سعود عبدالعزيز العصفور / المصفاة الرابعة و«سر» الحكومة!

تصغير
تكبير

الطريقة التي تتعامل بها الحكومة مع تداعيات موضوع المصفاة الرابعة وشركة شيفرون والحدود مع جارتنا السعودية هي طريقة عفى عليها الزمن وانتهت في ظل الانفتاح والتواصل الإعلامي الكبير الذي جعل أخبار العالم على بعد كبسة زر من الباحث عنها! من غير المعقول أن يصل الأمر بأحد نواب الأمة، النائب صالح عاشور، إلى تقديم أسئلة برلمانية عن الخلاف الكويتي السعودي في شأن موقع المصفاة الرابعة والأرض المؤجرة إلى شركة شيفرون الأميركية، حتى يحصل عن إجابة من الحكومة عن هذا الأمر! لماذا لا تمتلك الحكومة الشفافية الكافية لطرح الموضوع على العلن، بعيدا عن الديباجة الحكومية المعتقة والمعروفة عن زيارة المسؤول الفلاني للنقاش في القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، أو زيارة الوزير الفلاني إلى بلده الثاني! ومن المؤسف فعلاً أن تكون غالبية المصادر التي نستقي منها أخبار هذا الخلاف الحدودي هي مصادر محسوبة على الإخوان في المملكة، فهل أصبحنا أقل قدرة على العمل تحت الضوء من نظرائنا في الخليج؟

أتوقع أن يطول انتظار النائب صالح عاشور لأجوبة الحكومة عن أسئلته، فهناك «سر» كما يبدو يجعل هذه الحكومة مشلولة وغير قادرة على التعامل مع هذه القضية كما تتعامل معها الحكومات الواثقة من خطواتها التي تتخذها. وليس هناك تفسير آخر لكل هذا التكتم الحكومي تجاه قضية تمس سيادة البلد على أراضيه وحقه السيادي الكامل على هذه الأراضي. ففي الوقت الذي تدخل فيه شركة شيفرون الأميركية طرفاً في هذا الخلاف، نجد أن الحكومة السعودية قد جددت عقدها معها قبل أيام قليلة فقط لمدة عشرة أعوام أخرى، في خطوة قد تفسر على أنها «خطوة تصعيدية» في أحسن احتمالاتها!

هذا الوضع المقلوب والمتداخل في المنطقة المقسومة يجب أن ينتهي من أجل قطع دابر أي خلاف ممكن سواء في الوقت الحاضر أو في ما هو مقبل من أيام، وبقاء هذا الوضع الغريب والشاذ بالشكل هذا ومع هذه التداخلات السياسية والاقتصادية والجغرافية كلها، بل وحتى الاجتماعية، هو بمثابة رعاية ودعم لبؤرة توتر واحتقان ستستمر طويلاً. فإن كانت القيادتان الحاليتان مع كل ما بينهما من تناغم وتعاون وتفاهم مختلفتين على موقع مصفاة وعلى أرض مؤجرة لشركة أميركية، فماذا عسى الحال أن يكون عندما تتطور الأمور وتتغير المصالح وتتباعد الأهداف، وهذا أمر لا بد من وضعه، سياسياً على الأقل، في الحسبان؟

المزيد من الوضوح والشفافية لن يضر ياحكومتنا، بل هو أمر ضروري وواجب على كل حكومة يفترض بها أن تثق في خطواتها التي تتخذها!


سعود عبدالعزيز العصفور


كاتب ومهندس كويتي

[email protected]

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي