى 77 الف دولار... كان لديه كل شيء ليكون سعيدا».

واشار رجل اخر ارتاد «مسجد دار العلوم الاسلامية»، ان فاروق كان يصلي هناك مرتين او ثلاثا اسبوعيا، لكن احدا لم يره منذ نحو ثلاثة اسابيع.

واشار موقع لرصد اعمال اطلاق النار الجماعي، الى ان الهجوم الاخير يرفع عدد هذه الحالات الى 352 في الولايات المتحدة هذا العام. ويعرف اطلاق النار الجماعي بانه اصابة اربعة اشخاص او اكثر في حادث واحد.

المجزرة تظهر انحياز الجمهوريين ضد المسلمين

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

أشعلت مجزرة كاليفورنيا، التي ارتكبها سيد رضوان فاروق وخطيبته وراح ضحيتها 14 أميركيا، نقاشا متعدد الجوانب.

فالعملية ألقت الضوء على مشكلة السلاح المنفلت بين ايدي الاميركيين الذين يرتكبون مجازر بصورة متكررة الى حد ان الارقام صارت تشير انه على مدى الاشهر الاثني عشر الاخيرة، لقي اميركي واحد مصرعه على يد مسلح كل 16 دقيقة. ويثير انتشار السلاح الفردي في الولايات المتحدة جدالا حادا بين اليمين الجمهوري واليسار الديموقراطي. اليمينيون يتمسكون بالتعديل الثاني من الدستور، والذي يسمح لأي اميركي اقتناء سلاح فردي وتشكيل ميليشيا لمواجهة اي حكومة قد تتحول الى حكومة طاغية. هذا في الشكل. ولكن في الواقع، يختبئ خلف الحزب الجمهوري ومناصريه صانعو السلاح الفردي.

ويشير احد الاستطلاعات الذي قام به «معهد بيو» أن في الولايات المتحدة ما يتراوح بين 270 و310 ملايين قطعة سلاح فردي، اي بمعدل سلاح لكل مواطن اميركي. وتبلغ عائدات قطاع الأسلحة الفردية من السوق الداخلية 15 مليار دولار سنويا، ويستخدم صانعو الأسلحة الاميركيون قدراتهم المالية لشراء النفوذ السياسي عبر «الجمعية الوطنية للبندقية»، وهذه الاخيرة تمنح اعضاء الكونغرس «درجات» على حسب مواقفهم من قوانين السلاح، ومن ينل درجات عالية ينل حظوة الجمعية ودعمها المالي لحملته الانتخابية، ومن تغضب عليه الجمعية، تحاربه بانفاق اموال طائلة على الحملات المنافسة لمنعه من الوصول الى الكونغرس.

ونجح لوبي السلاح الاميركي في تعطيل سلسلة من القوانين التي تقدم بها الرئيس باراك أوباما وحزبه الديموقراطي على مدى السنوات السبع الماضية، الى درجة أدت الى فقدان أوباما رباطة جأشه، على غير عادة، وظهرت عليه العصبية والاحباط اثناء احدى اطلالاته الصحافية التي تلت واحدة من المجازر المتعددة التي وقعت في فترة ولايتيه الرئاسيتين.

كذلك نجح لوبي السلاح في تحويل «حق اقتناء وحمل السلاح الفردي» الى قضية مرتبطة بالقومية والشخصية الاميركية، شخصية الكاوبوي. واخترق اللوبي هوليوود التي انتجت بعض الافلام التي تشجع على ثقافة السلاح الاميركية. وتشعل كل واحدة من المجازر نقاشا حادا بين الجمهوريين، الرافضين لسن اي قوانين تنظم عملية اقتناء السلاح الفردي، والديموقراطيين الذين يعتبرون ان الولايات المتحدة هي الدولة الصناعية الوحيدة التي تعاني من ارتفاع هائل في اعداد ضحايا العنف المسلح.

الا انه منذ قيام الضابط في الجيش الاميركي نضال حسن باطلاق النار على رفاقه العسكريين وقتل 13 منهم في نوفمبر 2009، دخل «الارهاب» في النقاش الاميركي حول السلاح. فحسن كان على اتصال بالاميركي اليمني وزعيم تنظيم «القاعدة» في اليمن انور العولقي، الذي اغتالته الولايات المتحدة في سبتمبر 2011. ومنذ مجزرة حسن في معسكر «فورت هود» في ولاية تكساس، وقعت مجازر مسلحة متعددة في عموم الولايات المتحدة، او محاولات هجمات، كان ابطال بعضها اميركيين مسلمين ادعى بعضهم انهم على علاقة بتنظيمات تضعها الحكومة الاميركية على لائحة «التنظيمات الارهابية» مثل تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش).

وعلى اثر الجريمة التي ارتكبها سيد رضوان فاروق وخطيبته في كاليفورنيا، اشتبك الديموقراطيون والجمهوريون مجددا حول موضوع تنظيم عملية اقتناء السلاح الفردي. وفور وقوع الحادثة، انخرط الديموقراطيون في ادانة عناد الجمهوريين ومنعهم سن قوانين تضع حدا للمجازر الاميركية المتواصلة. الجمهوريون بدورهم قفزوا فورا الى أكثر المواضيع المحببة اليهم، وهي الحديث عن «الارهاب الاسلامي»، نظرا لاسم مجرم كاليفورنيا.

وكان أميركي مسيحي اسمه روبرت دير أقدم، قبل اسبوع من مجزرة كاليفورنيا، على اطلاق النار على عيادة اجهاض في ولاية كولورادو، وقتل 3 اشخاص قبل ان تعتقله الشرطة.

صحيفة «نيويورك بوست» كتبت عن دير انه كان «محبا لله وغاضبا»، في وقت راحت وسائل الاعلام اليمينية، مثل قناة «فوكس نيوز»، تتحدث عن امراض عقلية كان يعاني منها الجاني، على غرار تهمة الامراض العقلية التي نسبتها وسائل الاعلام اليمينية الى ديلان روف، مطلق النار داخل كنيسة للاميركيين من اصل افريقي في ولاية جورجيا في يونيو.

الا انه عندما يتعلق الأمر بالمسلمين الاميركيين، تتجاهل وسائل الاعلام القريبة من الحزب الجمهوري امكانية اي خلل عقلي عند الجناة، وتقفز فورا الى اتهام المسلمين وتعاليم دينهم. هكذا، عنونت «نيويورك بوست»، التي وصفت مجرم كولورادو بـ «محب الله»، ان مجزرة كاليفورنيا قد تكون عملا ارهابيا، وكتبت بالبنط العريض، «مجرمون مسلمون»، وهو وصف لم تطلقه على مرتكبي مجازر ماضية مشابهة قام بها مسيحيون.

هكذا، تستمر جولات الصراخ التي يتصدرها يمين أميركي يدافع عن فوضى السلاح الفردي ويعلل مجازر المسيحيين بالمرض النفسي، فيما يربط فورا اي عنف مسلح يرتكبه مسلمون بالارهاب العالمي والاسلام.

قصر ولي العهد طالبها بالتوقيع على اتفاقية من 15 صفحة

القناة الرابعة رفضت شروط تشارلز «التعسّفية» لإجراء مقابلة معه

| لندن - من إلياس نصرالله |

سلّط خلاف غير متوقّع بين ولي العهد البريطاني تشارلز، أمير ويلز، وإدارة القناة الرابعة «تشانل 4» الخاصة للتلفزيون البريطاني، الضوء على علاقة وسائل الإعلام بأفراد الأسرة المالكة البريطانية من جهة، وعلى حقيقة حرية التعبير عن الرأي والصحافة الحرة في بريطانيا في شكل عام من جهة اخرى، إذ رفضت القناة الرابعة إجراء مقابلة تلفزيونية مع ولي العهد، وفقاً للشروط القاسية التي حددها.

وكانت القناة تقدمت بطلب إلى «كلارنس هاوس» (قصر ولي العهد) لإجراء مقابلة تلفزيونية مع تشارلز، فجاءت موافقة القصر على الطلب مشروطة ببضعة بنود، اعتبرتها إدارة القناة «قاسية» أو تعسّفية، إذ تضمّنت الشروط أن تقوم القناة بتقديم كل الأسئلة التي ستُسأل في المقابلة مُسبقاً لتشارلز، وأن يكون لقصر كلارنس هاوس الحق في تحرير وإعداد المقابلة التلفزيونية قبل بثّها.

وأفادت إدارة القناة بأنه على إثر الطلب الذي تقدّمت به لإجراء المقابلة، تلقّت من قصر ولي العهد اتفاقية تتألف من 15 صفحة، وطلب القصر من الإدارة التوقيع عليها قبل إجراء المقابلة.

وكانت المقابلة التي طلبتها القناة الرابعة مُقررة أن تجرى الأحد الماضي، في منزل السفير البريطاني في باريس، حيث كان تشارلز حضر إلى فرنسا للمشاركة في قمة المناخ، وكان مقدم البرامج المشهور جون سنو، نجم القناة، هو الذي سيُجري المقابلة. ووفقاً لمصادر مقرّبة من القناة، فإن قرار إلغاء المقابلة لم يكن من سنو، بل من محرر البرامج الإخبارية في القناة بن دو بير.

ووزعت إدارة القناة بياناً ذكرت فيه أنها ترغب بإجراء مقابلة تلفزيونية مع ولي العهد، لكن ليس بالشروط التي طلبها قصره، مضيفة: «نحن لا نوقّع اتفاقيات مسبقة مع الأشخاص الذي نقابلهم، وهذا هو الأساس الذي يظهر فيه الأشخاص الذين تجري مقابلتهم ضمن برامج القناة». ولزمت القنوات التلفزيونية البريطانية الأخرى ووسائل الإعلام المختلفة الصمت حيال هذه المشكلة، خوفاً على سُمعتِها.

من جهته، أعلن قصر ولي العهد في بيان حول الموضوع أن إدارة القصر تتلقّى مئات الطلبات لإجراء مقابلات مع تشارلز، مؤكداً ان «وسائل الإعلام غير مُلزَمة بالتوقيع على هذه الاتفاقية، والهدف من القيود الموضوعة هو الحفاظ على الدقة».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي