هناك مفاهيم منكوسة ومعكوسة عند بعض الناس، تدل إما على جهل أو اتباع هوى.
قرأت قبل أيام تعليقا طريفا على أولئك الذين تزاحموا عند الحلاقين- قبل دخول العشر الأوائل من ذي الحجة- لحلق لحاهم وهو محرم عند جمهور العلماء، لأنهم يريدون تطبيق سنة النبي عليه الصلاة السلام بعدم الأخذ من الشعر والأظافر لمن أراد أن يضحّي خلال تلك الأيام!
ذكرني هذا الموقف بذلك الرجل الذي زنى بامرأة فحملت منه، فقيل له: قبحك الله فهلا عزلت عنها، فقال: سمعت أن العزل مكروه!
وأعجب من ذلك سؤال بعض حجاج بيت الله الحرام للصحابي عبدالله بن عمر عن حرمة دم البعوضة فقال: من أين أنتم؟ قالوا من العراق، فقال: تقتلون الحسين حفيد رسول الله، وتسألون عن دم البعوضة!
ومن غريب الأفهام المنكوسة، أن الخوارج الذي قتلوا علي بن أبي طالب، مرّوا بصحابي اعتزل الفتنة فسألوه عن موقفه من الفتنة فقال: يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (القاعد فيها خير من القائم فيها، والقائم فيها خير من الماشي فيها، فكن عبد الله المقتول ولا تكن عبدالله القاتل) قالوا: أنت تقصدنا فقتلوه وأساحوا دمه في النهر، وكانت معه أم ولد له كانت حاملا فبقروا بطنها وأخرجوا الجنين ورموه، ثم مروا ببستان لرجل من أهل الكتاب، وأصاب بعضهم الجوع فأراد أحدهم أن يلتقط تمرة ساقطة على الأرض ليأكلها، فنهروه، وقالوا: أتريد أن تخفر ذمة رسول الله صلى الله عليه وسلم!
فيا للعجب تورعوا عن مال أهل الكتاب ولم يتورعوا عن دماء المسلمين! وما أكثر أمثلة هؤلاء اليوم في سوريا والعراق وغيرها من بلاد الإسلام.
خلية العبدلي
استمعت إلى خطبة ألقاها يوم الجمعة الماضية أحد المناصرين لخلية العبدلي، ونشكره في البداية على حديثه عن أهمية الالتزام بالقانون، وبتحريمه لتخزين السلاح.
إلا أن حديثه صاحبته بعض المغالطات، ومنها أنه ميّز في تطبيق القانون بين شخص وآخر بحجة انتسابه إلى آل بيت النبي عليه الصلاة والسلام! مع أن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قال: «وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها».
والأمر الآخر اتهامه من هاجم خلية العبدلي بأنهم «تكفيريون» مع أن الذي يتابع وسائل الإعلام يجد أن الخلية تم استنكار ومهاجمة فعلها من أغلب شرائح المجتمع.
زعم خلال خطابه بأن الكويت تهمش أبناء الطائفة الشيعية- وهذا تأجيج وزرع لفتنة وضرب للوحدة الوطنية- مع أن المتابع والمراقب يجد نقيض كلامه، فمن أبناء هذه الطائفة يوجد الوزراء والوكلاء والقياديين في مختلف وزارات الدولة، وزيادة على ذلك أن منهم من تقلد يوما رئاسة الأركان في الجيش الكويتي، ومنهم كذلك ما يزال ضمن القيادات الأمنية في وزارة الداخلية.
اتهم الخطيب المشاركين في وضع مناهج وزارة التربية بالتكفيرين، وهذا اتهام خطير لأساتذة ودكاترة متخصصين في مجالهم، وأعتقد أن من حق من شارك في التأليف أن يرفع قضية على الخطيب بدعوى التشهير، والإفتراء .
لقد ختم الخطيب كلامه بمحبته لتلك الخلية ودعاءه لها مع أن الأولى أن يعلن براءته منها.
وسننتظر حكم المحكمة في هذه الخلية، وسنراقب رأي هذا الخطيب، وهل إذا ماتم إدانتهم بالتخطيط لارتكاب أعمال تمس الأمن ووحدة الوطن، هل سيعتبر ذلك من الأعمال الوطنية، كما فعلها من قبل أحدهم عندما اعتبر تفجيرات الثمانينات ومحاولة تفجير موكب سمو الأمير الراحل- إنها كانت من دافع الروح الوطنية!
أم أنه سيعلن براءته من هذه الخلية؟
Twitter : @abdulaziz2002