اتصالات مكوكية لتوفير «جائزة ترضية» لعون
لبنان على موعد اليوم مع اختبار الشارع و... السلطة


لم يكن أدلّ على المأزق السياسي المتمادي الذي يعيشه لبنان من كلام رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط عن «عدم وجود إمكانية في الوقت الحالي لانتخاب رئيس توافقي للجمهورية لأن هناك انقساماً سياسياً في البلد، ولا أرى في الوقت الحاضر ظروفاً محيطة إقليمية ودولية للوصول إلى انتخاب رئيس».
وجاء هذا الاستنتاج الجنبلاطي في ظلّ الانشداد الى دلالات «الطحشة» الروسية في المشهد السوري وتداعياتها المرتقبة والتي سيصيب «وهجها» لبنان المترنّح فوق فوهة من الأزمات المتشابكة مع الملفات الساخنة في المنطقة،لا سيما أزمة الانتخابات الرئاسية المعلَّقة بقوة الأمرِ الواقع الذي أرادته ايران واحدة من أوراق القوة في مرحلتيْ ما قبل وما بعد الاتفاق النووي.
وإذا كان من المستبعد حصول اختراق في الملف الرئاسي، فإن بيروت تحاول وبـ «شقّ النفَس» إدارة أزماتها الصاخبة بما يسمح لها بتمرير الوقت الفاصل عن اتضاح الخيط الأبيض من الأسود في المنطقة بأقلّ قدرٍ من الأضرار وبما يحول دون سقوط لبنان في منزلق الفراغ «القاتِل». ومن هنا، تنهمك بيروت في مساعي تفكيك «لغم» أزمة النفايات على وقع «هدير» الشارع الذي عاد الى التظاهر أمس، في ساحة رياض الصلح في وسط بيروت على أن يجدّد اليوم احتجاجاته الصاخبة في تظاهرةٍ دعا اليها من نهر بيروت الى «ساحة النجمة» (وسط بيروت) وستشكّل امتحاناً فعلياً لمدى قدرة الحِراك المدني على الإبقاء على قدرته الاستقطابية للشارع ولمدى ثبات السلطة على قرار الحزم في التصدي لأي مظاهر مخلّة بالقانون مثل التعرض لأملاك خاصة أو مقرات عامة أو لقوى الأمن الداخلي.
وشكّل يوم أمس، محطة لسلسلة اجتماعات أمنية خلصت الى وجوب مواكبة تظاهرة اليوم وحمايتها ما دامت تحت سقف القوانين، مع قرار بتعزيز الاجراءات على طول مسارها وسط مخاوف من وجود نيات لافتعال مواجهات يمكن أن تؤثر في المناخات الايجابية التي سادت في الساعات الماضية في ما خص خطة وزير الزراعة أكرم شهيب لحل مشكلة النفايات والتي قطعت أشواطاً كبيرة على طريق تذليل العقبات التي كانت تعترضها لجهة المناطق التي اعتُمدت فيها مطامر موقتة بانتظار بدء المرحلة المستدامة بعد 18 شهراً.
وتزامنت محاولات وضع خطة النفايات موضع التنفيذ مع إدارة «محركات» الاتصالات السياسية بالسرعة القصوى في إطار السعي الى اجتراح مخرج في ملف التعيينات العسكرية بما يوفّر لزعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون «جائزة ترضية» تتيح إبقاء صهره العميد شامل روكز في المؤسسة العسكرية لسنة اضافية بعد انتهاء خدمته منتصف أكتوبر المقبل وتالياً حفظ حظوظه بتولي قيادة الجيش لاحقاً.
وفي هذا السياق، نشطت اللقاءات امس، وشكّل محورها رئيس البرلمان نبيه بري الذي زاره رئيس الحكومة تمام سلام ثم وزير الصحة وائل ابو فاعور موفداً من جنبلاط، غداة استقبال بري موفد عون وزير التربية الياس بوصعب. وبدا واضحاً ان الاتصالات تركّز على وجوب إعطاء عون «شيئاً ما» في قضية روكز عبر مخرج ترقيته من ضمن 3 عمداء الى رتبة لواء، لأن من شأن ذلك ضمان عدم انسحاب زعيم «التيار الحر» من الحوار الذي دعا اليه بري والذي يعقد جلسته الثالثة بعد غد، وايضاً تسهيل إعادة تفعيل عجلة العمل الحكومي العالق عند نقطة آلية اتخاذ القرارات، واستطراداً ايجاد صيغة لتمكين البرلمان من فتح أبوابه لـ «تشريع الضرورة».
ومعلوم أن عون، الذي يسلّم اليوم رئاسة «التيار الحر» الى صهره، وزير الخارجية جبران باسيل في احتفالية تقام في مسرح «بلاتيا» في جونية، بات يشكّل «القفل والمفتاح» في ما خص ملفات استكمال الحوار وعمل الحكومة والبرلمان مدعوماً من «حزب الله»، ما جعل جنبلاط يتصدّر الداعين الى التجاوب مع مطلبه في ما خص العميد روكز، وهو (جنبلاط) قال امام وفود استقبلها: «هناك مطلب محقّ للعماد عون في ما يتعلق بالعميد روكز، وهنا نصطدم ببعض العراقيل السياسية، وقد قال لي لواء سابق في الجيش اللبناني إننا نستطيع حل هذه العقدة في ما يتعلق بالعميد روكز باعتماد قانون الجيش العام 1979 الذي ينص انه في بعض القطاعات، يمكننا أن نرقي ونصل إلى ثمانية ألوية، وهنا أريد احترام تراتبية الجيش التي يتولى إدارتها بحُسن العماد جان قهوجي ولا أريد الدخول بالتفصيل أكثر، ولكن هذا مطلب محق، كي لا ندخل غداً في شلل إضافي وتظاهرات إضافية».
وحرص جنبلاط على إطلاق اشارة لافتة الى الأفق المقفل امام الملف الرئاسي في لبنان اذ تمنى «أن يأتي اليوم أحد ما ويأخذنا إلى جزيرة، وقد سميتها الخليج الفارسي، وأنا أعلم أنه خليج عربي، ويمكننا أن نسميه خليج إسلامي كحل وسط، ولكن بما أنه حصلت تسوية أميركية - إيرانية، فلا بد أن يأخذنا الأميركيون والإيرانيون إلى هناك كي نتفق، أو في خليج البحر الهندي».
وما يجعل محاولات سكب مياه باردة على العناوين المأزمة سياسياً يكتب طابعاً مستعجلاً، اعلان سلام بعد لقائه بري عزمه على عقد جلسة للحكومة فور عودته من نيويورك التي يتوجّه اليها الخميس المقبل للمشاركة في اعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة وترؤس اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان. واعتُبر كلام رئيس الحكومة عن الجلسة الوزارية اوائل اكتوبر ملاقاةً لإمكان التوصل الى تسوية في ملف روكز تحتاج الى قرار حكومي.
وجاء هذا الاستنتاج الجنبلاطي في ظلّ الانشداد الى دلالات «الطحشة» الروسية في المشهد السوري وتداعياتها المرتقبة والتي سيصيب «وهجها» لبنان المترنّح فوق فوهة من الأزمات المتشابكة مع الملفات الساخنة في المنطقة،لا سيما أزمة الانتخابات الرئاسية المعلَّقة بقوة الأمرِ الواقع الذي أرادته ايران واحدة من أوراق القوة في مرحلتيْ ما قبل وما بعد الاتفاق النووي.
وإذا كان من المستبعد حصول اختراق في الملف الرئاسي، فإن بيروت تحاول وبـ «شقّ النفَس» إدارة أزماتها الصاخبة بما يسمح لها بتمرير الوقت الفاصل عن اتضاح الخيط الأبيض من الأسود في المنطقة بأقلّ قدرٍ من الأضرار وبما يحول دون سقوط لبنان في منزلق الفراغ «القاتِل». ومن هنا، تنهمك بيروت في مساعي تفكيك «لغم» أزمة النفايات على وقع «هدير» الشارع الذي عاد الى التظاهر أمس، في ساحة رياض الصلح في وسط بيروت على أن يجدّد اليوم احتجاجاته الصاخبة في تظاهرةٍ دعا اليها من نهر بيروت الى «ساحة النجمة» (وسط بيروت) وستشكّل امتحاناً فعلياً لمدى قدرة الحِراك المدني على الإبقاء على قدرته الاستقطابية للشارع ولمدى ثبات السلطة على قرار الحزم في التصدي لأي مظاهر مخلّة بالقانون مثل التعرض لأملاك خاصة أو مقرات عامة أو لقوى الأمن الداخلي.
وشكّل يوم أمس، محطة لسلسلة اجتماعات أمنية خلصت الى وجوب مواكبة تظاهرة اليوم وحمايتها ما دامت تحت سقف القوانين، مع قرار بتعزيز الاجراءات على طول مسارها وسط مخاوف من وجود نيات لافتعال مواجهات يمكن أن تؤثر في المناخات الايجابية التي سادت في الساعات الماضية في ما خص خطة وزير الزراعة أكرم شهيب لحل مشكلة النفايات والتي قطعت أشواطاً كبيرة على طريق تذليل العقبات التي كانت تعترضها لجهة المناطق التي اعتُمدت فيها مطامر موقتة بانتظار بدء المرحلة المستدامة بعد 18 شهراً.
وتزامنت محاولات وضع خطة النفايات موضع التنفيذ مع إدارة «محركات» الاتصالات السياسية بالسرعة القصوى في إطار السعي الى اجتراح مخرج في ملف التعيينات العسكرية بما يوفّر لزعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون «جائزة ترضية» تتيح إبقاء صهره العميد شامل روكز في المؤسسة العسكرية لسنة اضافية بعد انتهاء خدمته منتصف أكتوبر المقبل وتالياً حفظ حظوظه بتولي قيادة الجيش لاحقاً.
وفي هذا السياق، نشطت اللقاءات امس، وشكّل محورها رئيس البرلمان نبيه بري الذي زاره رئيس الحكومة تمام سلام ثم وزير الصحة وائل ابو فاعور موفداً من جنبلاط، غداة استقبال بري موفد عون وزير التربية الياس بوصعب. وبدا واضحاً ان الاتصالات تركّز على وجوب إعطاء عون «شيئاً ما» في قضية روكز عبر مخرج ترقيته من ضمن 3 عمداء الى رتبة لواء، لأن من شأن ذلك ضمان عدم انسحاب زعيم «التيار الحر» من الحوار الذي دعا اليه بري والذي يعقد جلسته الثالثة بعد غد، وايضاً تسهيل إعادة تفعيل عجلة العمل الحكومي العالق عند نقطة آلية اتخاذ القرارات، واستطراداً ايجاد صيغة لتمكين البرلمان من فتح أبوابه لـ «تشريع الضرورة».
ومعلوم أن عون، الذي يسلّم اليوم رئاسة «التيار الحر» الى صهره، وزير الخارجية جبران باسيل في احتفالية تقام في مسرح «بلاتيا» في جونية، بات يشكّل «القفل والمفتاح» في ما خص ملفات استكمال الحوار وعمل الحكومة والبرلمان مدعوماً من «حزب الله»، ما جعل جنبلاط يتصدّر الداعين الى التجاوب مع مطلبه في ما خص العميد روكز، وهو (جنبلاط) قال امام وفود استقبلها: «هناك مطلب محقّ للعماد عون في ما يتعلق بالعميد روكز، وهنا نصطدم ببعض العراقيل السياسية، وقد قال لي لواء سابق في الجيش اللبناني إننا نستطيع حل هذه العقدة في ما يتعلق بالعميد روكز باعتماد قانون الجيش العام 1979 الذي ينص انه في بعض القطاعات، يمكننا أن نرقي ونصل إلى ثمانية ألوية، وهنا أريد احترام تراتبية الجيش التي يتولى إدارتها بحُسن العماد جان قهوجي ولا أريد الدخول بالتفصيل أكثر، ولكن هذا مطلب محق، كي لا ندخل غداً في شلل إضافي وتظاهرات إضافية».
وحرص جنبلاط على إطلاق اشارة لافتة الى الأفق المقفل امام الملف الرئاسي في لبنان اذ تمنى «أن يأتي اليوم أحد ما ويأخذنا إلى جزيرة، وقد سميتها الخليج الفارسي، وأنا أعلم أنه خليج عربي، ويمكننا أن نسميه خليج إسلامي كحل وسط، ولكن بما أنه حصلت تسوية أميركية - إيرانية، فلا بد أن يأخذنا الأميركيون والإيرانيون إلى هناك كي نتفق، أو في خليج البحر الهندي».
وما يجعل محاولات سكب مياه باردة على العناوين المأزمة سياسياً يكتب طابعاً مستعجلاً، اعلان سلام بعد لقائه بري عزمه على عقد جلسة للحكومة فور عودته من نيويورك التي يتوجّه اليها الخميس المقبل للمشاركة في اعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة وترؤس اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان. واعتُبر كلام رئيس الحكومة عن الجلسة الوزارية اوائل اكتوبر ملاقاةً لإمكان التوصل الى تسوية في ملف روكز تحتاج الى قرار حكومي.