حمد المنصور المالك ? العلامة المضيئة في تاريخ الرس


عندما يتحدث المرء عن العظماء في التاريخ والمؤثرين في مساراته ومجريات أحداثه يشعر بنشوة عظيمة تسري في نفسه وزهو يتملك ويسيطر على شعوره وأحاسيسه لعظيم ماصنعوه وأنجزوه في التاريخ وكبير مافعلوه في أيامهم فهم القدوة التي يشار إليهم بالبنان وهم الأسوة التي نقتفي آثارهم ونسير على هديهم بكل فخر وعزة0نستلهم من سيرهم الدروس والعبر والحكمة في الحياة التي لم تأتِ من فراغ إلا بعد أن قاسوا الحياة وذاقوا مرارتها ودفعوا ضريبتها من جهدهم وراحتهم ووقتهم من أجل العلياء والرفعة والصدارة ومن أجل أن يهنأ في ظلهم من الضعفاء والمساكين والعجزة0الله الله ما أروع هذه النماذج الخيرة التي أصبحت علامة مضيئة في التاريخ لا نمل ولا نكل من قراءة سيرهم وتاريخهم العظيم والمشرف0وأخص بالذكر منهم الشيخ الجليل الوجيه حمد المنصور المالك هذا الرجل الذي حكى عنه التاريخ الكثير والمثير من مواقفه وإنجازاته النوعية على جميع المستويات وفي كافة المجالات ما جعل منه رحمه الله قبلةً يؤمها أهالي الرس ان تكالبت عليهم الحوادث والخطوب وادلهمت السنون وأتت بكل عجيب فمواقفه المشرفة والرجولية والتي من الصعب حصرها وإيجازها لسموها ورفعتها التي عانقت سماوات المجد والخلود مما جعل لها شأناً ومكانة داخل المجتمع السعودي0فليس بمستغرب على رجل كالشيخ حمد المالك أن يعطي من وقته وجهده لأهالي الرس وهم أهله وعشيرته ومدينته التي ولد وتربى ونشأ بها وأحبها كثيراً وأحب أهلها الذي وقف معهم في كل حالاتهم ولاننسى وقفته المشرفة مع المزارعين الذين شجعهم على الزراعة بتوفير البذور والمكائن ووسائل سحب المياه من باطن الأرض للري وقد قام بمقابلة ولاة الأمر حفظهم الله وقد تمخض عن هذه اللقاءات إعفاء المزارعين من القروض وتسهيل قروض جديدة لتشجيعهم على إعمار الأرض والاستفادة من خيراتها0ومما يحسب له رحمه الله ومن باب الوقفات المشرفة له تجاه أهل الرس تنازله عن حقوقه المادية عن المدينين من المزارعين الذين لم يستطيعوا السداد لضيق ذات اليد وهذا لعمري ليس بغريب على رجل هو أهل للمعروف والإحسان فقد عرف عنه رحمه الله الكرم الشديد والسخاء المنقطع النظير فهو فيه فطرة وجبلة فقد كان بيته قبلة لأصحاب الحاجات والمطالب والقضايا والشكايات تؤمه الجموع الغفيرة في كل مناسبة فهو بمثابة الأب الروحي لمدينة الرس الذي عشقها وعشق أهلها فلم يتأخر رحمه عن مد يد المساعدة والعون لكل من يطلبها منه ان كانت مادية أو معنوية أو فض نزاع أوحل مشكلة لطبيعته الخيرة التي ترفض الخصام والنزاع عملاً بمبدأ الآية التي تقول ( إنما المؤمنون أخوة ) وكان رحمه الله على رأس المطالبين وقتها بافتتاح المدرسة الابتدائية والمعهد العلمي والجامع الكبير0 ولرفعة مكانته لدى ولاة الأمر قاعدة وأساس فهو المحب لدينه ووطنه وملوكه العظام ومن المواقف الدالة على محبته لولاة الامر عندما قام جلالة الملك خالد بزيارة القصيم وأقام في بريدة وقرر زيارة عنيزة توجه الشيخ حمد المالك للسلام على جلالته وخاطب الملك خالد قائلاً لقد بقي والدكم أربعة أشهر في مدينة الرس فلعلكم تتفضلون لو لأربع ساعات فضحك جلالة الملك ولبى دعوة الشيخ حمد0ومن المواقف التاريخية والمشرفة التي تسجل بمداد الذهب استضافته الامير محمد بن عبدالرحمن شقيق الملك عبدالعزيز بعد معركة الشنانة0والعديد من الأمراء الذين يزورون منطقة القصيم والرس0ومن الذين أشادوا بجهود الشيخ حمد وأثنوا عليه وزكوه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز عندما قال ( لقد تشرفت في مستهل حياتي الوظيفية بالعمل أميراً لمنطقة القصيم فهناك رجل شهم فقدته منطقة القصيم وهو الشيخ حمد المالك فقد عرفته من أخلص الناس في حبه لوطنه وقيادته كما عرفته عوناً ومسانداً لإخوانه المواطنين كريما في وقته وماله0فمآثره لاتحصى وبصماته لاتنسى عاش شامخاً ومات كذلك عاش عنواناً للنخوة العربية الأصيلة في كل الميادين رحمك الله ياشيخ حمد وأسكنك فسيح جناته لن تنساك ذاكرة التاريخ فأنت المتربع على عرشها ولن ينساك من تعامل معك وعايشك ومن استظل في ظلك في الشدائد والمحن رحمك الله ولكن عزاؤنا أنك أنجبت رجالا حملوا الأمانة بعدك وأحيوا ذكرك مواصلين المسيرة باسمك الذي خلده التاريخ ومنهم عملاق الصحافة والإعلام الاستاذ خالد رئيس تحرير الزميلة الجزيرة الذي غدا علماً خفاقاً فوق روابي المجد والخلود وأخوانه الكرام فنم غرير العين والبال لن يضيع مجد وتاريخ ومسيرة صنعتها بعزيمتك ومثابرتك وصبرك.