كيف ينظر «حزب الله» إلى نتائج حرب القوقاز على الشرق الأوسط؟

تصغير
تكبير
|كتب علي مغنية|

بعد اجتياح جورجيا لجمهورية اوسيتيا الجنوبية الانفصالية، مستفيدة من حلفها مع الولايات المتحدة والدولة العبرية، والرد الروسي السريع، انعكست هذه الأحداث على الشرق الأوسط، خصوصا على جبهة حلفاء روسيا الشرق أوسطيين، أيام الحرب الباردة.

ويقول مصدر متعمق بالحلف الثلاثي (إيران/سورية/حزب الله) والملف الروسي، لـ «الراي»، ان «رد فعل روسيا في هذه الأحداث، وحركة الولايات المتحدة السريعة للاستعجال بالبدء بنشر الدرع الصاروخية في أوروبا الشرقية، وكشف الوجود العسكري الإسرائيلي القوي في جورجيا، بدأت تعزز المواقف السياسية والعسكرية، لكل من إيران وسورية وحزب الله، حتى ظهرت النتائج الأولى، بالاتصالات التي بدأت تتشكل تحت عنوان مفاده، بأن سياسة الشرق الأوسط الجديد يجب أن تفشل وتتحطم بقوة على أبواب الحلف السياسي، بمساعدة قوية ومفتوحة من الكرملين».



ويتابع المصدر أنه «من المحتمل جداً أن يشهد الشرق الأوسط، نقطة انطلاق اساطيل روسيا وأسلحتها الحديثة وخبرائها، لتعزيز هذا الوجود الذي يرى فيه قادة روسيا، الرد الحقيقي والصاعق والاستراتيجي أمام الدرع الصاروخية وسياسة الولايات المتحدة في هذه البقعة من العالم».

ويرى ان «تداعيات حرب القوقاز على هذا الحلف الثلاثي ستتم ترجمتة على الشكل الاتي:

على مستوى إيران: ان وجود الترسانة العسكرية والاستخبارية الإسرائيلية في جورجيا، كان يشكل خطراً مباشرا، ليس فقط على روسيا، لكن ايضا على الجمهورية الإسلامية التي كانت قلقة من تعاظمه. ومن الضروري ان نشير، الى ان جورجيا تبعد بضع مئات من الكيلومترات عن بعض المفاعلات النووية الإيرانية في شمال البلاد، والتي اذا ما قرر الإسرائيليون استهدافها، من المحتمل ان يتم ذلك من هذا المسار وليس من مسارات اخرى بعيدة. هذا بالنسبة الى التهديد الذي كان يتمثل بالنفوذ القوي الإسرائيلي في جورجيا. أما بالنسبة الى ما آلت إليه الأحداث الاخيرة، فقد عززت إيران موقفها مع روسيا، والعكس صحيح، إذ ان من أولويات موسكو أن تتشدد أكثر في الملف النووي الإيراني في وجه الغرب، وأن تغذي طهران بأحدث المنظومات القتالية، ومنها على سبيل المثال منظومة صواريخ ارض - جو «اس -300» للدفاع الجوي، والتي بإمكانها تدمير مجمل الأهداف الجوية على مسافة 200 - 300 كيلو متر. وهذه المنظومة بالذات، كانت منذ مدة محل اعتراض من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل، لاحتمال تسليمها الى كل من إيران وسورية. على مستوى سورية: إن أول رد روسي على كشف الدور الذي قامت به إسرائيل في جورجيا، هو دعوة الرئيس بشار الأسد لزيارتها وتفعيل التعاون العسكري في منطقة الشرق الأوسط، وأن موسكو بصدد تشكيل أسطول بحري تكون منطقة عمله البحر المتوسط واستقراره في ميناءي طرطوس واللاذقية. اضافة الى ذلك، فإن الجيش السوري ووفق تشكيلاته الجديدة، لديه 3 ألوية صاروخية مجهزة بصواريخ ارض - ارض «سكود بي» و«سكود دي» و«اس اس 12» و«اس اس 21»، مع آلاف صواريخ «فروغ»، وبالتالي من المتوقع أن نشهد في المستقبل القريب منظومات صاروخية استراتيجية جديدة في سورية تعمل بطواقم روسية، وأن منظومة الصواريخ التكتيكية ارض - ارض الحديثة من نوع «اسكندر» والتي تتميز بدقة إصابتها للهدف وقوتها التدميرية العالية، ستصبح سهلة المنال بعد ما كانت، قبل معارك القوقاز، ممنوعة على دمشق. ومن المتوقع ان الجيش السوري سيحافظ على سقف التشكيل الصارخي القديم، بحيث سيقوم بنقل صواريخ «اس اس21» إلى حلفائه في المنطقة، لأنها تتناسب مع المدى والحركة العملانية لهذا الصاروخ في اتجاه الأهداف الإسرائيلية في العمق الداخلي .

على مستوى «حزب الله»: بعد أن توسعت دائرة العداء لإسرائيل ودخول دولة عظمى كروسيا على خط هذا الصراع، لان الضرر كان مباشراً لها بسبب التدخلات المتعددة في جورجيا، وبعد أن تناول الأمين العام «لحزب الله» السيد حسن نصرالله قضية أحداث القوقاز في خطبته الأخيرة، اصبح من الضروري لهذا الحزب الاستفادة من الصراع على قاعدة، أن عدو عدوي هو صديقي.

ومن الجزير ذكره، أن قيادة أركان الجيش الروسي استشهدت بانتصار «حزب الله» في يوليو 2006، واخذت العبر من هذه الحرب واستفادت منها أثناء اجتياحها لجورجيا. ومن هنا، فكما استفادت الجمهورية الاسلامية في إيران وسورية من الأحداث الأخيرة، فمن الطبيعي أن يكون المستفيد الأكبر، هو آخر العنقود في الحلف الرباعي، الا وهو «حزب الله». و إذا أردنا أن نمعن في بعض جوانب الاستفادة، يكفي أن نذكر ترسانة الصواريخ السورية والتي، اذا أصبح جزء منها بيد الحزب، تشكل قوة تدميرية تستطيع قلب الموازين رأساً على عقب، في أول حرب مستقبلية ضد العدو الإسرائيلي». يختم المصدر أنه ومن البديهي، «أصبح من المستحيل أن تتقدم أو تتحدث الترسانة السورية من دون أن يستفيد منها حزب الله بطريقة مباشرة، وأن القيادة السورية قررت أنه يجب على إسرائيل أن تدفع ثمن تدحرجي مقابل قصفها لمنشأة عسكرية سورية» في سبتمبر الماضي.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي