ولي رأي

صحتنا النفسية في خطر (2)

تصغير
تكبير
مقالي اليوم هو إكمال لمقال يوم الأربعاء الماضي، أواصل فيه طرح مسببات ما نعانيه من أمراض نفسية وظواهر سلبية طرأت أخيراً على المجتمع الكويتي، وحذر منها وحددها وكيل وزارة الصحة الدكتور خالد السهلاوي، والتي منها انتشار حالات الاكتئاب وقلة النوم، والرعب من المستقبل والإحساس بالقهر والظلم، وفراغ نفسي هائل، لعل ذلك نتيجة تنحية الوازع الديني قسراً لدى الشباب ومحاربة الدين بحجة مكافحة الإرهاب والتكفير.

وبرأيي ان الإرهاب والتكفير هما ثمرتا هذه الحرب الظالمة على الإسلام المعتدل، وقصر دور المسجد على أداء الصلاة المفروضة فقط، والتشكيك بكافة أئمة المساجد واتهامهم بما ليس فيهم، ووصفهم بالإخوانجية، ووقف حلقات حفظ القرآن الكريم، ودروس شرح الأحاديث النبوية الصحيحة في المساجد، بالقول: إن فتح المساجد فترات طويلة قد يجعلها مأوى للخلايا النائمة، بل بدأ بعض العلمانيين بالسخرية من السنن الثابتة كصلاوات الكسوف والخسوف والاستسقاء بالقول إنها ظواهر كونية أو نتيجة لطقس البلد، بل إن أحدهم انتقد وبشدة فكرة إغلاق المحلات التجارية لمدة نصف ساعة وقت صلاة الجمعة، قائلاً إن هذا تعطيل للمصالح العامة.


وأمور أخرى كثيرة يلصقونها بالدين الإسلامي زوراً وبهتاناً، وفي الوقت نفسه نراهم يطالبون بشدة وإلحاح غريبين بالقبول بالمخالفين للإسلام وحماية واحترام طقوسهم وشعائرهم وإن كان فيها من المحرمات الشرعية، والبدع والخرافات، وإزعاج الناس، وإغلاق الطرق ما فيها بدعوى التسامح الديني، وحرية العقيدة.

هذه الأمور وغيرها جعلت الشباب وصغار السن خاصة في حالة من الإحباط والعجز والضياع، والبحث عن بديل يملأ فراغ قلوبهم، وكانت النتيجة ما نراه من مشاكل نفسية كما شرحتها في المقال السابق، وأصبح بعضهم صيداً سهلاً للمنظمات الإرهابية، التي توهمهم بأنهم يدافعون عن الإسلام الحقيقي ويكفرون بقية المجتمع، ويفتون بضلاله ووجوب قتاله.

إن المسجد ليس مصلى فقط، بل دار علم، وساحة للنقاش، ومنبر لنشر التعليمات والأخبار ولا يجوز اعتلاء منبر رسول الله إلا من كان مؤمناً عالماً مخلصاً يبحث عن صلاح البلاد والعباد، ومنع الفتنة والفرقة، وعندما غاب دور المسجد الحقيقي وتم التشكيك في الأئمة كافة دون دليل أو إثبات، كانت النتيجة ما نراه من الأمراض النفسية، وخلايا إرهابية، وانتشار للمخدرات، والخرافة والبدع.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي