نافذة...الأمل / لحظة للاقتناص!

أمل الرندي


عندما سمعت ضحكاتها المتطايرة في أرجاء الممشى، دفعني فضولي إلى الاقتراب منها، لكنني لم أستطع اللحاق بها للأسف، كأن الضحك يمنحها جناحيّ طائر، وصرت محتاجة الى أنفاس مضاعفة لأرضي فضولي. وبعد محاولات حثيثة استطعت اكتشاف سر سلسلة الضحكات تلك...إنها مقاطع كوميدية تشاهدها صاحبة الاقدام الطائرة على شاشة هاتفها المحمول!
هنا تذكرت دراسة قرأتها عن أهمية الضحك صدرت عن جامعة بالتيمور الاميركية، فيها أن الضحك، لمدة 10 الى 15 دقيقة يومياً، يعطي نفحة من الأوكسجين تؤثر في جهاز القلب مثل الرياضة. غير أن الضحك يساعد على تحسين المزاج، يقلل نسبة الاصابة بالاضطرابات النفسية، خصوصا عند النساء لأنه ينعكس على صحتهن وجمالهن، فيكنّ اقل عرضة للإصابة بالأمراض، فجميل أن تجد من يجسد النظريات حقيقة، ويدفعك لتترجم قراءاتك إلى أفعال!
الضحك انفعال يرافق الانسان منذ ان يقبل على الحياة، فقبل ان ينطق الوليد يضحك، فهو يضحك في عمر 17 يوماً بينما لا يتكلم إلا بعد اشهر!
شغل الضحك حيزاً من اهتمام الكثير من العلماء، فقد تم الاعتراف بعلم نفس الضحك في بداية القرن العشرين، ويؤكد عالم النفس فرويد أن الضحك ظاهرة وظيفتها اطلاق الطاقة النفسية التي تمت تعبئتها بشكل خاطئ، فهو شكل من أشكال التعبير الذي يظهر خارجياً في صورة مرح، إنه ردة فعل فسيولوجي نتيجة للمرور بخبرة سعيدة تدفع إلى الفرح.
كما ان الضحك شغل العديد من الفلاسفة والكتاب، كالفليسوف الفرنسي «هنري برجسون»، الرجل الذي لم يتذوق طعم الضحك ابداً، لإصابته بالشلل الذي منعه من ان يستمتع بهذا الفعل، الا انه ألف كتابا بعنوان «الضحك»، تناول فيه تفسيرات للضحك، حتى الادباء العرب اهتموا بالضحك، كالجاحظ الذي جعل من السخرية فناً وأدباً له اشكاله وضروبه، فالجاحظ اول مؤلف في تاريخ الادب يخصص كتابا كاملا في السخرية تحليلا ودراسة لمجتمعه، كما فعل في كتاب «البخلاء»، ورسالته «التربيع والتدوير»، يقول الجاحظ عن الضحك: «نحن بحاجة الى الضحك لأن فيه راحة النفس واستجماماً للعقل».
إن الضحك فرح للنفس، علاج للجسد، قاهر للاكتئاب، باعث للجمال، انه دواء لداء الغضب، اوكسجين نقي للصدر، فلنقوِّ مناعتنا بلحظات من الضحك ضد آلاف المنغصات التي تنهال علينا، وأمطار الأخبار الكئيبة التي تكسر أحاسيسنا، وتشوه اجواء يومنا، فإذا جاءت لحظة الضحك علينا اقتناصها، أو حتى علينا ألا ننتظرها بل نسعى لاختلاسها، فمن استطاع الضحك استطاع الحياة.
«اذا لم تستطع ان تفرش حياتك بالزهور، فلا أقلّ من ان تزينها بالضحك» (جرمان دياترلين).
* كاتبة كويتية
[email protected]
هنا تذكرت دراسة قرأتها عن أهمية الضحك صدرت عن جامعة بالتيمور الاميركية، فيها أن الضحك، لمدة 10 الى 15 دقيقة يومياً، يعطي نفحة من الأوكسجين تؤثر في جهاز القلب مثل الرياضة. غير أن الضحك يساعد على تحسين المزاج، يقلل نسبة الاصابة بالاضطرابات النفسية، خصوصا عند النساء لأنه ينعكس على صحتهن وجمالهن، فيكنّ اقل عرضة للإصابة بالأمراض، فجميل أن تجد من يجسد النظريات حقيقة، ويدفعك لتترجم قراءاتك إلى أفعال!
الضحك انفعال يرافق الانسان منذ ان يقبل على الحياة، فقبل ان ينطق الوليد يضحك، فهو يضحك في عمر 17 يوماً بينما لا يتكلم إلا بعد اشهر!
شغل الضحك حيزاً من اهتمام الكثير من العلماء، فقد تم الاعتراف بعلم نفس الضحك في بداية القرن العشرين، ويؤكد عالم النفس فرويد أن الضحك ظاهرة وظيفتها اطلاق الطاقة النفسية التي تمت تعبئتها بشكل خاطئ، فهو شكل من أشكال التعبير الذي يظهر خارجياً في صورة مرح، إنه ردة فعل فسيولوجي نتيجة للمرور بخبرة سعيدة تدفع إلى الفرح.
كما ان الضحك شغل العديد من الفلاسفة والكتاب، كالفليسوف الفرنسي «هنري برجسون»، الرجل الذي لم يتذوق طعم الضحك ابداً، لإصابته بالشلل الذي منعه من ان يستمتع بهذا الفعل، الا انه ألف كتابا بعنوان «الضحك»، تناول فيه تفسيرات للضحك، حتى الادباء العرب اهتموا بالضحك، كالجاحظ الذي جعل من السخرية فناً وأدباً له اشكاله وضروبه، فالجاحظ اول مؤلف في تاريخ الادب يخصص كتابا كاملا في السخرية تحليلا ودراسة لمجتمعه، كما فعل في كتاب «البخلاء»، ورسالته «التربيع والتدوير»، يقول الجاحظ عن الضحك: «نحن بحاجة الى الضحك لأن فيه راحة النفس واستجماماً للعقل».
إن الضحك فرح للنفس، علاج للجسد، قاهر للاكتئاب، باعث للجمال، انه دواء لداء الغضب، اوكسجين نقي للصدر، فلنقوِّ مناعتنا بلحظات من الضحك ضد آلاف المنغصات التي تنهال علينا، وأمطار الأخبار الكئيبة التي تكسر أحاسيسنا، وتشوه اجواء يومنا، فإذا جاءت لحظة الضحك علينا اقتناصها، أو حتى علينا ألا ننتظرها بل نسعى لاختلاسها، فمن استطاع الضحك استطاع الحياة.
«اذا لم تستطع ان تفرش حياتك بالزهور، فلا أقلّ من ان تزينها بالضحك» (جرمان دياترلين).
* كاتبة كويتية
[email protected]