الأمراض المزمنة تتوسع الآن في دول العالم لاسيما الغنية منها، يشتكي الباحثون من زيادة الأمراض السرطانية وأمراض القلب والسكري والشرايين والتي تهدد حياة الإنسان.
هذا ولأننا كأطباء مازلنا لا نعرف السبب الحقيقي لمثل هذه الأمراض المزمنة رغم أن هناك أدلة قوية على علاقة البيئة ونمط الحياة والتلوث والعادات الغذائية السيئة والتدخين، بزيادة مثل هذه الأمراض إلا أن السبب المباشر ما زال مجهولاً.
ولأن الإنسان يعاني من هذه الأمراض بسبب أعراضها فإن الناس يحتاجون إلى تخفيف هذه الأعراض، فالألم والإرهاق وانسداد الشهية والإمساك والغثيان كلها أعراض تزعج الإنسان وتؤثر على نوعية حياته سلباً، من هنا جاءت الحاجة إلى مفهوم جديد للطب هو الطب التلطيفي.
إن الطب التلطيفي هو عبارة عن محاربة للأعراض دون البحث عن السبب وبالتالي التخلص من أهم ما يزعج الإنسان كمسبب للأمراض.
هذا الطب الجديد سيكون هو الطب المستقبلي الذي يتعامل معه الأطباء والعلماء من أجل التخفيف من معاناة الإنسان.
إننا في الكويت نفتخر أننا بنينا أكبر مركز للرعاية التلطيفية ليس فقط في إقليمنا بل أيضا في العالم، إن المركز الذي تم بناؤه منذ خمس سنوات أخذ يستقبل المرضى منذ نحو 3 سنوات، وقد وصل أعداد من استفادوا منه إلى أكثر من 535 مريضاً، ولم تكتفِ الكويت بذلك بل أصبحت مركزاً لتدريب بقية دول العالم لاسيما في منطقة الإقليم، وما دورة تدريب المدربين على الرعاية التلطيفية والتي تنتهي اليوم بتنظيم منظمة الصحة العالمية ولثالث مرة في الكويت بمركز الرعاية التلطيفية، هذه الدورة، الا دليل على تقدم الكويت بهذا المجال.
كل ما نرجوه أن ينتبه الأطباء والمجتمع الكويتي إلى هذه النقطة المضيئة فيدعمونها حتى تصبح الكويت مركزاً لهذا الطب الجديد، كما نتمنى أن تتوسع وزارة الصحة في دعم هذا التخصص، وتشجع أطباءها على التخصص بهذا المجال لاسيما إذا علمنا أن احدى توصيات الخبراء في مجال الطب التلطيفي أن يشمل هذا الطب مرض السكري لاسيما في المراحل المتقدمة، ولا يخفى على أحد منا أن مرض السكري هو أحد أكبر المعاناة الصحية التي يعاني منها المجتمع الكويتي.
إن المستقبل في المجال الطبي سيكون للعلاج التلطيفي وإننا فخورون أن خطانا في الكويت تتسارع في هذا المجال لتكون سباقة عن غيرها في مجال طب المستقبل... الطب التلطيفي.
[email protected] @kalsalehdr