الحشان يحيي ذكريات أليمة عاشها جمهور القادسية مع عبدالعزيز حسن وفيصل بورقبة

ثلاث «طقّات» ... توجع!

u00abu0644u0639u0646u0629 u0627u0644u0623u0635u0641u0631u00bb u062au0637u0644 u0628u0631u0623u0633u0647u0627 u0645u062cu062fu062fu0627u064b (u0627u0644u0623u0632u0631u0642 u062fu0648u062a u0643u0648u0645)
«لعنة الأصفر» تطل برأسها مجدداً (الأزرق دوت كوم)
تصغير
تكبير
هروب سيف الحشان من نادي القادسية الى نادي الشباب السعودي ليس الصدمة الاولى بالنسبة الى جماهير «القلعة الصفراء». حالة الحب «الأبدي» من طرف واحد عاشها هذا الجمهور العريق الذى يعد الاكبر على المستوى المحلي مع نجومه الكبار.

جماهير القادسية العاشقة والحالمة، صحت فجأة وفي اكثر من مناسبة على كابوس رحيل احد نجومها من دون مقدمات، أو إذن مسبق.

وهي تجرعت عبر السنوات ثلاث كؤوس مرّة جداً، قتلت أحلامها بسبب هذا النجم الذي خرج ولم يعد أبداً الى داره.

سيف الحشان أفضل موهبة كروية على الساحة الكويتية.

قد نختلف أو نتفق مع الخطوة التي أقدم عليها لضمان مستقبله، قد يكون على صواب تام خصوصاً فى ظل الشح المادي الذي يجده اللاعب الكويتي من قبل ناديه، الامر الذي لا يمنحه الفرصة لفرد عضلاته محلياً واقليمياً وقارياً، مقارنة بما يجده اللاعب الخليجي في عدد من الدول الشقيقة.

جماهير القادسية ليست طرفاً في تلك المعادلات، هي عاشقة الى حد الجنون لنجومها حتى لو لم يتسلموا دينارا واحدا من اداراتهم.

هي جماهير تريد دائماً ان يبقى «الأصفر» على القمة. استبشرت خيراً بـ«سيفها» الجديد القادم بقوة الى الساحة، شاهدت فيه كل أنواع الفنون الكروية، عشقته، غازلته، كتبت فيه أبيات الشعر، ووصفته بالفارس الشجاع.

إصابته مثّلت فاجعة بالنسبة للجماهير التي تألمت، الا انها لم تتركه لوحده بل شاركته حزن الالم والابتعاد عن معشوقته لمدة قاربت السنة.

رافقته في علاجه وسهرت على راحته.

وعندما كانت عقارب الساعة تقترب من موعد عودة النجم الموهوب الى عشاقه الذين كانوا ينتظرونه على أحر من الجمر، ولسان حالهم يقول القادسية مع سيف الموسم المقبل سيكون غير، فجر اللاعب المفاجأة وانتقل الى الشباب السعودي.

أحلام كثيرة رسمها هؤلاء العشاق مع الحشان، وتناسوا الكوابيس السابقة التي كانت أشد وأكثر ألما عليها، مع اختلاف حالتها، لكن نتيجتها كانت واحدة... «النهاية».

4 فبراير من العام 1987 اقيم لقاء ودي لـ«لأزرق» مع أحد الاندية الدنماركية، لوداع نجم القادسية عبدالعزيز حسن أعظم صانع ألعاب في تاريخ الكويت.

هذا النجم خطفته الاصابة دون رحمة، «قتلته»، ولم تعطه فرصة للعودة، لا بل قضت عليه تماماً ولم تمنحه حتى بارقة امل للعلاج.

كانت فاجعة للكويت عامة والقادسية خاصة. كان الامر لا يصدق اذ كيف لإصابة أن تحرم هذه الجماهير من نجم لا مثيل للمساته وتمريراته؟

انتظرت الجماهير طويلاً على امل ان يذوب كابوس الاصابة فيعود، لكن «لا حياة لمن تنادي»، اذ تخطت الاصابة حدود العودة وأجبرت عبدالعزيز حسن على الرحيل بالقوة.

بكت جماهير بني قادس «عزيزها» وما زالت حتى الساعة تتذكره بحسرة.

ثم جاء الكابوس الثاني الذي هز كيان الجمهور القدساوي وجعله يخرج عن طوره.

من يتذكر فيصل بورقبة نجم التسعينات؟

لم يكن بروزه مشابهاً لتألق أي لاعب آخر.

كان في نظر «القدساوية» لاعباً يجمع في مهارته ما بين جاسم يعقوب وفيصل الدخيل. كان موهبة فطرية متسلحة بفكر كروي نادر، بلمسات فنية، وبدهاء قل نظيره، لطالما ترجمه أهدافاً فريدة.

فيصل بورقبة نجم قادم من رحم القادسية وصلبه. لم يتأخر كثيراً قبل تمثيل «الازرق» إذ وجد فيه المدرب التشيكي ميلان ماتشاله ضالته لدى توليه قيادة المنتخب خلفاً للأوكراني الراحل فاليري لوبانوفسكي.

أول معركة لبورقبة كانت في مدينة برج حمود اللبنانية حين فاز «الأزرق» على اصحاب الدار 5-3 وكان له نصيب فيها، نصيب تمثل بالهدف الاول من رأسية ذكية حين كان «أبناء الارز» متقدمين بهدفين.

هدف بورقبة أعاد «الازرق» الى السكة لتحقيق المراد.

عادت الاحلام من جديد لتزور جمهور القادسية مع فيصل، ولكن في الليلة الظلماء افتقد «بورقبة».

من دون مقدمات، تحول فيصل بورقبة من لاعب في القادسية الى لاعب في الغريم التقليدي النادي العربي.

ما كان لأحد أن يصدق. صدمة وصلت الى حد الجنون. صفقة هزت الشارع الكويتي بشكل عام وشلت عقول «القدساوية». البعض لم يصدق واعتبر المسألة مجرد دعابة سخيفة. البعض الآخر صدّقها لكنه لم يتقبلها إطلاقاً.

الامر وصل بالبعض الى تهديد اللاعب في حال ارتدائه الفانيلة الخضراء.

مأساة حقيقية للجمهور القدساوي في 1997، الموسم الذي أعلن فيه رئيس النادي عبدالمحسن الفارس ومجلس إدارته قرارهم التاريخي بالانسحاب من دوري الدمج الذى أصر عليه الاتحاد الكويتي برئاسة الشيخ أحمد الفهد.

انتقل بورقبة الى العربي فى ظروف غامضة، وانتهى الامر وأصبح واقعا مريرا اذ افتقد الجمهور القدساوي نجمه الابرز.

استفاد بورقبة مادياً من خلال صفقة كانت الاكبر وقتها، وقاد «الاخضر» الى احراز لقب دوري الدمج على حساب النصر في النهائي عبر هدفه القاتل في الدقائق الاخيرة، ثم منح فريقه هدفاً ذهبيا على كاظمة فى نهائي كأس ولي العهد في الموسم 1999-2000 لكن مشواره انتهى عند هذا الحد مع كرة القدم، اذ خفت نجمه واعتزل.

الحشان يعيد الذكريات الاليمة الى الجماهير القدساوية وذلك من خلال هروبه الى الشباب السعودي، وطي صفحة مشواره مع «الأصفر» في رسالة واضحة تشير الى أنه طلّق النادي بالثلاثة، وانه لا مجال للعودة من جديد.

الاصابة خطفت عبدالعزيز حسن، والعربي خطف فيصل بورقبة فلم يستكمل مشواره بالبريق نفسه الذي كان عليه، وسيف الحشان اشترى طموحه ولكن قد تصيبه «لعنة الاصفر».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي