همسات / استيراد الأفكار... وبعد

تصغير
تكبير
| سهيلة غلوم حسين |

برزت ابان العقد الأخير في عمر مجتمعنا المحافظ ظواهر عجائبية يتفاخر بها بعض الشباب، الذين يسهل عليهم اجراء نقل تجارب غير مستحبة، وغير مألوفة وأقل ما يقال عنها مرعبة ، نظرا لحساسية واقع البيئة الاجتماعي الذي ينبذ معطياتها وتكويناتها وطبيعة عناوينها الشكلية والضمنية.

الكويت مثل يقتدى بها من النواحي كافة ، ولعلها الدولة السباقة في ترسيخ الديموقراطية، وتأسيس اركان الثقافة والعلوم ومجاراة التقدم العلمي، انما ابدا لم تؤيد تجسيد المبادئ الضالة لفئة الشباب المتأثرين ولو بنسبة ضئيلة بظواهر غربية غريبة عنا وعنهم، ولا يمكن ان تتجانس مع أنماط التربية الكويتية التقليدية.

وفي وقت نحن أحوج فيه لاصلاح ذات البين مع أنفسنا، وتحديد الأهداف المرجوة للمحافظة على منجزات بلدنا من كل الجهات، بدأت الأفكار السيئة السوداء تغزو هيكل مجتمعنا، لتفوح رائحة نتنة بعد ان استفحل الشر وبات اداة طيعة لبرمجة اتجاهات الشباب، دون رادع منطقي يمنع استمرار التمادي بالعقل والحكمة والتروي.

ان غياب الوازع الديني والمراقبة البيتية كأساس هما احد اسباب استملاك انخراط شبابنا في قطر اللهو غير المنطقي، ومن المؤسف ان يتمدد العبث في هذا الشكل الخطير، من غير الاستعانة بقوة تضع حدا للفلتان، بأسلوب عصري كي لا نفقد هؤلاء الشباب.

الظواهر الغريبة لعلها سمة بارزة ولماعة لدى بعض الدول الغربية، لكنها لا يمكن ان تكون بصيص امل من نور لأنها تتنافى مع جوهر الدين، ولا تلتقي بشفافية المنطق كدستور شخصي وعقلاني.

المجمعات التجارية والأماكن العامة بأكثريتها تتواجد هذه الفئات، ولمن المعيب ان تستمر على هذا النحو، طالما تمتلك الكويت كل الطاقات التي من خلالها تستعيد هذه الفئة دورها في مجتمعها وتتفاعل مع انسانيتها، وطيبتها وتاريخها المشرف.

يبدو ان معادلة الراحة بالتكنولوجيا لم تنجح، وان الآمال التي عقدت على العولمة اصطدمت بجدار الأخطاء الكبيرة، وما نشهد فصوله لا يبشر بخير الأيام المقبلة اذا ما لم تتخذ خطوات تردع الظواهر الغريبة – المعيبة، كي لا تسرق باقي شبابنا من احضان بلد ينشد السلام والرفاهية لشعبه.

ان بلاد الغرب ليست سيئة لأن فيها مدارس للحياة، انما المدارس الضارة فهي كل المشكلة حيث يجب تقويضها وانكارها، وهدم افكارها او الاستعانة بايجابيات الغرب التي لا تعد بسهولة.

واذكر ان في احد الأمكنة شاب عربي اعتاد رؤية سيدة تروي الزهور يوميا، ومضى عليه اسبوع ولم يرها، فقصد منزلها المجاور لمنزله وسألها عن اسباب تأخرها، فقالت له انت اكيد غريب، ولو لم تكن غريبا لكنت عرفت ان البلدية ابلغت السكان بوقف استغلال المياه، فقال: لن يراك احد اذهبي واسقها قبل ان تذبل، اجابت، عرفت انك غريب لأنك جاهل بخصوصياتنا، ونحن لا نخدع البلدية انما نلتزم القرار وكل واحد منا شرطي على اعماله وتصرفاته... ربما البعض سيعتبر الأمر تخلفا!


 كاتبة كويتية

 [email protected]

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي