نافذة الكتابة / القصة منهـج حياة

|د. خولة القزويني*|


القصة... ذلك الفن المشبع بجماليات الحس الإنساني الرفيع، وهي وسيلة لإيصال الرسالة المعنوية إلى فكر وروح وضمير وقلب الإنسان، وفي استقرائنا لقصص القرآن الكريم كقصة النبي يوسف عليه السلام، وقصة أصحاب الكهف، وبقية قصص الأنبياء نكتشف القيم والمواعظ والمعاني الزاخرة التي تستهدف تهذيب الإنسان وإرشاده نحو حياة حرّة كريمة.
فالكتابة المنهجية تعطي للقصة قوة وتأثيراً وزخماً كبيرً، وإذا أردنا للنص القصصي أن يكون مقروءاً ومؤثراً في المتلقي فعلى كاتب القصة أن يسأل ذاته تلك الأسئلة التحفيزية التي ترسم المنهجية الفاعلة للقصة، وهي: ماذا أكتب؟، كيف أكتب؟، لماذا أكتب؟، ولمن أكتب؟، وماذا بعد؟
- ماذا أكتب؟:
هو تحديد مضمون القصة والذي يستمد التغذية من الواقع الاجتماعي أو السياسي أو الثقافي الذي يعيشه المجتمع، وعليه يجب أن يكون الكاتب فاعلاً في مجتمعه ومنفعلاً، يؤثر ويتأثر، وكلما كانت قراءته للواقع عميقة واستنباطاته لقضاياه موضوعية ومحايدة لا تطرف فيها ولا تعصب كان النص ذا فائدة، وبالتالي قادراً على أن يفتح للمتلقي آفاقاً فكرية واسعة ويقدم له النص الملغوم الذي يفجر ركوده ويدفعه إلى الحراك الواعي.
- كيف أكتب؟
- أولاً: وهو كيف يمكن إيصال الفكرة والرسالة إلى وجدان وعقل المتلقي، لابد أن يكون أسلوب الكاتب قادراً على مخاطبة الأحاسيس البشرية على أحسن وجه وذلك من خلال الأسلوب الواضح الذي يجعل النص مهضوماً فكرياً ومفهوماً في المقاصد والغايات، فالأسلوب المعقد والغامض ينفر منه المتلقي، أضف إلى ذلك التلقائية والأريحية في الكتابة والبعيدة عن التكلف تجعل النص انسيابياً يستطرق وجدان القارئ بسلاسة وعذوبة.
فشكوى كثير من الكتاب أن رواياتهم وقصصهم مهجورة مستندين في تبريراتهم إلى عوامل غير حقيقية من ضمنها العزوف العام عن القراءة أو سطحية المتلقي وسوقيّة ذائقته، والحقيقة أن الخلل قد يكمن في أسلوب الكاتب ومضامين نصوصه التي لا تحاكي الواقع ولا تتماشى مع الذوق العام ومتطلباته، أو أنه لا يتناغم مع الاحتياجات اليومية والعملية والموضوعية للمجتمع.
- ثانياً: ينبغي أن يكون الهدف والوسيلة صالحاً ومشروعاً إذ لا يمكن أن يستخدم بعض الكتَّاب الأساليب الخليعة والمبتذلة والمتنافيّة مع الذوق العام تحت ذريعة أن الهدف نبيل لأن هذا يفقد قيمة النص ويشرخ العلاقة بين الكاتب والمتلقي.
لابد أن يكون النص متطابقا مع الحاجات البشرية العامة وأن يكون متكيفا مع الطرح الفكري والعقلي للإنسان، وبالتالي قادرا على جذب وشد عقول الناس نحو الفكرة.
- لماذا أكتب؟
يجب أن يحدد الكاتب هدفه من كتابة القصة، فهل يريد أن يطرق باب الوعي وينبه المجتمع إلى وضع جامد يعيشه؟
هل يريد أن يغيّر فكر المجتمع وينشر قيماً معينة؟
هل هناك مشكلة سياسية أو اجتماعية يعاني منها المجتمع وهو بذلك يقدم لهم حلولاً قابلة للتفكير؟
فالقارئ يفهم من سياق القصة ماذا يريد الكاتب من نصه المكتوب ؟
- لمن أكتب؟
ضروري أن يحدد الكاتب الشريحة التي سيوجه إليها النص، فهل سيخاطب المجتمع بشكل عام؟ أو يرصد النخب المثقفة من الأدباء والشعراء أو فئة معينة من الناس؟
فكثير من الكتّاب خسر القاعدة الشعبية من قُرّائه بسبب انهماكه في مغازلة النقَّاد وقلقه الدائم على جودة النص وتجاهل احتياجات القارئ وإشباعاته، فهو قد جعل من القصة هدفاً بحد ذاته لا وسيلة لمخاطبة الناس، فإن العناية بالقالب الفني إلى درجة الوسوسة يفقد أهمية الغرض أو المضمون وهو ما يبحث عنه المتلقي، والمطلوب هنا الموازنة بين الجودة والمضمون، فكل كاتب يتمنى أن تقرأ نصوصه وتحقق الانتشار العام على مستوى النخب والعامة من الناس، فقراءة المتلقي تختلف عن قراءة النقّاد وبالتالي عليه أن يتعرف على الشريحة التي سيكتب لها وأهم احتياجاتها وكيف ستقرأ قصته؟
- وماذا بعد؟
ما هي الرؤية أو الرسالة التي يقدمها كاتب القصة للمجتمع؟ هل ثمة تغيير يترجاه الكاتب في واقعه الاجتماعي أو السياسي؟ هل هناك أطروحة جديدة يقدمها للناس؟
لابد أن يكون للقصة هدف سامٍ ونبيل ومشروع، وكلما كان الهدف سامياً كان التأثير على المتلقي واضحاً وبالتالي ستكون ردة الفعل المتوقعة إيجابية وفاعلة في المجتمع.
يقول تشرشل:
(ابحث عن حقيقة الأمَّة في حبر المطابع وصفحات الصحف)
* أديبة وروائية كويتية
www.khawlaalqazwini.com
فالكتابة المنهجية تعطي للقصة قوة وتأثيراً وزخماً كبيرً، وإذا أردنا للنص القصصي أن يكون مقروءاً ومؤثراً في المتلقي فعلى كاتب القصة أن يسأل ذاته تلك الأسئلة التحفيزية التي ترسم المنهجية الفاعلة للقصة، وهي: ماذا أكتب؟، كيف أكتب؟، لماذا أكتب؟، ولمن أكتب؟، وماذا بعد؟
- ماذا أكتب؟:
هو تحديد مضمون القصة والذي يستمد التغذية من الواقع الاجتماعي أو السياسي أو الثقافي الذي يعيشه المجتمع، وعليه يجب أن يكون الكاتب فاعلاً في مجتمعه ومنفعلاً، يؤثر ويتأثر، وكلما كانت قراءته للواقع عميقة واستنباطاته لقضاياه موضوعية ومحايدة لا تطرف فيها ولا تعصب كان النص ذا فائدة، وبالتالي قادراً على أن يفتح للمتلقي آفاقاً فكرية واسعة ويقدم له النص الملغوم الذي يفجر ركوده ويدفعه إلى الحراك الواعي.
- كيف أكتب؟
- أولاً: وهو كيف يمكن إيصال الفكرة والرسالة إلى وجدان وعقل المتلقي، لابد أن يكون أسلوب الكاتب قادراً على مخاطبة الأحاسيس البشرية على أحسن وجه وذلك من خلال الأسلوب الواضح الذي يجعل النص مهضوماً فكرياً ومفهوماً في المقاصد والغايات، فالأسلوب المعقد والغامض ينفر منه المتلقي، أضف إلى ذلك التلقائية والأريحية في الكتابة والبعيدة عن التكلف تجعل النص انسيابياً يستطرق وجدان القارئ بسلاسة وعذوبة.
فشكوى كثير من الكتاب أن رواياتهم وقصصهم مهجورة مستندين في تبريراتهم إلى عوامل غير حقيقية من ضمنها العزوف العام عن القراءة أو سطحية المتلقي وسوقيّة ذائقته، والحقيقة أن الخلل قد يكمن في أسلوب الكاتب ومضامين نصوصه التي لا تحاكي الواقع ولا تتماشى مع الذوق العام ومتطلباته، أو أنه لا يتناغم مع الاحتياجات اليومية والعملية والموضوعية للمجتمع.
- ثانياً: ينبغي أن يكون الهدف والوسيلة صالحاً ومشروعاً إذ لا يمكن أن يستخدم بعض الكتَّاب الأساليب الخليعة والمبتذلة والمتنافيّة مع الذوق العام تحت ذريعة أن الهدف نبيل لأن هذا يفقد قيمة النص ويشرخ العلاقة بين الكاتب والمتلقي.
لابد أن يكون النص متطابقا مع الحاجات البشرية العامة وأن يكون متكيفا مع الطرح الفكري والعقلي للإنسان، وبالتالي قادرا على جذب وشد عقول الناس نحو الفكرة.
- لماذا أكتب؟
يجب أن يحدد الكاتب هدفه من كتابة القصة، فهل يريد أن يطرق باب الوعي وينبه المجتمع إلى وضع جامد يعيشه؟
هل يريد أن يغيّر فكر المجتمع وينشر قيماً معينة؟
هل هناك مشكلة سياسية أو اجتماعية يعاني منها المجتمع وهو بذلك يقدم لهم حلولاً قابلة للتفكير؟
فالقارئ يفهم من سياق القصة ماذا يريد الكاتب من نصه المكتوب ؟
- لمن أكتب؟
ضروري أن يحدد الكاتب الشريحة التي سيوجه إليها النص، فهل سيخاطب المجتمع بشكل عام؟ أو يرصد النخب المثقفة من الأدباء والشعراء أو فئة معينة من الناس؟
فكثير من الكتّاب خسر القاعدة الشعبية من قُرّائه بسبب انهماكه في مغازلة النقَّاد وقلقه الدائم على جودة النص وتجاهل احتياجات القارئ وإشباعاته، فهو قد جعل من القصة هدفاً بحد ذاته لا وسيلة لمخاطبة الناس، فإن العناية بالقالب الفني إلى درجة الوسوسة يفقد أهمية الغرض أو المضمون وهو ما يبحث عنه المتلقي، والمطلوب هنا الموازنة بين الجودة والمضمون، فكل كاتب يتمنى أن تقرأ نصوصه وتحقق الانتشار العام على مستوى النخب والعامة من الناس، فقراءة المتلقي تختلف عن قراءة النقّاد وبالتالي عليه أن يتعرف على الشريحة التي سيكتب لها وأهم احتياجاتها وكيف ستقرأ قصته؟
- وماذا بعد؟
ما هي الرؤية أو الرسالة التي يقدمها كاتب القصة للمجتمع؟ هل ثمة تغيير يترجاه الكاتب في واقعه الاجتماعي أو السياسي؟ هل هناك أطروحة جديدة يقدمها للناس؟
لابد أن يكون للقصة هدف سامٍ ونبيل ومشروع، وكلما كان الهدف سامياً كان التأثير على المتلقي واضحاً وبالتالي ستكون ردة الفعل المتوقعة إيجابية وفاعلة في المجتمع.
يقول تشرشل:
(ابحث عن حقيقة الأمَّة في حبر المطابع وصفحات الصحف)
* أديبة وروائية كويتية
www.khawlaalqazwini.com