سيف الإسلام ينسحب من الحياة السياسية ويثير الجدل مجددا حول خلافة القذافي

u0633u064au0641 u0627u0644u0625u0633u0644u0627u0645 u064au0639u0644u0646 u0627u0646u0633u062du0627u0628u0647 u0645u0646 u0627u0644u062du064au0627u0629 u0627u0644u0633u064au0627u0633u064au0629 u0644u064au0644 u0623u0648u0644 u0645u0646 u0623u0645u0633 (u0623 u0641 u0628)
سيف الإسلام يعلن انسحابه من الحياة السياسية ليل أول من أمس (أ ف ب)
تصغير
تكبير

طرابلس - ا ف ب، يو ب اي، رويترز - اعلن سيف الاسلام القذافي، انسحابه من الحياة السياسية، واعدا بأنه لن يتدخل بعد في شؤون الدولة الليبية، مفندا الاشاعات التي تحدثت عن خلافات له مع والده العقيد معمر القذافي، او مع ما يطلق عليهم «الحرس القديم».

ويلقي اعلان القذافي الابن، ظلالا من الشك حول خطط هذا الاصلاحي النافذ الحقيقية، ويعيد اطلاق الجدل حول خلافة معمر القذافي.



وقال سيف الاسلام في خطاب القاه امام الاف الشبان المؤيدين له في مدينة سبها (800 جنوب طرابلس)، ليل اول من امس، «قررت الا اتدخل في شؤون الدولة».

وكان ينظر الى سيف الاسلام (36 عاما) على انه خليفة والده، لكنه لم يشغل اي منصب رسمي. لكنه برز خلال السنوات الاخيرة على انه موفد النظام الليبي الاكثر مصداقية ومهندس الاصلاحات والحريص على تطبيع العلاقات بين ليبيا والغرب.

وعرض في 20 اغسطس 2007 مشروعه لتحديث الجماهيرية، فاثار تكهنات حول مسألة الخلافة في زعامة ليبيا، ولو انه اكد ان «ليبيا لن تتحول الى ملكية او ديكتاتورية».

وقال في خطابه، الاربعاء، «في غياب المؤسسات ونظام اداري، كنت مجبرا على التدخل». وتابع: «تدخلت في كل الملفات، ملفات الخارجية وايضا ملفات التنمية في ليبيا والاسكان والتخطيط العمراني. برنامجي كله تحقق والقطار على السكة الصحيحة».

واشار، في اطار الملفات التي تمكن من حلها، الى قضية الفريق الطبي البلغاري الذي افرج عنه في يوليو 2007 بعد ما سجن افراده (خمس ممرضات وطبيب) ثماني سنوات في ليبيا، وقضية دفع تعويضات اخيرا للضحايا الاميركيين في حادث طائرة لوكربي التي تحطمت فوق اسكوتلندا في 1988 متسببة بمقتل 270 شخصا واتهمت طرابلس بتدبير العملية، وقضية دفع تعويضات لضحايا الاعتداء على طائرة «اوتا، دي سي- 10» التي تحطمت فوق النيجر في 1989.

وقال سيف الاسلام في خطابه، «لم تعد لي معارك كبرى لكن موقفي اصبح محرجا»، مكررا «وضعي اصبح محرجا والقصة تغيرت»، من دون ان يعطي ايضاحات اخرى.

ولم يوضح مشاريعه المستقبلية، الا انه كان صرح قبل بضعة ايام لصحيفة «كومرسانت» الروسية، حسب ما نقلت الصحف الليبية، بانه «سينصرف الى تنمية المجتمع المدني والاقتصاد الليبي بالاضافة الى الاعمال الخيرية».

ورأى رئيس تحرير جريدة «اويا» الليبية محمود بوسيفي، ان انسحاب سيف الاسلام عائد «الى عدم ارتياحه لوتيرة الخطوات التي يرغب ان تكون في شكل سريع». واضاف ان «قراره ناتج عن عدم رضاه عن البيروقراطية التي لم يكن مستعدا لها. وهو كشاب يريد ان يتخذ خطوات سريعة وكبيرة».

وقال مراقب ليبي، رفض الكشف عن هويته من جهته، «اعتقد ان هذا انسحاب موقت وتمهيد لدخول مرحلة جديدة لاعادة صياغة وجوده على المسرح السياسي الليبي واضفاء مزيد من الشرعية على تواجده»، مشيرا الى ان ذلك قد يتم «عبر مؤسسات المجتمع المدني».

ودعا سيف الاسلام في خطابه الى بناء «مجتمع مدني قوي» قادر على المشاركة في اتخاذ القرار وعلى تشكيل قوة ردع تواجه اي تجاوزات على مستوى قمة السلطة. ورأى انه «يجب على الليبيين أن يتفقوا على القوانين التي تحكمهم في المستقبل، فالعصر الآن مختلف، والليبيون يحتاجون الى نظام اداري جديد وقانون ودستور دائم لا يتغير».

واقترح أن يضع الليبيون استنادا الى شرعيتهم الجماهيرية عقدا جماعيا بينهم، سماه «العقد الجماهيري» وبناء رأسمال اجتماعي وقضاء نزيه.

والمجتمع المدني غير موجود في ليبيا، باستثناء «مؤسسة القذافي» التي اسسها سيف الاسلام. وحظرت اخيرا منظمتان غير حكوميتين هما الجمعية من اجل العدالة وحقوق الانسان، والمركز من اجل الديموقراطية.

وقال سيف الاسلام، ان مشروع الاصلاحات الذي يدافع عنه لا يتناقض مع نظرية والده الذي يدعو الى «سلطة الشعب» عبر «الديموقراطية المباشرة». واوضح ان مشروعه حول «العقد الاجتماعي» الذي سيكون بمثابة الدستور، «سيحمي سلطة الشعب» و«ينظم حياة الليبيين»، مذكرا في الوقت نفسه بان والده يبقى «خطا احمر».

وتابع ان العقد يجب ان ينص على «قانون خاص بمعمر القذافي» يضمن بان «الصلاحيات والامتيازات الخاصة به غير قابلة للانتقال او التوريث».

وحمل من جهة ثانية، على ما اسماه «غابات الديكتاتورية» في الشرق الاوسط وشمال افريقيا حيث البرلمانات «خيالية» وحيث يتم انتهاك الدساتير من اجل ابقاء الحكام في السلطة، مؤكدا في المقابل ان بلاده ستصبح خلال سنوات «نموذجا يحتذى» في المنطقة.

وشدد على التأكيد أن انسحابه من الحياة السياسية سيكون دائما ولن يعود اليها مثلما يفعل العرب الآخرون الذين وجه اليهم انتقادات حادة في ثوريت أبنائهم الحكم. وقال، «نحن نعيش في غابة هنا في الشرق الأوسط وشمال افريقيا. في منطقتنا العربية كلها تحكمها الديكتاتورية وأنظمة وراثية والتعدي على حقوق الانسان».

وتابع: «في كل المنطقة العربية، اتفقوا أن هذا النظام سواء كان ملكيا أو جمهوريا أو سلطانيا لا بد فيه وراثة... الولد يأتي بعد أبيه».

وقارن سيف الاسلام، الأنظمة السياسية العربية مع عدوها اسرائيل، مبينا أنه «فيما يتم محاكمة رئيس وزراء اسرائيل على أخذه تذكرتي سفر من رجل أعمال وارغام الرئيس الاسرائيلي على الاستقالة لتحرشه بموظفة بمكتبه، فان العرب دائما مهزومين والمواطن والجندي العربي مهزوم ومهان، وبالتالي فان اسرائيل انتصرت على أمة كاملة».

واثنى القذافي الابن، على الاتفاقية التي وقعت بين طرابلس وواشنطن، واعلن أن الليبيين والأميركيين أصبحوا يتحدثون على أن ليبيا ستصبح تُعامل معاملة الدولة الأولى بالرعاية. وقال «ان الأميركيين الآن يتكلمون عن مبيعات أسلحة لليبيا، وأن الأوروبيين يقفون في طابور على مكتب المعدات والمشتريات في ليبيا ليبيعوا لها أحدث التقنية التي لديهم، العسكرية وغيرها».

ولفت سيف الاسلام، الى أن العالم كله يزاحم من «يبيع ليبيا مفاعلات نووية، ان الفرنسيين والأرجنتين وكوريا واليابان، كل واحد يقول ان المفاعل النووي الذي لديّ هو الأحسن».

وعبر عن سعادته لنجاح برنامجه حسب ما خطط له، خاصا بالذكر ما أشرف عليه من موضوعات تتعلق بالتنمية وحقوق الانسان ومشاكل ليبيا مع العالم الخارجي. وقال «ان القطار في ليبيا بدأ فعلا يسير على السكة الصحيحة رغم أنه لم يصل للمحطة النهائية».

كما اعلن سيف الاسلام، ان اتفاق شراكة سيتم توقيعه قريبا بين ليبيا والاتحاد الاوروبي. وقال ان بموجب هذا الاتفاق، سيصدر الليبيون كل منتجاتهم للاتحاد الأوروبي من دون جمارك، وكذلك الآخرون الذين سيقيمون مصانع ومزارع في ليبيا ليصدروا للاتحاد الاوروبي.

وتطرق سيف الاسلام الى الجانب الاقتصادي، بالقول ان انتاج ليبيا من النفط الخام يبلغ نحو مليوني برميل يوميا، ارتفاعا من 1.3مليون برميل يوميا عام 2003، بفضل تحسن العلاقات مع أوروبا والولايات المتحدة. وأضاف أن ليبيا حصلت ايضا على عشرة مليارات دولار من عقود توصلت اليها مع شركات أجنبية. وأشار الى أن ليبيا قبل 2003 كانت تتوسل الشركات الأجنبية للعمل فيها، أما الآن فتغير الوضع لمصلحة ليبيا.

وقال ان الشركات الأجنبية التي كانت تملك في السابق ما يصل الى 75 في المئة من عمليات النفط في ليبيا، تملك الأن ما بين سبعة و12 في المئة من مشروعات النفط والغاز، في حين تملك ليبيا الباقي.

ويقدم سيف الاسلام نفسه قبل كل شيء، بانه سفير للشأن الانساني في ليبيا وفي كل انحاء العالم عبر جمعيته الخيرية «مؤسسة القذافي» التي انشأها في 1997.

ولد في 25 يونيو 1972 في طرابلس، وهو النجل الاكبر من زوجة القذافي الثانية والولد الثاني بين اولاده الثمانية. حصل على اجازة في الهندسة المعمارية من جامعة الفاتح في طرابلس، وكلفه والده حينها بوضع مخطط لمجمع عقاري كبير مع فنادق ومسجد ومساكن.

بعد خمس سنوات، تابع دراسته فاختار ادارة الاعمال في فيينا (النمسا) حيث حصل على شهادة من معهد «انترناشونال بيزنس سكول». وارتبط في تلك الفترة بصداقة مع يورغ هايدر، زعيم اليمين النمسوي الشعبوي.

وفي لندن، انهى دراسته الجامعية بدكتوراه من معهد «لندن سكول اوف ايكونوميكس».

وهو معروف جدا في طرابلس حيث انطلق في عالم الاعمال. وظهر على الساحة الدولية في سنة 2000، عندما فاوضت مؤسسته من اجل الافراج عن رهائن اجانب محتجزين لدى مجموعة من المتطرفين الاسلاميين في الفيليبين.

يتكلم سيف الاسلام الانكليزية والالمانية وقليلا من الفرنسية. وهو يتحدث بهدوء واعتدال وتقدمه وسائل الاعلام على انه الوجه الجديد المحترم لنظام اتهم طويلا بدعم الارهاب. ومنذ سنة، يقوم بحملة من اجل فتح بلاده امام وسائل الاعلام الخاصة. ونجح في اغسطس في اطلاق اول محطة تلفزة خاصة واول صحيفتين خاصتين في البلاد.

وسيف الاسلام عازب ويعنى بمظهره ويعتني باسود تم ترويضها، ويحب الصيد في اعماق البحار وصيد الصقور وركوب الخيل. كما يمارس ايضا فن الرسم.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي