من الخميس إلى الخميس

الشباب والغضب

تصغير
تكبير
لا شك أن الشباب في الكويت يشعرون بالغضب، هذه مُلاحظة من الجميع، الشباب اليوم بعد أن ينهوا تعليمهم، ويشعروا أنه قد حان الوقت للعطاء، يجدون أنفسهم تحت رحمة التعيينات.

الجميع يشتكي الآباء والأمهات والشباب بالأخص، هناك تأخير قد يستمر سنتين أو يزيد قبل أن يجد الشاب وظيفة، وإذا وجدها فالاحتمال الأكبر أنه لا يعيّن في تخصصه.


إن التأخير في تعيين الشباب المتحمس للعطاء له تأثير سلبي خطير، أولا على نفسية الشاب نفسه ففي فترة الانتظار هذه تزرع في نفسه كل الطاقة السلبية والتي نعرفها في مجتمعنا، نزرع في نفسه أهمية الواسطة، تُزرع داخل نفسه التمييز الطبقي والطائقي، تُزرع في نفسه جوانب الفساد في الهيكل الحكومي، فماذا تتوقعون من شاب قمنا بزراعة كل هذه الطاقة السلبية في داخله، هذه أولاً، أما ثانياً وهي أيضا خطيرة فإن المعرفة التي اكتسبها الشاب في دراسته الجامعية والخبرة التي تدرب عليها سوف تُعطّل سنتين أو يزيد مما يؤدي إلى فقد الكثير منها، فكأنما نحن علمنا أبناءنا ثم بعد ذلك تركناهم لينسوا ما تعلموه.

إن هذه الظاهرة الآن والتي تزداد في الكويت حتى أصبحت شكوى عامة هي ظاهرة أكثر من خطيرة، فنحن لا نعطل طاقاتنا فحسب بل إننا نُفسد روح العطاء والمحبة والشرف والأمانة داخل نفوس أبنائنا ثم بعد ذلك نشتكي، لماذا لا يعمل الشباب؟ ولماذا الشباب محبط؟ وأيضاً لماذا هو غاضب؟

كيف نحل هذه القضية؟... الحل ليس بيد كُتاب المقالات ولا المنظرّين، الحل الحقيقي بيد أصحاب القرار، وإلا لماذا تفوقت الدول المتقدمة في إتاحة الفرص لأبنائها واستفادت بشكل كبير من طاقتهم، ولماذا فشلت الدول المتخلفة في ذلك؟

نتمنى على صاحب القرار أن ينتبه إلى هذه القضية، وإلى الغضب الذي يتصاعد في نفوس الشباب، لأن ما يحدث حولنا في دول العالم العربي جميعه دون استثناء هو نتيجة حتمية لغضب الشباب، فمن أراد الخير للكويت فعليه أن يحتوي هذا الغضب، وذلك بإتاحة الفرص المتساوية والعادلة بين الشباب بالكويت وإيجاد فرص عمل تتوافق مع قدراتهم ومكافأة الحسن فيهم ومعاقبة السيئ، ونبتعد كثيراً وليس قليلاً عن التمييز القبلي والطائفي أو ما يعرف بالواسطات في التعيينات، علينا أن نحسن استغلال طاقات الشباب فهي وقود التنمية والاستقرار في مجتمعنا.

[email protected] @kalsalehdr
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي