على من تضحك ... يا طلال؟

تصغير
تكبير
يحاول رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم الشيخ طلال الفهد من خلال تصريحه المنشور تبرئة نفسه من قرارات «الايقاف» التي صدرت من بعض التنظيمات الرياضية الدولية.

هذا التصريح الذي بدا في ظاهره موجها الى الحكومة واعضاء مجلس الامة هو في الحقيقة موجّه بشكل مباشر الى الشارع الرياضي الذي عرف «اوراق اللعبة» كاملة وادرك الدورالحقيقي الذي لعبه الشيخ طلال بصفته رئيسا للاتحاد الكويتي لكرة القدم واللجنة الاولمبية الكويتية و«المتنفذون» الذين ساهموا معه في العقوبات التي اتخذت بحق الشباب الرياضي.

التصريح فيه «تحذير» للحكومة، ففي حال لم تجمد او تعدل القوانين «محل الخلاف»، فإن نتائج منتخب الكويت لكرة القدم ستشطب من التصفيات المزدوجة المؤهلة الى مونديال 2018 وكأس اسيا 2019.

المضحك ان التصريح صدر خلال يومي العطلة الرسمية وتنتهي المهلة التي أشار اليها الفهد اليوم اي بعد ساعات من نشره في وسائل الاعلام.

الشيخ طلال علم جيدا ان اصحاب القرار باتوا غير عابئين بأساليب التهديد التي اعتاد ان يمارسها للضغط عليهم لتحويل الدفة لحسابه، وأيقن انهم جادون في اتخاذ قراراتهم، لذا لم يتردد من خلال تصريحه في الهجوم على عدد من رجالات الحكومة و«البرلمان».

وفي الوقت نفسه، لم ينسَ الاشادة بمكانة التنظيمات الرياضية الدولية التي وقفت «معهم» وأيدت مساعيهم «الحميدة» لايقاف الرياضة الكويتية، اذ قال عن المسؤولين في الدولة انهم «يحاولون التقليل من التنظيمات الرياضية الدولية العملاقة وعقلياتها المتنورة التي سبقت مجتمعنا في الرياضة».

هذه العقليات التي وصفها الشيخ طلال بـ «المتنورة العملاقة» تفشى فيها الفساد واستشرى ولا يزال، وأروقة المحاكم الدولية شاهدة على ذلك.

الشيح طلال صب جام غضبه على بعض المسؤولين في الدولة وقال: «استغرب من ضحالة تفكير بعض المسؤولين عن الملف الرياضي»، و«تسللت الانفس المريضة الى مفاصل اتخاذ القرار الحكومي والتشريعي ووجدنا انفسنا جميعا وسط بيئة غير صحية مكنت هذه الانفس من النيل من المنتخب كما نرى في هذه الايام»، و«هناك حملة تضليل تديرها القوى المحركة للأزمة بهدف النيل من اتحاد كرة القدم لتحميله مسؤولية ما حدث»، و«اصطدمنا برغبة جنونية اقصائية متعمدة من قبل بعض المتنفذين في الحكومة ومجلس الامة ألحقت الاذى بالمنتخب على الرغم من محاولاتنا الصادقة والمتكررة لابعاد اللاعبين والمدربين والاداريين عن هذه البيئة غير الصحية».

الشيخ طلال وقف أمام وفد اللجنة الاولمبية الدولية في لوزان يعدد الملاحظات التسع التي رأى هو والوفد المرافق له أنها تخالف المواثيق والنظم الدولية وهو ايضا الذي طالب بعد اجتماع الجمعية العمومية للجنة الاولمبية الكويتية عدداً من رؤساء الاتحادات المحلية التابعة له بمخاطبة اتحاداتها الدولية بشرح الحالة التي تمر بها الرياضة وفضحهم كتاب الاتحاد الدولي لكرة السلة الذي استند في ايقافه على كتاب ورد اليه من رئيس الاتحاد المحلي يؤكد فيه عدم استقلالية الحركة الرياضية.

الشيخ طلال وهو رئيس أهم هيئتين رياضيتين في البلاد لم يصدر عنه اي تصريح يدين القرارات الظالمة التي اتخذت بحق الرياضة الكويتية بل انه وللاسف وصف مصدري القرارات بـ «العقول المتنورة العملاقة»، بل أنه هو من سارع عقب اجتماع الجمعية العمومية غير العادية الشهير والذي احرجته فيه الاندية بالتوقيع على «مبادرة الشيخ تركي اليوسف» بالقول انه سيكلف محاميين دوليين للدفاع عن حق الكويت وفُهم منه انه سيسعى الى رفع الايقاف ومقاضاة «الفيفا».

انقضت المهلة التي تسمح له بذلك ولم يفعل شيئا، وتبين في ما بعد ان ذلك كان بهدف تهدئة الشارع الرياضي ليس الا، وها هو اليوم يحاول دغدغة مشاعر الجماهير ويحمّل الحكومة ومجلس الامة مسؤولية ما حدث.

على من تضحك يا شيخ طلال بالله عليك؟
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي