الأسرة أولاً

التقيته بعد سنتين من استشارته لي!

 u062f . u0645u062du0645u062f u0631u0634u064au062f u0627u0644u0639u0648u064au062f
د . محمد رشيد العويد
تصغير
تكبير
استشارني في خلافات مالية مع زوجته التي كانت تُكرّر عليه طلبها أن يكتب باسمها نصف البيت، وأن يشتري لها سيارة، وأن يُودع في حسابها مبلغاً مالياً كل شهر.

سألته: كيف هي معك؟

قال: تحبني وتطيعني ولاأشتكي فيها سوى هذا الطمع في المال.

سألته ثانية: وبم تُبرّر طلباتها المادية هذه؟

قال: تقول إنها لاتشعر بالأمان ، وتخشى على مستقبلها ومستقبل أولادها.

قلت له: طالما أنها تحبك ، وتطيعك، ولاتشتكي فيها شيئا؛ فأنصحك أن تستجيب لطلبها

مادمتَ قادراً على تحقيقه لها.

قال: أخشى إن فعلتُ لها ماتريد أن تتخلى عني!

قلت: لن تفعل ذلك إن شاء الله مادامت تحبك، ومادمت لاتشتكي فيها شيئاً.

ومرّت سنتان لم ألقه خلالهما، حتى سمعت من يُسلّم علي قبل أيام في أحد الأسواق المركزية.

التفتُّ فإذا هو نفسه الذي استشارني قبل سنتين.

رددت على سلامه، وفرحت بلقائه، وكنت متشوقاً لمعرفة كيف سارت الأمور بعد أن أشرت عليه بما أشرت.

قال والابتسامة العريضة على شفتيه: لقد ذهبت في اليوم التالي لليوم الذي استشرتك فيه، وحققت لزوجتي جميع ماطلبته مني.

سألته: طمّني، هل قدَّرتْ لك مافعلتَه لها؟!

قال: نعم والحمدلله ، فقد زاد حبها لي، وتعلقها بي، وحرصها علي، وتفانيها من أجلي.

قلت: الحمد لله... الحمد لله

قال: ولقد حدث أمر آخر أسعدني وأسعدها!

قلت: بشّر ...

قال: لقد فتح الله لي من خزائنه، ورزقني أضعاف ماأعطيتها، وماعدتُ أدري كيف انصبّ

فضل ربي عليّ صبّاً.

قلت: لقد كنت سخياً على زوجتك وأولادك، ووثقت بعطاء ربك سبحانه، فأخلفك أضعاف ماأنفقته، أما قال سبحانه: {وما أنفقتم من شىءٍ فهو يُخلفه وهو خير الرازقين} سبأ- الآية 39، وقال صلى الله عليه وسلم: (ما من يوم يُصبح العباد فيه إلا مَلَكان ينزلان، يقول أحدهما: اللهم أعطِ مُنفقاً خلَفاً، ويقول الآخر: اللهم أعطِ مُمسكاً تلفاً) متفق عليه.

هكذا، إخوتي الأزواج أتمنى أن تفعلوا، أن تُنفقوا على أهليكم فلا تبخلوا عليهم، وأن تكونوا أوثق في ما عند الله أكثر من ثقتكم فيما في أيديكم.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي