خلال ندوة المقهى الثقافي المصاحبة لمعرض الكويت الدولي للكتاب الـ40

نقّاد وأدباء خليجيون: مختبر السرديات ... يدعم الكتابة الأدبية

تصغير
تكبير
أقام المقهى الثقافي ضمن الفعاليات المصاحبة لمعرض الكويت الدولي للكتاب في دورته الـ40 ندوة عنوانها «أهمية المختبرات السردية في منطقة الخليج»، شارك فيها من مختبر السرد العماني منى السليمي ومن مختبر السرديات البحريني الدكتور فهد حسين ومن مختبر السرديات الكويتي هديل الحساوي، وقام بإدارتها الكاتب والناقد فهد الهندال، في حضور الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب محمد العسعوسي.

واستهلت الباحثة والكاتبة منى السليمي الندوة بالحديث عن المختبر العماني الذي دشن في سبتمبر من العام الماضي بمشاركة خمسة من كتاب السرد وجعلوا من مؤسسة بيت الغشام للنشر والترجمة والتوزيع مظلة قانونية له.

وحول التحديات التي واجهت المختبر في بداياته أشارت السيليمي إلى ضعف الدعم المالي، والمزاج الثقافي العام للأفراد من المثقفين، والحساسية المفرطة وقلة المشتغلين في الحقل النقدي في مقابل الكم الهائل من الإصدارات السردية.

وتحدث الكاتب والناقد الدكتور فهد حسين، في ورقته البحثية عن مفهوم المختبر وارتباطه بالسرد، وقال: «نحن نطمح لبناء أرضية نؤسس عليها ماذا نريد من المختبر لافتا الى قيامهم في البحرين بتأسيس مختبر القراءة وليس السرد حتى تكون المفردة أعم وأشمل من السرد لكن هذا المشروع تعثر ولم يستمر سوى أشهر قليلة، وكان ذلك في عام 2007 وبعد ذلك مرت البحرين بظروف كلنا نعرفها بعد عام 2011 وبدأ التشدد الثقافي، ماذا تفعل هذه الفئات المثقفة في ظل الاوضاع الراهنة».

وطرح حسين أسئلته: «هل نحتاج في الخليج إلى مختبرات سردية أم لا؟ واذا كنا نحتاج فماذا نريد منها هل نأخذ أعمالا ونناقشها ثم ينتهي الموضوع؟ هل نقدم زادا معرفيا ويرى حسين ان المختبرات الحقيقية لا تكتفي بالقراءة والنقد، ولكن يفعل دوره الحقيقي وهو عقد لقاءات وحوارات وورش عمل تدريبية حقيقية حتى نتقدم بالمشهد الثقافي».

واختتمت الندوة بطرح الكاتبة الروائية هديل الحساوي حديثها عن بداية الحلم الذي تعاظم في وعي الكاتبين استبرق أحمد وفهد الهندال. وقالت: «إنه رغم الروتين والصعاب، انطلقا من هوية ثقافية مشتركة لصنع واقع جديد. فكانت دار الفراشة سنة 2009، دافعهما تنمية المجتمع وتطويره وتغييره والانتماء إليه وفي عام 2013 انضممت إليهما وكانت مهمتنا صعبة. فمن جهة نحمل هم الاستمرار في الريادة وسط التجارب المتلاحقة في الدول القريبة. ونعي أيضا أن علينا تقديم شيء مختلف وإضافة لا تبقى مجرد مشروع وقتي فحسب».

وأضافت: «كان التساؤل الأول الذي أثار فضولي: كيف تتماشى دلاليا كَلِمَتا مختبر وسرد وكلاهما من عالم مختلف. كنت أطرح هذا التساؤل على من حولي وكانت الإجابات تأتيني بين هازئة ومستغربة. كنت شخصيا أجد الأمر مزجا جماليا بين معنى المختبر من حيث الاختبار والفحص والسرد بتجلياته الانسانية وعالمه الإبداعي الحر. كنت أشعر بأنني وجدت ضالتي ورجعت لدارنا الفراشة أحمل بذور الفكرة وسط دعم وترحيب وتبنٍّ».

وقالت:«كعادتنا، قررنا صنع مستقبل سيتشكل جماعيا من خلال الجهود الكثيرة. قررنا أن التعاون طريقنا والاحتفاء بالآخرين منهج لن نتخلى عنه. أن يكون المختبر مقرا للعمل ونشاطا للاجتهاد. وكان هدفنا المستقبل في جيل يتَخَلّق من جديد بمفردات جديدة وأساليب مختلفة. فمن خلال تجربتنا في دار النشر نحن على وعي بأن جيل اليوم لا يمكن الوصول إليه بلغة الأمس. لكن دون الانجرار خلف سطحية الشكل والمعنى وخلل القواعد. هو تغيير بوعي عميق عن سابق تصميم. لذلك كان أحد أهدافنا أن نعمل على إعادة خلق الواقع من خلال سرد يعكس شكل الحياة وسرعتها وأنساقها. وأن نكون جزءاً من الخلق والتشكيل للجيل الحالي واللاحق من الكتاب».

واستطردت الحساوي بقولها: «وجدنا أن هذه المهمة تتطلب منا فعلا أكبر من مجرد دار للنشر، أو مجموعة للقراءة، أو ورشة للكتابة، فعلا يتطلب أهدافا رئيسية ووسائل عملية، تخرج من عباءة النظرية إلى فضاء التطبيق، تطلب ذلك منا-الفراشة- أن يكون لنا دور في الارتقاء بهذا المشهد، وفق مسؤوليتنا ككتاب وناشرين، فظهرت هذه الفكرة، مختبر السرديات الكويتي. وبدأنا تواصلنا مع مختبر السرديات العماني لقربه الجغرافي والحميمي لنفهم ونستثمر جهد زملائنا هناك في تأسيس ما نحتاج إليه هنا». لنبدأ التجربة على قاعدة أصيلة. وباستلهام تجربتهم مع المحافظة على خصوصية حاجتنا وضعت الأهداف والرؤى والشروط. وانطلقنا قبلها بأن يكون للنقد حضور مهم بين اصداراتنا وتمثل ذلك في عدد من المؤلفات والنقاد المشاركين مع الفراشة، لتكون مهاد مشروع حقيقي يبدأ بجني ثماره مطلع العام الجديد عبر اصدار مترجم يضمن شهادات كبار روائيي العالم ضمن سلسلة نعلن عنها قريبا، إضافة لأنشطة بدأت تتخذ خطواتها نحو التنفيذ.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي