تتفوق على الملكة فيكتوريا

بريطانيا تحتفل غداً بتحطيم إليزابث الثانية الرقم القياسي لأطول فترة حكم

تصغير
تكبير
تصبح إليزابث الثانية، ملكة بريطانيا (89 عاما) التي جلست على العرش في 6 فبراير العام 1952، غدا العاهل الأطول مدة في الاحتفاظ بالعرش بين ملوك المملكة المتحدة منذ تأسيسها في العام 1707 بعد اندماج التاجين الإنكليزي والاسكوتلندي ولاحقاً اندماج إيرلندا فيها العام 1801، متفوقة في ذلك على الملكة فيكتوريا التي يَعتبر المؤرخون فترة حكمها العصر الذهبي لبريطانيا، حيث أصبحت خلالها الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس.

ورغم التقارير الصحافية الموسعة التي ظهرت في وسائل الإعلام البريطانية، أمس، وفي الأيام القليلة الماضية حول هذه المناسبة التاريخية، تحتفل إليزابث الثانية بها في شكل متواضع في بالمورال، قصرها الصيفي في أعالي اسكوتلندا، سوى من مشاركة غداً في احتفال لافتتاح خط قطار بخاري جديد في مدينة إدنبره وتسافر مع زوجها الأمير فيليب وأفراد آخرين من العائلة المالكة على متن القطار البخاري في أول رحلة له.


ونقلت الصحف البريطانية عن مصدر في قصر باكنغهام الملكي في لندن أن «الملكة ترفض الاحتفال بهذه المناسبة، لأنها ترى في ذلك احتفالاً بوفاة الملكة فيكتوريا، وتعتبر مثل هذا الاحتفال قلة احترام لأجدادها».

ويختلف المحللون حول ما إذا ستتنحى الملكة عن العرش لصالح ولي عهدها تشارلز، أمير ويلز، وفيما رأى البعض منهم أنها لم تتنحَّ إلى اليوم بانتظار تحطيمها الرقم القياسي لأطول مدة جلسها عاهل بريطاني على العرش، رأى آخرون أنها لن تتنحى عن العرش إطلاقاً حتى آخر يوم في حياتها.

وذكرت صحيفة «الإندبندنت»، أمس، أن إليزابث الثانية صرّحت في عيد ميلادها الـ21 العام 1947 قائلة: «أعلن أمامكم جميعاً أن حياتي كلها، قصيرة كانت أم طويلة، ستُكرّس لخدمتكم وخدمة عائلتنا الملكية الإمبراطورية التي ننتمي إليها جميعاً». واعتبرت الصحيفة أن «هذا التصريح ينطوي على بيان واضح وصريح مفاده بأن إليزابث الثانية لن تتنحى عن العرش أبداً». وتابعت أن الملكة «تؤمن بأنها اعتلت العرش بقدرة من الله. وأنها اتخذت مساراً معاكساً لمسار ابنها الأكبر الذي يُظهر اهتماماً بالأديان كافة ويُفضّل أن يُحكمُ عليه أنه كان عاهلاً لمجتمع متعدد الثقافات، وذلك بالتزامها بثبات بالإيمان الإنغليكاني الذي بارك تتويجها والذي أقسمت ولاءها التام له».

وأشارت إلى أن رئيس الوزراء البريطاني السابق وينستون تشيرشل الذي قاد بريطانيا إلى النصر على النازية في الحرب العالمية الثانية، ألغى مظاهر الاحتفال الرسمية التي كانت الحكومة البريطانية ستقيمها لمناسبة صعود إليزابث الثانية إلى العرش العام 1952 بعد وفاة والدها الملك جورج السادس عن مرض عضال لم يمهله طويلاً.

فعل تشيرشل ذلك متذرعاً بسياسة التقشف التي انتهجتها في حينه الحكومة التي كانت تلملم جراح الحرب العالمية الثانية. لكن على العكس من تشيرشل أفرد ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطاني الحالي، فصلاً عن إليزابث الثانية في كتابه الجديد الذي لم يصدر بعد ونُشرت بعض مقاطع منه
في الصحف البريطانية قال فيه «إليزابث الثانية حكمت بوقار واحترام وتواضع خلال فترة شهدت تحولات عظيمة في بريطانيا». وقال عندما اعتلت إليزابث الثانية العرش في عقد الخمسينات «لم يتصور أحد أن امرأة يمكن أن تصبح رئيسة وزراء في بريطانيا»، في إشارة إلى رئيسة الوزراء المحافظة السابقة مارغريت ثاتشر التي وصلت إلى رئاسة الوزراء العام 1979 واحتفظت بالمنصب حتى العام 1990.

غير أن المؤرخ الإنكليزي المحافظ جداً ديفيد ستاركي عارض جميع الذين امتدحوا الملكة في هذه المناسبة، إذ قال أن إليزابث الثانية «لم تفعل أو تقل شيئاً يمكن لأي إنسان أن يتذكره. فاسمها لن يُطلق على عصرها. أو، أشك أنه سيُطلق على أي شيء آخر». وأضاف: «جاءت إلى العرش وفي ذهنها قضية واحدة فقط: الحفاظ على العرض الملكي مستمراً».

لكن إلى جانب ستاركي هناك جوقة كبيرة من الشتامين والرداحين الذين لا يفوّتون فرصة من دون الإدلاء بدلوهم فيها، فعلى سبيل المثال فتحت صحيفة «الديلي ميل» المحافظة ملف دوق إنبره الأمير فيليب، زوج الملكة (94 عاما) وخياناته الزوجية لها. وشبّهت الصحيفة فيليب بـ«الوزير الأكبر» في عهد السلاطين العثمانيين، وأشارت إلى أن فيليب «مع ذلك ظل أقرب شخص إلى الملكة، وأكثر المنتقدين للعائلة المالكة جرأة». وذكرت أن «فيليب أشاد مراراً إلى كثرة تسامح الملكة»، موضحة أنه «يقصد بذلك تسامحها معه في شأن خياناته الزوجية، ولم تتورع عن نشر صورة له مع إحدى صديقاته الليدي برابورن ابنة أحد أثرياء بريطانيا».

وتابعت أن «فيليب هو الوحيد الذي كان يعامل الملكة كإنسانة وفي شكل طبيعي لدرجة أنه لم يتردد عن توبيخها واتهامها بالهبل». ونقلت عن أحد مساعدي الملكة الذي رافقها في رحلة في ريف اسكوتلندا، «فجلس المساعد في المقعد الخلفي لسيارة الملكة التي كانت تجلس إلى جانب السائق، أما السائق فكان فيليب، الذي كان مزاجه
متعكراً بعض الشيء في ذلك اليوم وقاد السيارة بسرعة. فخشي المساعد من وقوع حادث للسيارة، لكنه لم يكن في وضع يؤهله أن يتلفظ بأي شيء في هذا الشأن».

واضافت: «ولحسن حظ المساعد أن الملكة نفسها شعرت بالخوف من الطريقة التي كان زوجها يقود بها السيارة، فطلبت منه أن يتروى، فإذا بفيليب يقول لها بغضب: إذا تلفظتِ بكلمة أخرى سأجعلك تقطعين المسافة المتبقية من الطريق مشياً على الأقدام. فالتفتت الملكة إلى المساعد وقالت له: هل سمعت ما قاله فيليب، إنه يعني كل كلمة قالها».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي