إنارة

كذبة العجز

تصغير
تكبير
الإحساس بالعجز شعور مزعج، وحقيقة أن ليس بيدك حيلة.. مُرَّة، على الرغم من أن هذا الإحساس يذكرنا بضعفنا ويدفعنا دفعاً لباب القوي العزيز لنلجأ ونبتهل، إلا إننا نكثر من الادعاء بعدم القدرة عند مواجهة الأزمات، وكثيراً ما يلتبس علينا الفرق بين القدرة والإرادة، ونعتذر أمام أنفسنا بأننا نعجز عن فعل أمر ما أو تجاوز محنة ما، بأعذار تحفظ لنا كرامتنا أمام أنفسنا وأمام الآخرين ونتحلل بهدوء من مسؤولية قد تُلقى علينا.

وليتضح لنا الأمر يجب أن نفرق بين القدرة والإرادة، فالقدرة هي القوة على القيام بشيء، أما الإرادة فهي الرغبة للقيام بهذا الشيء، ويحدث اللَغط عندما ندعي أننا لا نقدر للأمور التي لا نرغب بها حقيقةً بوعي منا أو من دون وعي، وإذا أردنا العلاج فإننا نعالج الأمور الظاهرة لنا ونغفل عن معالجة الإرادة الضعيفة، فمن كان يريد أن يمارس الرياضة مثلاً يُسرع في الاشتراك بنادٍ صحي، ثم لا يجد بنفسه الهمة للالتزام، والسبب إنه لم يعمل على تقوية إرادته بأن يثقف نفسه بأهميتها بالنسبة له، وما تبعات عدم ممارستها، والتحدث بقناعته الجديدة في مجالسه، بذلك تَقوى الإرادة، وتكون القدرة على الالتزام أسهل، ونجد لأنفسنا مخرجاً يخرجنا من دائرة العجز وقلة الحيلة.


عندما قدر الله الأقدار علينا، قدرها بعدله وحكمته، فلا يُنزل سبحانه علينا قدراً نحن لا نطيقه وإن بدا لنا غير ذلك للوهلة الأولى، فسبحانه أعلم منا بقدرتنا، لكنها فكرة العجز التي ما إن تسيطر على الفرد، حتى تشعره بالإحباط والفشل حتى قبل أن يحاول، ينسجها العقل لنا من نتاجِ تجاربٍ سابقة أو بيئةٍ محبطة أو شخصيةٍ قلقة، فيُعلن الاستسلام، ويدمن الشكوى، لكل من يريد أن يصلح علاقة، أو ينخرط في بيئة جديدة، أو مربٍ حائر أمام جيل صعب، نقول إن لك بأساً وقوة زودك الله بهما، لكنهما تحتاجان لإرادة تشعلهما لتفجر تلك القدرات.

Aseel AL-zafiri@
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي