حسن نقور أكد أن «الكويت الدولة الوحيدة التي كان لها تمثيل لدينا منذ السبعينات»
سفير جنوب السودان لـ «الراي»: لا دخل لإسرائيل في انفصالنا... وعلاقتنا بها لن تكون على حساب أشقائنا العرب

السفير حسن نقور

نقور متحدثاً إلى الزميل خالد الشرقاوي (تصوير زكريا عطية)




• المسلمون يشكلون حوالي 10 في المئة من سكان الجنوب
• لدينا موارد طبيعية كبيرة وفي الشمال أكثر المناطق إنتاجاً للصمغ العربي
• التحدي الأمني وجمع السلاح أهم ما يواجهنا لأن الثقة مازالت ليست كبيرة بين الأطراف
• جميع مواقفنا تجاه القضية الفلسطينية متسقة مع الدول العربية
• تقديم طلب الانتساب للجامعة العربية مربوط بأمور أخرى مثل ميثاقها
• لدينا موارد طبيعية كبيرة وفي الشمال أكثر المناطق إنتاجاً للصمغ العربي
• التحدي الأمني وجمع السلاح أهم ما يواجهنا لأن الثقة مازالت ليست كبيرة بين الأطراف
• جميع مواقفنا تجاه القضية الفلسطينية متسقة مع الدول العربية
• تقديم طلب الانتساب للجامعة العربية مربوط بأمور أخرى مثل ميثاقها
في وقت نفى القائم بأعمال سفارة جمهورية جنوب السودان لدى الكويت السفير حسن يوسف نقور أي علاقة لاسرائيل بانفصال بلاده عن السودان، مؤكدا أن علاقتهم مع اسرائيل «لن تكون على حساب علاقاتنا مع اشقائنا الدول العربية»، بين أن «قضية الجنوب قديمة جدا تتعلق بالحقوق السياسية والاقتصادية»، مشيرا إلى أن «جميع الحكومات التي تعاقبت على السودان لم تنجح في حلها إلى أن جاءت حكومة الانقاذ التي اتخذت خطوة شجاعة وأعطت الجنوب حق تقرير المصير».
«الراي» حاورت نقور الذي وصل البلاد منذ شهر ديسمبر الماضي لاستكمال الاجراءات اللازمة لافتتاح سفارة لبلاده في الكويت لتسليط الضوء على الدولة الأحدث في العالم والتعريف بأهم ما تتميز به، فأوضح أن «الكويت هي الدولة الوحيدة التي كان لها تمثيل في جنوب السودان بالاضافة للأمم المتحدة على مستوى العالم منذ السبعينات، وحتى الآن لم تفتتح سفارة لها في جوبا ويقوم بتغطية التمثيل الديبلوماسي سفير الكويت لدى اثيوبيا».
وذكر نقور الذي تدرج في عمله الديبلوماسي حتى وصل لمنصب نائب سفير السودان لدى برلين بدرجة سفير، وعاد بعد انفصال الجنوب للعمل في خارجية جنوب السودان، ان بلاده مساحتها حوالي ثلث مساحة السودان وتتكون من 64 قبيلة يشكلون حوالي 8 ملايين نسمة أكبرها الدينكا وبعدها النوير في مناطق النيل الكبرى ومن ثم قبيلة الزاندي في المناطق الاستوائية، مبينا ان المسلمين يشكلون حوالي 10 في المئة من سكان الجنوب والبقية مسيحيون ولكن في نص الدستور لدينا أن الدولة علمانية لا ترعى الديانات.
تطرق نقور إلى الكثير من الامور ذات الصلة بالخلاف بين أبناء العمومة والحرب التي كانت مفاجئة لاهل الجنوب، والتي «اندلعت لخلاف سياسي في اطار الحزب الحاكم حزب الاستقلال الذي حقق النصر والاستقلال وجميع الشعب الجنوبي ملتف حوله»، وفي ما يلي نص الحوار:
• هلا عرفتنا أكثر على جنوب السودان الدولة الأحدث في العالم؟
- تاريخيا هو دولة نالت استقلالها بعد استفتاء في 9-7-2011، وجاء الاستفتاء نتيجة اتفاقية السلام الشامل التي عقدت بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان في عام 2005، وقد نصت الاتفاقية على توزيع السلطة الثروة والفترة الانتقالية وخلصت الى ان يخير شعب الجنوب برغبته في الوحدة مع السودان او الاستقلال وحصول الانفصال، واختار اهل الجنوب الانفصال.
الجنوب مساحته حوالي ثلث مساحة السودان ويتكون من 64 قبيلة يشكلون حوالي 8 ملايين نسمة وأكبر هذه القبائل هي الدينكا وبعدها النوير في مناطق النيل الكبرى ومن ثم قبيلة الزاندي في المناطق الاستوائية، ويتمتع الجنوب بموارد كبيرة طبيعية ومعدل الامطار العالي سنويا، فشماله في اعالي النيل من اكثر المناطق انتاجا للصمغ العربي، ويحيط بالجنوب ست دول هي السودان واثيوبيا وكينيا واوغندا والكونغو وافريقيا الوسطى، كما ان هناك انتاج البترول حيث كان ينتج قبل الانفصال حوالي 300 الف برميل يوميا، ولكن بعد اندلاع الحرب في عام 2013 انخفض الانتاج الى 160 الفا.
• ماذا عن الديانات في الجنوب واللغات المتداولة؟
- المسلمون يشكلون حوالي 10 في المئة من سكان الجنوب والبقية مسيحيون ولكن في نص الدستور لدينا الدولة علمانية لا ترعى الديانات هناك تعايش سلمي كبير بين أبناء الديانتين، ورئاسة الدولة فيها مستشارية خاصة بالأديان مهمتها التنسيق للأنشطة بين أبناء الديانتين، وهناك المجلس الأعلى لمسلمي جنوب السودان مهمته الاشراف على قضايا المسلمين خاصة في ما يتعلق بالحج والتعليم الديني لأبنائهم والأوقاف التي كانت تتبع لحكومة السودان وأصبحت لمسلمي جنوب السودان حاليا، وهناك تقليد سنوي لرئاسة الجمهورية باقامة افطار جماعي للمسلمين بالاضافة لدعمها للحج ماديا وجميع التسهيلات لحقوق المسلمين، والأمر نفسه موجود للمسيحيين فلديهم مجموعاتهم المختلفة.
• كيف تصف علاقاتكم بالكويت؟
- لم نأت للكويت للبدء في العلاقات بل لتعزيز علاقات موجودة منذ حوالي 40 سنة، وهناك خصوصية كبيرة في علاقاتنا مع الكويت، فالكويت كانت من أُوَل الدول المبادرة والتي طرحت مشروعات تنموية في جنوب السودان منذ عام 1974 بعد اتفاقية السلام في اديس ابابا، وكان هناك مكتب كويتي لمتابعة هذه المشاريع برئاسة المرحوم السفير عبدالله السريع الذي ألّف كتابه المشهور «كنت سفيرا في السودان» وكتاب «سنوات في جنوب السودان» ومن كثرة تغلغله في الجنوب وأبنائه أطلق عليه لقب عبدالله جوبا وعند وفاته كان له تأبين في العديد من مدن الجنوب.
والكويت هي الدولة الوحيدة التي كان لها تمثيل في جنوب السودان بالإضافة إلى الأمم المتحدة على مستوى العالم منذ السبعينات، وحتى الآن لم تفتتح سفارة كويتية في جوبا ويقوم بتغطية التمثيل الديبلوماسي سفير الكويت لدى اثيوبيا.
• ما أهم المشاريع التي نفذتها الكويت في جنوب السودان؟
- المشاريع الكويتية مست القضايا الاساسية للانسان فقد قامت الكويت بانشاء مستشفى الصباح للاطفال في جوبا وهو اول مستشفى يقام في هذا المدينة، بالاضافة لانشاء حي كامل باسم الكويت مازال موجودا لليوم، كما انشأت الكويت عدة مدارس منها مدرسة الصداقة الكويتية للتعليم الاساسي في جوبا، وكان هناك تعاون مع وزارة الاوقاف الكويتية وبناء مسجد الكويت بتبرع أهل الخير من أبناء الكويت.
وهناك مباحثات مع الصندوق الكويتي للتنمية لتمويل مشروع انشاء مستشفى للنساء في جوبا من خلال قرض يصل قيمته الى نحو 11 مليون دولار وقد ذهب وفد من الصندوق الى جنوب السودان أخيرا حيث استقبله الرئيس سلفاكير ميارديت ونائبه جيمس واني واجرى الوفد محادثات مع الجهات المعنية لدينا بخصوص هذا القرض ونسعى لاستكمال كل الاجراءات قبل نهاية العام الحالي.
• كيف تصف علاقتكم مع السودان حاليا؟
- علاقاتنا مع السودان لها خصوصية شديدة فقد كنا جزءا منه وهناك روابط قوية بين شعبي البلدين وخلال الصراع الأخير في الجنوب نزح الكثيرون الى السودان واستوطنوا فيه حيث انهم يشعرون بكونه وطنا لهم فبعضهم لم يعرف الجنوب الا بعد الانقسام، وانا شخصيا عند حصول الانفصال كنت أقول لزملائي في الخارجية السودانية ماذا لو تم تعييني سفيرا في الخرطوم؟!
• ما العملة الرسمية لديكم؟
- نتعامل بالجنيه الجنوب سوداني الذي كانت قيمته أعلى من الجنيه السوداني ولكنه تأثر كثيرا بسبب الحرب وهبطت قيمته كثيرا، نظرا لاعتمادنا على انتاج البترول الذي تأثر كثيرا بهذه الحرب ما قلل ايراداتنا، ونحن متفائلون بالمستقبل ونطمح للتسويق للفرص الاستثمارية المتوافرة لدينا بعد افتتاح سفارتنا رسميا لدى الكويت قبل نهاية العام بحضور وزير الخارجية والتعاون الدولي في جمهورية جنوب السودان الدكتور برنابا مريال بنجامين.
• هل هناك تأشيرة لدخول اهل الجنوب الى السودان؟
- الديبلوماسيون لا يحتاجون إلى التأشيرة أما بقية الشعب فالتأشيرة لهم ميسرة جدا عبر تعبئة طلب عند الذهاب بالطائرة للخرطوم، أما الحدود البرية فهي كبيرة جدا يتم التأكد فقط ان الراغب بالدخول هو من جنوب السودان وليس من بعض الدول الأخرى كاجراء امني فقط، حيث اعطى الرئيس البشير توجيهاته بتسهيل دخول الجنوبيين دون تعطيل خلال الاضطرابات الأخيرة.
• ماذا عن الاتفاق الأخير بين الفرقاء في جنوب السودان، وما مدى تفاؤلكم بنتائجه؟
- الاتفاق كان حلم الناس جميعا لأن الحرب كانت مفاجئة لاهل الجنوب، فقد اندلعت لخلاف سياسي في اطار الحزب الحاكم «حزب الاستقلال» وهو من حقق النصر والاستقلال وجميع الشعب الجنوبي ملتف حوله، وكان تأثير الصراع كبيرا حيث بدأ بمحاولة انقلابية بقيادة نائب الرئيس الحالي أي ثاني رجل في الدولة، وهذا الصراع أدى إلى اضرار كبيرة بين الجنوبيين لأنهم جميعا يعرفون بعضهم بشكل كبير وهم أبناء عمومة ووضعهم في حيرة كبيرة فهم لا يعرفون من يتبعون سياسيا.
وقد وُقع اتفاق وقف اطلاق نار في عام 2014 لكن حدثت خروقات لهذا الاتفاق ومن ثم حدثت ضغوط داخلية وخارجية للوصول لحل.
• هل كان هناك تدخل دولي في هذا الاتفاق؟
- هذا الاتفاق هو تتويج لجهود دولية مشتركة وينص على فترة انتقالية لمدة ثلاث سنوات وكانت هناك بعض التحفظات لدى الحكومة على بعض بنود الاتفاقية، وتنص الاتفاقية على تكوين حكومة انتقالية بعد 90 يوما من التوقيع برئاسة الرئيس الحالي سلفاكير ميارديت وله نائبان من المعارضة أول وثاني، ومجلس وزراء يتكون من 30 مقعدا منها 16 للحكومة، وخلال الفترة الانتقالية التي تصل مدتها 30 شهرا ستؤسس لجنة للاحصاء ولجنة عامة للانتخابات ومفوضيات متخصصة، تعقد بعدها انتخابات تشريعية ورئاسية، كما نصت الاتفاقية على رفع عدد نواب البرلمان من 320 نائبا الى 400 واعطاء المعارضة 50 مقعدا بالتعيين ليكون هناك توازن في العملية السياسية.
• ماذا عن الاتهامات المتبادلة بين الفرقاء بانتهاك حقوق الانسان في جنوب السودان؟
- لمعالجة هذا الأمر توصلنا لصيغتين الأولى انشاء مفوضية مصالحة وطنية لكي تتولى تعضيد الجانب الانساني والثانية انشاء محاكم مختلطة مكونة من قضاة من جنوب السودان والاتحاد الافريقي لكي تنظر في كل الادعاءات في حقوق الانسان ومن تثبت ادانته ستتم محاكمته.
• ما اهم التحديات التي تواجه جنوب السودان في الوقت الحالي؟
- التحدي الأمني وجمع السلاح هو اهمها لأن الثقة مازالت ليست كبيرة بين الأطراف وكل متمسك بسلاحه، والجنوب بأكمله حاليا يطمح بنجاح الاتفاق للبدء بالاستفادة من السلام.
• كيف تصف علاقات جنوب السودان بدول جواره حاليا؟
- أصبح جنوب السودان والدول الخمسة التي تحيط به شركاء في هذا التحدي لأن ما يربطنا معهم ليس الجار فقط ولكن التداخل القبلي، وحاليا لدينا تمثيل ديبلوماسي معهم ومع السودان في المرتبة الأولى حيث انه الدولة الأولى التي اعترفت بجنوب السودان لذلك حصلت على لوحة رقم واحد للديبلوماسيين لدينا، ونطمح ان تكون هناك قنصليات لنا في بقية المحافظات السودانية.
• هل لديكم تمثيل ديبلوماسي مع اسرائيل؟ وما ردكم على ان انفصالكم عن السودان كان مخططا اسرائيليا؟
- اسرائيل ليست لديها سفارة في جنوب السودان ولكن لدينا سفارة في تل ابيب، وحول المخطط الاسرائيلي فهذا غير صحيح والدليل على ذلك ان قضية الجنوب قديمة جدا تتعلق بالحقوق السياسية والاقتصادية وجميع الحكومات التي تعاقبت على السودان حاولت حلها ولكن لم تنجح، وجاءت حكومة الانقاذ التي اتخذت الخطوة الشجاعة واعطت للجنوب حق تقرير المصير وما حصل بإرادة شعب، وهناك تهم كثيرة فالبعض يقول اسرائيل والبعض يقول انها اميركا ولكن هذا غير صحيح، وعلاقتنا مع اسرائيل لن تكون على حساب علاقاتنا مع اشقائنا في الدول العربية.
• كيف ينظر جنوب السودان إلى قضية فلسطين؟
- نعتبرها قضية حقوق شعب مسلوبة ونرى وجوب تمتع الشعب الفلسطيني بحقوقه كاملة، وجميع مواقفنا تجاه القضية الفلسطينية متسقة مع الدول العربية والسفير الفلسطيني لدى جنوب السودان قدم أوراق اعتماده للرئيس قبل أشهر ولدينا علاقات ديبلوماسية مع فلسطين.
• ماذا عن علاقاتكم مع الدول العربية، وهل هناك نية لديكم بالانضمام لجامعة الدول العربية؟
- نحن محظوظون بهذا الأمر فنستطيع تقديم انفسنا للدول العربية دون حرج، أما تقديم طلب الانتساب للجامعة العربية فهو مربوط بامور اخرى مثل ميثاق الجامعة العربية ولكن هناك مكتبا للجامعة حاليا في جوبا ولدينا سفارة في القاهرة تغطي أكثر من دولة، فنحن كديبلوماسيين بدأنا بثلاث محطات الأولى في الكويت والثانية في الرياض والثالثة في أبوظبي وأتوقع ان تفتتح سفاراتنا في هذه الدول الثلاثة قريباً بعد الانتهاء من التجهيزات.
«الراي» حاورت نقور الذي وصل البلاد منذ شهر ديسمبر الماضي لاستكمال الاجراءات اللازمة لافتتاح سفارة لبلاده في الكويت لتسليط الضوء على الدولة الأحدث في العالم والتعريف بأهم ما تتميز به، فأوضح أن «الكويت هي الدولة الوحيدة التي كان لها تمثيل في جنوب السودان بالاضافة للأمم المتحدة على مستوى العالم منذ السبعينات، وحتى الآن لم تفتتح سفارة لها في جوبا ويقوم بتغطية التمثيل الديبلوماسي سفير الكويت لدى اثيوبيا».
وذكر نقور الذي تدرج في عمله الديبلوماسي حتى وصل لمنصب نائب سفير السودان لدى برلين بدرجة سفير، وعاد بعد انفصال الجنوب للعمل في خارجية جنوب السودان، ان بلاده مساحتها حوالي ثلث مساحة السودان وتتكون من 64 قبيلة يشكلون حوالي 8 ملايين نسمة أكبرها الدينكا وبعدها النوير في مناطق النيل الكبرى ومن ثم قبيلة الزاندي في المناطق الاستوائية، مبينا ان المسلمين يشكلون حوالي 10 في المئة من سكان الجنوب والبقية مسيحيون ولكن في نص الدستور لدينا أن الدولة علمانية لا ترعى الديانات.
تطرق نقور إلى الكثير من الامور ذات الصلة بالخلاف بين أبناء العمومة والحرب التي كانت مفاجئة لاهل الجنوب، والتي «اندلعت لخلاف سياسي في اطار الحزب الحاكم حزب الاستقلال الذي حقق النصر والاستقلال وجميع الشعب الجنوبي ملتف حوله»، وفي ما يلي نص الحوار:
• هلا عرفتنا أكثر على جنوب السودان الدولة الأحدث في العالم؟
- تاريخيا هو دولة نالت استقلالها بعد استفتاء في 9-7-2011، وجاء الاستفتاء نتيجة اتفاقية السلام الشامل التي عقدت بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان في عام 2005، وقد نصت الاتفاقية على توزيع السلطة الثروة والفترة الانتقالية وخلصت الى ان يخير شعب الجنوب برغبته في الوحدة مع السودان او الاستقلال وحصول الانفصال، واختار اهل الجنوب الانفصال.
الجنوب مساحته حوالي ثلث مساحة السودان ويتكون من 64 قبيلة يشكلون حوالي 8 ملايين نسمة وأكبر هذه القبائل هي الدينكا وبعدها النوير في مناطق النيل الكبرى ومن ثم قبيلة الزاندي في المناطق الاستوائية، ويتمتع الجنوب بموارد كبيرة طبيعية ومعدل الامطار العالي سنويا، فشماله في اعالي النيل من اكثر المناطق انتاجا للصمغ العربي، ويحيط بالجنوب ست دول هي السودان واثيوبيا وكينيا واوغندا والكونغو وافريقيا الوسطى، كما ان هناك انتاج البترول حيث كان ينتج قبل الانفصال حوالي 300 الف برميل يوميا، ولكن بعد اندلاع الحرب في عام 2013 انخفض الانتاج الى 160 الفا.
• ماذا عن الديانات في الجنوب واللغات المتداولة؟
- المسلمون يشكلون حوالي 10 في المئة من سكان الجنوب والبقية مسيحيون ولكن في نص الدستور لدينا الدولة علمانية لا ترعى الديانات هناك تعايش سلمي كبير بين أبناء الديانتين، ورئاسة الدولة فيها مستشارية خاصة بالأديان مهمتها التنسيق للأنشطة بين أبناء الديانتين، وهناك المجلس الأعلى لمسلمي جنوب السودان مهمته الاشراف على قضايا المسلمين خاصة في ما يتعلق بالحج والتعليم الديني لأبنائهم والأوقاف التي كانت تتبع لحكومة السودان وأصبحت لمسلمي جنوب السودان حاليا، وهناك تقليد سنوي لرئاسة الجمهورية باقامة افطار جماعي للمسلمين بالاضافة لدعمها للحج ماديا وجميع التسهيلات لحقوق المسلمين، والأمر نفسه موجود للمسيحيين فلديهم مجموعاتهم المختلفة.
• كيف تصف علاقاتكم بالكويت؟
- لم نأت للكويت للبدء في العلاقات بل لتعزيز علاقات موجودة منذ حوالي 40 سنة، وهناك خصوصية كبيرة في علاقاتنا مع الكويت، فالكويت كانت من أُوَل الدول المبادرة والتي طرحت مشروعات تنموية في جنوب السودان منذ عام 1974 بعد اتفاقية السلام في اديس ابابا، وكان هناك مكتب كويتي لمتابعة هذه المشاريع برئاسة المرحوم السفير عبدالله السريع الذي ألّف كتابه المشهور «كنت سفيرا في السودان» وكتاب «سنوات في جنوب السودان» ومن كثرة تغلغله في الجنوب وأبنائه أطلق عليه لقب عبدالله جوبا وعند وفاته كان له تأبين في العديد من مدن الجنوب.
والكويت هي الدولة الوحيدة التي كان لها تمثيل في جنوب السودان بالإضافة إلى الأمم المتحدة على مستوى العالم منذ السبعينات، وحتى الآن لم تفتتح سفارة كويتية في جوبا ويقوم بتغطية التمثيل الديبلوماسي سفير الكويت لدى اثيوبيا.
• ما أهم المشاريع التي نفذتها الكويت في جنوب السودان؟
- المشاريع الكويتية مست القضايا الاساسية للانسان فقد قامت الكويت بانشاء مستشفى الصباح للاطفال في جوبا وهو اول مستشفى يقام في هذا المدينة، بالاضافة لانشاء حي كامل باسم الكويت مازال موجودا لليوم، كما انشأت الكويت عدة مدارس منها مدرسة الصداقة الكويتية للتعليم الاساسي في جوبا، وكان هناك تعاون مع وزارة الاوقاف الكويتية وبناء مسجد الكويت بتبرع أهل الخير من أبناء الكويت.
وهناك مباحثات مع الصندوق الكويتي للتنمية لتمويل مشروع انشاء مستشفى للنساء في جوبا من خلال قرض يصل قيمته الى نحو 11 مليون دولار وقد ذهب وفد من الصندوق الى جنوب السودان أخيرا حيث استقبله الرئيس سلفاكير ميارديت ونائبه جيمس واني واجرى الوفد محادثات مع الجهات المعنية لدينا بخصوص هذا القرض ونسعى لاستكمال كل الاجراءات قبل نهاية العام الحالي.
• كيف تصف علاقتكم مع السودان حاليا؟
- علاقاتنا مع السودان لها خصوصية شديدة فقد كنا جزءا منه وهناك روابط قوية بين شعبي البلدين وخلال الصراع الأخير في الجنوب نزح الكثيرون الى السودان واستوطنوا فيه حيث انهم يشعرون بكونه وطنا لهم فبعضهم لم يعرف الجنوب الا بعد الانقسام، وانا شخصيا عند حصول الانفصال كنت أقول لزملائي في الخارجية السودانية ماذا لو تم تعييني سفيرا في الخرطوم؟!
• ما العملة الرسمية لديكم؟
- نتعامل بالجنيه الجنوب سوداني الذي كانت قيمته أعلى من الجنيه السوداني ولكنه تأثر كثيرا بسبب الحرب وهبطت قيمته كثيرا، نظرا لاعتمادنا على انتاج البترول الذي تأثر كثيرا بهذه الحرب ما قلل ايراداتنا، ونحن متفائلون بالمستقبل ونطمح للتسويق للفرص الاستثمارية المتوافرة لدينا بعد افتتاح سفارتنا رسميا لدى الكويت قبل نهاية العام بحضور وزير الخارجية والتعاون الدولي في جمهورية جنوب السودان الدكتور برنابا مريال بنجامين.
• هل هناك تأشيرة لدخول اهل الجنوب الى السودان؟
- الديبلوماسيون لا يحتاجون إلى التأشيرة أما بقية الشعب فالتأشيرة لهم ميسرة جدا عبر تعبئة طلب عند الذهاب بالطائرة للخرطوم، أما الحدود البرية فهي كبيرة جدا يتم التأكد فقط ان الراغب بالدخول هو من جنوب السودان وليس من بعض الدول الأخرى كاجراء امني فقط، حيث اعطى الرئيس البشير توجيهاته بتسهيل دخول الجنوبيين دون تعطيل خلال الاضطرابات الأخيرة.
• ماذا عن الاتفاق الأخير بين الفرقاء في جنوب السودان، وما مدى تفاؤلكم بنتائجه؟
- الاتفاق كان حلم الناس جميعا لأن الحرب كانت مفاجئة لاهل الجنوب، فقد اندلعت لخلاف سياسي في اطار الحزب الحاكم «حزب الاستقلال» وهو من حقق النصر والاستقلال وجميع الشعب الجنوبي ملتف حوله، وكان تأثير الصراع كبيرا حيث بدأ بمحاولة انقلابية بقيادة نائب الرئيس الحالي أي ثاني رجل في الدولة، وهذا الصراع أدى إلى اضرار كبيرة بين الجنوبيين لأنهم جميعا يعرفون بعضهم بشكل كبير وهم أبناء عمومة ووضعهم في حيرة كبيرة فهم لا يعرفون من يتبعون سياسيا.
وقد وُقع اتفاق وقف اطلاق نار في عام 2014 لكن حدثت خروقات لهذا الاتفاق ومن ثم حدثت ضغوط داخلية وخارجية للوصول لحل.
• هل كان هناك تدخل دولي في هذا الاتفاق؟
- هذا الاتفاق هو تتويج لجهود دولية مشتركة وينص على فترة انتقالية لمدة ثلاث سنوات وكانت هناك بعض التحفظات لدى الحكومة على بعض بنود الاتفاقية، وتنص الاتفاقية على تكوين حكومة انتقالية بعد 90 يوما من التوقيع برئاسة الرئيس الحالي سلفاكير ميارديت وله نائبان من المعارضة أول وثاني، ومجلس وزراء يتكون من 30 مقعدا منها 16 للحكومة، وخلال الفترة الانتقالية التي تصل مدتها 30 شهرا ستؤسس لجنة للاحصاء ولجنة عامة للانتخابات ومفوضيات متخصصة، تعقد بعدها انتخابات تشريعية ورئاسية، كما نصت الاتفاقية على رفع عدد نواب البرلمان من 320 نائبا الى 400 واعطاء المعارضة 50 مقعدا بالتعيين ليكون هناك توازن في العملية السياسية.
• ماذا عن الاتهامات المتبادلة بين الفرقاء بانتهاك حقوق الانسان في جنوب السودان؟
- لمعالجة هذا الأمر توصلنا لصيغتين الأولى انشاء مفوضية مصالحة وطنية لكي تتولى تعضيد الجانب الانساني والثانية انشاء محاكم مختلطة مكونة من قضاة من جنوب السودان والاتحاد الافريقي لكي تنظر في كل الادعاءات في حقوق الانسان ومن تثبت ادانته ستتم محاكمته.
• ما اهم التحديات التي تواجه جنوب السودان في الوقت الحالي؟
- التحدي الأمني وجمع السلاح هو اهمها لأن الثقة مازالت ليست كبيرة بين الأطراف وكل متمسك بسلاحه، والجنوب بأكمله حاليا يطمح بنجاح الاتفاق للبدء بالاستفادة من السلام.
• كيف تصف علاقات جنوب السودان بدول جواره حاليا؟
- أصبح جنوب السودان والدول الخمسة التي تحيط به شركاء في هذا التحدي لأن ما يربطنا معهم ليس الجار فقط ولكن التداخل القبلي، وحاليا لدينا تمثيل ديبلوماسي معهم ومع السودان في المرتبة الأولى حيث انه الدولة الأولى التي اعترفت بجنوب السودان لذلك حصلت على لوحة رقم واحد للديبلوماسيين لدينا، ونطمح ان تكون هناك قنصليات لنا في بقية المحافظات السودانية.
• هل لديكم تمثيل ديبلوماسي مع اسرائيل؟ وما ردكم على ان انفصالكم عن السودان كان مخططا اسرائيليا؟
- اسرائيل ليست لديها سفارة في جنوب السودان ولكن لدينا سفارة في تل ابيب، وحول المخطط الاسرائيلي فهذا غير صحيح والدليل على ذلك ان قضية الجنوب قديمة جدا تتعلق بالحقوق السياسية والاقتصادية وجميع الحكومات التي تعاقبت على السودان حاولت حلها ولكن لم تنجح، وجاءت حكومة الانقاذ التي اتخذت الخطوة الشجاعة واعطت للجنوب حق تقرير المصير وما حصل بإرادة شعب، وهناك تهم كثيرة فالبعض يقول اسرائيل والبعض يقول انها اميركا ولكن هذا غير صحيح، وعلاقتنا مع اسرائيل لن تكون على حساب علاقاتنا مع اشقائنا في الدول العربية.
• كيف ينظر جنوب السودان إلى قضية فلسطين؟
- نعتبرها قضية حقوق شعب مسلوبة ونرى وجوب تمتع الشعب الفلسطيني بحقوقه كاملة، وجميع مواقفنا تجاه القضية الفلسطينية متسقة مع الدول العربية والسفير الفلسطيني لدى جنوب السودان قدم أوراق اعتماده للرئيس قبل أشهر ولدينا علاقات ديبلوماسية مع فلسطين.
• ماذا عن علاقاتكم مع الدول العربية، وهل هناك نية لديكم بالانضمام لجامعة الدول العربية؟
- نحن محظوظون بهذا الأمر فنستطيع تقديم انفسنا للدول العربية دون حرج، أما تقديم طلب الانتساب للجامعة العربية فهو مربوط بامور اخرى مثل ميثاق الجامعة العربية ولكن هناك مكتبا للجامعة حاليا في جوبا ولدينا سفارة في القاهرة تغطي أكثر من دولة، فنحن كديبلوماسيين بدأنا بثلاث محطات الأولى في الكويت والثانية في الرياض والثالثة في أبوظبي وأتوقع ان تفتتح سفاراتنا في هذه الدول الثلاثة قريباً بعد الانتهاء من التجهيزات.