ربيع الكلمات

مغامرات... لاجئ إلى ألمانيا

تصغير
تكبير
يوميا يغامر مئات السوريين بحياتهم طلباً للجوء إلى أوروبا، والبحث عن حياة آمنة لهم ولأسرهم، حيث إن رحلتهم عادة محفوفة بالمخاطر، ويومياً نشاهد قوارب الموت كيف تحمل آلاف اللاجئين دون توقف... ومزيداً من الضحايا والقصص التي تدمي القلب وتوجع الضمائر الحية، وبات الوضع صعباً جداً على اللاجئين خاصة مع برودة الطقس القاسية، ونزول الأمطار ما زاد من محنة هؤلاء المساكين الذين يبحثون عن الأمن والأمان بعيداً عن براميل الموت التي تنهال عليهم.

يقول أحد الناجين من قوارب الموت ممن حالفهم الحظ بالوصول إلى ألمانيا، في رحلة مليئة بالصعاب، «لم يكن أمامي خيار آخر حيث كانت مسألة مغادرة سورية حياة أو موت، ولكن أن أبقى في سورية لكنت في عداد الأموات». وكان يودع عائلته كل يوم في سورية لأنه لم يكن يضمن هل سيعود إليهم مرة ثانية في المساء أم لا، وقام ببيع بيته بمبلغ 17 ألف دولار مع أن قيمته 80 ألفاً، ولكنها الحاجة إلى اللجوء التي دعته لذلك، وقام بإرسال زوجته وأبنائه إلى بيت أهلها قبل أن تبدأ معاناته في طلب الهجرة.


ويقول حصلت على إذن بالسفر إلى لبنان، ومن لبنان بدأت رحلتي وحكايتي، حيث سافرت إلى تركيا وتعرفت على رجال سوريين وجلسنا مع بعض، وأثناء وجودي في تركيا بحثت عن المهربين فحصلت عليهم، وتوصلت إلى وسطاء ليقوموا بالمهمة.

يتحدث عن زعيم شبكة المهربين ويقول إن لا أحد يعرفه سوى الوسيط الذي يتعامل معه، وعليَّ أن أدفع مبلغاً من المال كي تبدأ الرحلة، ولكن كان دائماً يغير المواعيد، وفعلاً وبعد أيام انطلقت الرحلة في قارب من الحجم المتوسط، ولكن المفاجأة هو أن من يقود القارب هو أحد الأفراد من طاقم السفينة وليس من المهربين، حيث يقود القارب من دفع أقل مبلغاً، وفعلاً قاد القارب أحد الأفراد ولكنه لم يعرف القيادة أصلاً وهنا تكمن المشكلة، حيث فقط استمعنا إلى إرشادات الوسيط وسرنا في البحر.

وأثناء سيرنا في البحر كاد أن يفتضح أمرنا حيث إن رجال البحرية التركية كانوا تقومون بمناورات عسكرية. فقفزنا من القارب، وأمضينا ثلاث ساعات سباحة نصارع الموت، وعند وصولنا إلى الساحل اليوناني، أمضيت ستة أيام في مركز لإيواء اللاجئين أنتظر تسجيل بياناتي، بعدها توجهت إلى العاصمة أثينا للبحث عن شبكة مهربين ثانية.

وبعد الوصول إلى أثينا وجدنا شبكة مهربين. وفعلا دفعت مبلغاً من المال مقابل إيصالي إلى ألمانيا بجواز سفر مزور، وبعد أيام وجدت نفسي في سيارة المهرب باتجاه المطار وكان عليّ أخذ حقيبة يد فقط حتى لا أمر من مكتب التسجيل بالمطار، ورافقني إلى المدخل قبل أن يتركني.

لدى وصولي إلى مطار فرانكفورت في ألمانيا رميت جواز السفر المزور وذهبت إلى أقرب مركز للشرطة لتسليم نفسي. فالألمان معروفون باكتشاف أي جواز مزور. أردت تجنب أي حرج أمام الناس بالمطار حين يقومون باقتيادي إذا ما علموا بالأمر وأنا الآن وصلت ألمانيا.

وقد ذكرت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن أكثر من 4 ملايين سوري، قد فروا من الصراع الدائر في بلادهم إلى الخارج. وتشير إحصائيات الأمم للنصف الأول من العام 2015 أن تركيا تضم حالياً أكبر عدد من اللاجئين بواقع 1،9 مليون لاجئ سوري. وفي ألمانيا فإن السوريين شكلوا النسبة الأكبر من عدد طالبي اللجوء بنسبة 3 إلى 20 في المئة، بواقع نحو 32 ألف لاجئ، من أصل 160 ألفاً من جميع الجنسيات.

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي