خواطر صعلوك

يا «معود» احمد ربك!

تصغير
تكبير
أشعر أن الكويت على شفا جرف هار كلما ناقشت أحداً من شباب المعارضة، وأشعر أن الكويت على مشارف دخول التاريخ كلما ناقشت أحداً من شباب الحكومة.

وبما أنني لست برتقالياً ولا أزرق وحالي كحال الغالبية العظمى من سكان الديرة، الذين يهتمون بأسعار الجمعيات التعاونية أكثر من اهتمامهم بتصاريح الجمعيات المدنية، فأعتقد أنه يحق لي أيضاً أن أعرض لوني والذي هو خليط من اللونين.


نحن نعلم أننا نعيش في رفاهية وبحبوحة من العيش، ولكن ذلك مقارنة بالدول التي قررت أن تنهب ثروات شعوبها وليس بالدول التي قررت أن ترتقي بها، فأنا حسب فرق العملة بين الدينار والجنيه المصري (مليونير)، ولكن حسب فرق الأسعار والإيجارات هنا فأنا (مديونير)، فنحن ولله الحمد نملك عملة قوية أمام جميع عملات العالم، ولكنها ضعيفة في جيوبنا، فأرجو من البنك المركزي أن يقوي الدينار بالفيتامينات حتى يصمد ويبقى معنا، لأننا بصراحة نشتاق له كثيراً خصوصاً أنه (يطول الغيبات).

كما أننا نعلم أن التعليم والعلاج مجاني، ولكننا نريده في مدارس أفضل وفي مستشفيات أرقى تليق باسم الكويت، فما فائدة أن تخفض وزارة الصحة وفيات (الأزمات القلبية) لتزيد وفيات (الأخطاء الطبية)، ونعلم أن الإصلاح والتنمية لا يكونان بالفوضى والصراخ لأن الثورات يشعلها رجال يجيدون الكلام، ولكن التنمية ينفذها رجال يجيدون العمل، ومشكلتنا تكمن في عدم وجود رجال يجيدون العمل، ولكن رجال يجيدون أخذ الجَمل بما حمل، رجال فهموا أغنية (our camel)على أنها تعنيهم وحدهم.

ونعلم أن رئيس الوزراء أطال الله في عمره يحاول أن يحارب الفساد، ولكننا نعلم أن معارك الحيتان والهوامير لا يتحطم فيها إلا (الشعب)، لذلك فنحن نشاهد الأفيال تغرف بخراطيمها، والحيتان تشرب بخياشيمها حتى كاد أن ينضب البئر.

فأسال الله أن يعين الحكومة على واجباتها، ويعين المجلس على دوره، ويعين الشعب على الاثنين.

وأريد أن أقول لذلك القارئ الذي يمسك بالجريدة الآن، وينظر إلى صورتي أعلى المقال ويقول «احمد ربك أنهم مخلينك تتكلم بحرية وإلا من شاف ويهك وين يشوف تنمية!»...

أقسم لك بالله أننا نحمد الله على هذا الوطن ونستعين بالله على العمل من أجله ونستغفره على كل معاصينا تجاهه، وأما الحرية فهي ما تبقى لنا فيه، وأما التنمية فهذه قصة لا ناقة لنا فيها ولا جمل ولا شاليه أو مزرعة. ولكننا فقط نريد أن يكون هذا الوطن أجمل لأن الكويتيين فعلاً يستحقون الأفضل.

****

قصة قصيرة

ذهبت الأسبوع الماضي إلى محضر أرواح وعفاريت، وقلت له أريد أن أحضر روحاً، فقال لي هل تحب أن أحضر روح أمك رحمها الله؟، فقلت له لا، إنها تأتيني في أحلامي، ولكني أريدك أن تحضر لي روح القانون!!

فنظر لي الرجل بريبة ثم قال: «وهل عندك ما يثبت أنه كان يوماً على قيد الحياة؟!».

كاتب كويتي

moh1alatwan@
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي