بسبب اعتقادها أنه سيسقط خلال أسابيع

أهتيساري: روسيا عرضت تنحية الأسد لكن أميركا وبريطانيا وفرنسا... رفضت

تصغير
تكبير
تثير تصريحات أدلى بها الرئيس الفنلندي السابق، مارتي أهتساري، حول الأزمة السورية، ضجة في الأوساط السياسية الغربية، خاصة اتهامه الدول الغربية بأنها مسؤولة عن مئات آلاف القتلى والجرحى والدمار الهائل في سورية وتشريد الملايين، لأن هذه الدول رفضت عرضاً تقدّمت به روسيا عام 2012 بإجراء تسوية سياسية في سورية تشمل حركات المعارضة وتقوم على أساس تنحّي الرئيس السوري بشار الأسد عن الحكم.

ففي مقابلة خاصة أجرتها صحيفة «الغارديان» مع أهتساري، وظهرت على موقعها الإلكتروني أمس، قال الرئيس الفنلندي السابق إنه قام بدور الوسيط في الأزمة السورية وأجرى مفاوضات لعقد صفقة بين الأطراف المتنازعة في سورية، شملت الدول الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، حيث قدّم المندوب الروسي في الأمم المتحدة فيتالي تشوركن خطة تقوم على أساس إجراء محادثات بين الحكومة السورية والمعارضة وتتألف من 3 نقاط، من ضمنها اقتراح تنحّي الأسد عن السلطة في مرحلة معيّنة، واصفاً تدفق اللاجئين السوريين على أوربا بأنه «مأساة من صنع أيدينا وكان بإمكاننا منع حدوثها... وعلينا أن ندفع فاتورة حسابها».


وتابع أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا كانت مقتنعة بأن الرئيس السوري كان على وشك السقوط فتجاهلت الاقتراح الروسي، وأضاف: «كانت تلك فرصة ضاعت عام 2012».

وما يضفي أهمية على تصريحات أهتساري، أن الرجل يحظى باحترام كبير على الساحة الدولية.

وكشف أهتساري أنه كُلّف من جانب مجموعة رؤساء الدول السابقين، التي يُطلق عليها اسم «الحكماء» الذين يتبنون قضايا الدفاع عن السلام وحقوق الإنسان في العالم، بالسفر إلى الأمم المتحدة في 22 فبراير 2012 للقاء ممثلي الدولة دائمة العضوية في مجلس الأمن (الولايات المتحدة وروسيا والمملكة المتحدة وفرنسا والصين) لإجراء محادثات معهم حول سورية، وأكمل أن «اللقاء الأكثر إثارة كان لي مع فيتالي تشوركن لأن لدي معرفة شخصية بهذا الرجل». وأضاف: «ومع أنني لا أتفق بالضرورة معه في الكثير من الأمور، إلا أنني أستطيع الحديث معه بصراحة. فشرحت له سبب حضوري إلى نيويورك، فقال تشوركن: إجلس يا مارتي ودعني أقول لك ما ينبغي أن نفعله». وقال إهتساري أن تشوركن «قال ثلاثة أشياء: الأول - الامتناع عن تزويد المعارضة السورية بالأسلحة، والثاني - علينا أن نفتح مباشرة حوار بين المعارضة والأسد، والثالث - علينا أن نجد طريقة لائقة لكي يتنحّى الأسد فيها عن الحكم».

وأوضح أهتساري أنه حمل الخطة التي طرحها تشوركن إلى «ممثلي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، لكن شيئاً لم يحصل، لأن هذه الدول وغيرها كانت مقتنعة بأنه سيتم إسقاط الأسد خلال بضعة أسابيع، وعليه فلا حاجة لعمل أي شيء»، بل سارعتْ وزيرة الخارجية الأميركية في حينه هيلاري كلنتون عقب محادثات أهتساري في نيويورك إلى إطلاق تصريح وصفت فيه الأسد بأنه «مجرم حرب».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي