«ليلة صيفية» قدّمت مواهب واعدة على خشبة المسرح واختتمت أنشطة مهرجان الصيف الثقافي



شهدت خشبة مسرح الدسمة في الثامنة والنصف من مساء الجمعة الماضي عرضاً مسرحياً مرتجلاً بعنوان «ليلة صيفية» قدّمه مجموعة من الشبان والفتيات الذين تابعوا ورشة إعداد الممثل ضمن الأنشطة الثقافية التي نظمها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب من 15 يوليو الماضي وحتى 15 أغسطس الجاري والتي انضوت تحت عنوان كبير وهو « صيفي ثقافي 3».
وزّعت الهيئة المنظمة لهذه الأمسية الصيفية منشورات تعبّر عن هدف المجلس الوطني من تنظيم هذا العرض وقد جاء في المنشور ما يلي :
« حرصاً من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على رعاية الشباب المحبين لفن المسرح، جاءت هذه الورشة المسرحية القصيرة باسم إعداد الممثل، ونظراً إلى قصر فترة الورشة، فقد وضع برنامج مضغوط نتج منه هذا العرض المرتجل القصير الذي تشاهدونه اليوم. وللوصول إلى أقصى فائدة يمكن أن يتحصل عليها الشباب المشاركون في الورشة، أُتيحت الفرصة لهم، ليضعوا بأنفسهم أفكار المشاهد الثلاثة التي يتضمنها العرض المسرحي، كما ارتجلوا حواراتها بأنفسهم، وساهموا في تنفيذ الديكور، كل ذلك ليتمكنوا من الإلمام بماهية العمل المسرحي من جوانبه المختلفة، فكل أمنياتنا لهؤلاء الشباب النشطين بالتوفيق».
المتسولون
بداية كان المشهد الأول بعنوان « المتسولون» وقد أطلّت بداية على الخشبة الشابة إيمان التميمي تردد الأدعية التي نسمعها على لسان المتسولين «من مال الله يا محسنين» وتجمع في صرة لديها ما يتصدق به عليها أهل الجود والكرم ثم اختلت بنفسها لتتفقد غلتها الوفيرة فإذا برفاقها في عالم التسول ( ساير الهاجري، محمد عاشق، عثمان الضويحي، أحمد الحديبي) يباغتونها بشكل مفاجىء ويطالبونها بأن تقاسمهم الغنيمة ولم يكن بوسعها إلا الإذعان لمطلبهم لكنها لم تجد سبيلاً سوى استخدام عقلها فخططت لمكيدة تنقذها من قبضة الشبان الأربعة الذين سيعمدون إلى استغلالها بشكل يومي وارتكزت في مخططها على بث فكرة خبيثة مفادها أن حصة الفرد تصبح أكبر كلما نقص عدد من سيتقاسمون المال، وهكذا وقع الشبان في فخ الطمع وراح الواحد يقتل الآخر غدراً إلى أن بقي اثنان فقط من بين الأحياء وهما إيمان وساير وكان مصيرهما أن يكملا حياتهما في السجن بعد افتضاح أمر الجرائم السابقة.
الديكور الذي استخدم في هذا كان بسيطاً للغاية عبارة عن لوحتين خشبيتين يرمز بهما إلى واجهتي مخزنين في الشارع العام حيث يجني المتسولون رزقهم وفي مشهد السجن أمسك الشابان بقطعتين خشبيتين للدلالة إلى قضبان السجن.
قمة الجبل
في المشهد الثاني الذي حمل عنوان «قمة الجبل» أطل على الخشبة أربعة شبان عبدالله الغدير الذي كان يقوم برمي طابة صغيرة في الهواء وإعادة التقاطها فاغراً الفم ومبتسماً بطريقة هزلية وعلي الشراح المنهمك بتوضيب أغراض في حقيبة يحتضنها بين ذراعيه وعبد المحسن التمار الذي يغط في نوم عميق ومحمد عاشق رفيقهم الرابع الذي اصطحبهم بنزهة في مروحية إلى مكان مرتفع ليمضوا بعض الوقت وكان قد ضرب موعداً للقبطان ليعود لارجاعهم من حيث قدموا.
تمر الساعات وتتأخر المروحية فتبدأ مشاعر القلق والخوف بالتسلل إلى أعماق الشبان وينتهي بهم الأمر بأن يفقدوا السيطرة على أعصابهم ويشعروا بدنو الأجل فيقوم صاحب الفكرة برمي نفسه من الأعلى إثر الإحساس بالذنب الذي يدمر طاقته على التحمل وينهار الثلاثة بالبكاء ويستعيدون ذكريات ما اقترفوه من ذنوب في دنياهم إلى أن يسمعوا صوت المروحية آت من البعيد فيستعيدون الرجاء والأمل.
الديكور في هذا المشهد لم يتطلب سوى أربعة كراسٍ جلس عليها الشبان وخلفية خشبية من أجل تضييق فضاء المسرح.
الأسرة المنكوبة
المشهد الثالث كان الأكثر تمييزاً في هذا العرض المرتجل وقد جاء تحت عنوان «الأسرة المنكوبة». وتدور القصة حول الأشقاء الثلاثة (بدر ناصر وشوق البلوشي ويوسف صفر) الذين يخسرون والديهم فيلبون دعوة خالهم (حمد الداود) للإقامة في منزله في حين أن هذا الأخير يحاول استمالتهم ليصبح قيماً على الأملاك التي ورثوها عن والديهم ويبدد المال وفق ما يرتئي.. نور التميمي والتي تؤدي دور زوجة يوسف صفر كانت الأكثر تنبهاً وقد حذرت الجميع من مطامع الخال الجشع إلا أن زوجها يوسف الذي هو في حالة من السكر الدائم يرفض أخذ نصائح زوجته بعين الإعتبار وتقوده حالة الغياب الذهني التي ترافقه دوماً على أن يخسر حياته عقب حادث سير مروع.
تقرر نور مع شقيق زوجها المتوفي وأخته الصغرى مغادرة بيت الخال والعودة إلى منزل العائلة ليديروا شؤون حياتهم بنفسهم فيعلم الخال بما يرصدون في أعماقهم ويكشف عن وجهه الحقيقي بالقول انه استحصل على توكيل لإدارة جميع ممتلكاتهم.
في هذا المشهد تميز الشاب حمد الداود في أداء دور الخال وترك انطباعاً عند الحضور بأنه يمتلك خامة ممثل جيد من الممكن توظيفها في أعمال مسرحية مقبلة. في الختام اعتلى الخشبة الأمين العام بدر الرفاعي والسيدة كاملة العياد فتشاركا معاً توزيع الشهادات التقديرية على من شاركوا في المشاهد الثلاثة.
والجدير بالذكر أن ليلة صيفية تمت تحت إشراف عبد الكريم الهاجري ونفذ السينوغرافيا مشعل الموسى وتولى أيمن عبد السلام مهام الإضاءة وفاطمة الصفي وضعت لمسات الماكياج على الوجوه الشابة أما الصوت فقد عمل على ضبطه يوسف بو شهري.
ليلة صيفية كانت ليلة عامرة بالوجوه الشابة التي من المتوقع أن تشق طريقها في عالم المسرح شرط توفر النص والإخراج الجديدين الذين يقدمانها بالشكل المناسب.
خلف قضبان العدالة
الشعور بدنو الأجل
مشهد من « الأسرة المنكوبة»
لحظة وقوع المتسول الأول كضحية للغدر