«853» بلاغا كل دقيقة... معظمها استشارات نفسية وأغربها عن الكلاب الضالة!


كشفت رئيس خط نجدة الطفل «16000» بالمجلس القومي للطفولة والأمومة في مصر.. الدكتورة منال شاهين،. أن غالبية البلاغات التي تأتي للخط الساخن ليس لها علاقة مباشرة بالطفل، إذ تستأثر الاستشارات النفسية بنسبة 39 في المئة من حجم البلاغات تليها الخدمات الصحية بنسبة 11 في المئة ثم خدمات التضامن فمناهضة «ختان الإناث» والإيواء وأخيرا الاستشارات القانونية.
وأضافت: إن أغرب الشكاوى التي تتردد على الخط الساخن ما يتعلق بالمرافق العامة والكلاب الضالة، وأخيرا بعض الكافتيريات التي تقدم خدمة الإنترنت، وفيما يلي نص الحوار:
• في البداية، ما هو خط «نجدة الطفل»؟
- هذا الخط تم إنشاؤه العام 1989 ويشرف عليه مباشرة مركز دعم واتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء المصري وهو منبثق من المجلس القومي للطفولة والأمومة.. يعمل على مدار «24» ساعة طوال أيام الأسبوع ويقدم خدمات لجميع أفراد الأسرة.
فهو عبارة ـ ببساطة ـ عن خط «فضفضة» لتلقي شكاوى الناس.. في البداية كان قاصرا على الطفل وما قد يتعرض له من مشكلات اجتماعية أو صحية أو قانونية إلا أنه تحول بمرور الوقت إلى خط ساخن يحاول حل جميع المشكلات سواء البيئية أو الصحية أو النفسية التي قد تصيب الأسرة المصرية.
• هل يتعاون الخط الساخن مع الجهات الرسمية في الحكومة؟
- بالتأكيد نحن لا ننزل إلى الشارع بالشكاوى التي نتلقاها من المواطنين وإنما نتعاون مع «7» وزارات معنية وهي «وزارة الداخلية ووزارة التربية والتعليم ووزارة الصحة ووزارة البيئة ووزارة التضامن الاجتماعي ووزارة الثقافة»، بالإضافة إلى الجمعيات الأهلية، حيث نتعامل مع «36» جمعية أهلية، ولقد نجحنا خلال عامين فقط في إيواء «860» طفلا في هذه الجمعيات ودمج «232» طفلا بأسرهم بعد البحث عنهم بالتنسيق مع إحدى الجمعيات الأهلية لإعفاء الأطفال غير القادرين على سداد المصروفات الدراسية وإلحاقهم بدورات التدريب المهني «حرفة النجارة وإصلاح التكييفات مع إعطائهم الإرشادات النفسية والأسرية»، كما أننا نقوم من خلال الخط الساخن بتقديم المساعدات المادية للأسر الفقيرة وتيسير إجراءات استخراج معاش الضمان الاجتماعي لهم.
• ما التحركات التي يقوم بها المجلس عند تلقي البلاغات؟
- في البداية، يقوم الإخصائي الاجتماعي.. ببحث الحالة من خلال نموذج بحث يقدمه عن المبلغ خاصة إذا كان يعاني من مشكلة نفسية أو صحية فلدينا «189» إخصائيا اجتماعيا على مستوى محافظات الجمهورية، ولكن من أكثر المعوقات التي تواجهنا أننا مازلنا نخاف وتتحكم فينا ثقافة العيب.. فكثير من الأمهات يخجلن من التقدم بأي بلاغات يتعرض لها أبناؤهن عن حالات اغتصاب أو تحرش جنسي .
• وكيف تتعاملون مع الأمهات في هذه الحالة؟
- في البداية، نحاول إقناعهم بالتعامل مع أبنائهن بهدوء ولا يتعسفون في معاملتهم أو يستخدمون معهم القوة، كما نؤهلهم نفسيا إما بإرسالهم إلى مراكز «الخدمة النفسية» في كلية الآداب بجامعة عين شمس أو من خلال مراكز الخدمة النفسية بهيئات التأمين الصحي، ونحن نحرص على تسجيل المكالمات لضمان فعالية العلاج ولا نفصح عن اسم المبلغ ولا عنوانه ولا تلفوناته الخاصة حفاظا على توازن الأسرة المصرية فالخط الساخن ما هو إلا فضفضة، ففي إحدى المرات اتصلت بي طفلة وقالت: «مش عارفة أشوف ماما.. كلموها وقولوا لها عايزة أقعد معاها».
• هل هناك بعض الجهات التي لا تستجيب للخط الساخن؟
- بالطبع في البداية كانت تواجهنا مشكلات كبيرة خاصة وأن هناك بعض الوزارات التي كانت لا تستجيب سريعا حتى تم تخصيص مندوب في كل وزارة تكون مهمته الأساسية الرد على البلاغات التي ترسل إليه خلال فترة معينة.
• كم عدد الشكاوى التي تلقاها الخط الساخن حتى الآن؟
- لقد تلقى خط نجدة الطفل «900804» مكالمات اعتبارا من 29 /6/2008 وحتى 30/6/2008 بمتوسط يومي «823» مكالمة.. حيث تصلنا «35» مكالمة في الساعة بمعدل مكالمة كل «1.7» دقيقة بواقع «70» مكالمة لكل إخصائي يوميا.
• هل تزيد الشكاوى في أوقات معينة؟
- عادة ما تزخر الفترة الصباحية بالبلاغات التي يقدمها المواطنون وخاصة في الفترة من «9 صباحا إلى 6 مساء» وتنخفض قليلا في الفترة المسائية.
• ما المعوقات التي تقف ضد انتشار الخط الساخن؟
- في البداية، دعينا نركز على ضرورة المشاركة الاجتماعية.. فنحن لا نستطيع أن نعمل بمفردنا دون أن يشاركنا جميع أفراد المجتمع، وهذا يتطلب أن يكون لدينا جميعا إحساس بالمسؤولية الاجتماعية.. فكل فرد عليه أن يتحمل معنا عبء المشاركة حتى نعلي من شأن هذا المجتمع.