أكّد أن المنتجين هم سبب التلوث الحاصل في الذائقة الفنية
سليمان الديكان : هناك من يعتقد بأن الموسيقى حرام ويحثّ الأطفال على مقاطعتها

سليمان الديكان متحدثاً للزميلة شوق الخشتي

الديكان في أروقة «الراي» مع الزميلة ليلى أحمد

الديكان في أروقة «الراي» مع الزميلة ليلى أحمد





|حوار - ليلى أحمد وشوق الخشتي|
رغم وصول أصداء الـــحان الموســـيقار د. ســـليـــمان الديكـــان وكتـــاباته الموسيقـــية إلى العالم، إلا أنه ما زال مرتبطاً بالتراث والأصالة الموسيقية بـــشكل كبير، ويـــرى أن الاهـــتمام بالتراث وأصالة الـــهوية يجعل من الأغـــاني الوطنية أغاني خالدة، كما يحمّل الجهات والمؤسسات الفنية الحكومية مسؤولية التردي الحاصل في الانتاج الموسيقي، متهماً اياها بعدم السعي الى تثقيف الشعب موسيقياً وعدم غرس الاهتمام بالموسيقى بقلوب الأجيال الجديدة .
«الراي» التقت الفنان الديكان ودار هذا الحوار الصريح وهنا تفاصيله :
ماهي عناصر الأغاني الوطنية القديمة التي بقيت مسموعة إلى الآن والتي ما زالت توضع في المناسبات كأغاني والدك ومجموعته ؟
- التأصيل والتمسك بالهوية هما من الضروريات لأي شعب، فقد كانت رسالتهماً للشعب الكويتي وكانت تدور حول الكويت وشوارعها وتخاطب الإنسان الكويتي وتلمس مشاعره وإحساسه الوطني، فقد كانت تمتلك مقاييس وطنية في اللحن وتوظيف الجمل اللحنية والتراثية بالإضافة إلى بعض الطقوس في الأزياء والإكسسوار والديكور وانتقاء الكلمات من الألعاب الشعبية مثلاً ، وعلى سبيل المثال كان إنتاج أغنية للطفل أمراً صعباً في الكويت، فقد كانت وزارة التربية تعتمد في ذلك على مدرسات ربما غير كويتيات ولم تنجح تلك الأغاني، ولكن حينما عمل الشاعر بدر بورسلي وغنام الديكان أول أغنية للطفل واستنبط بعض الأمور من الألعاب الشعبية، مما جعل تلك الأغاني تلامس أحاسيس الطفل، فأنا أعتقد مشكلة الجيل الحالي هي أن ليس لديهم لعبة شعبية ولايوجد شيء يهتمون به ويلامس وجدانهم بيئياً، ولهذا كانت تلك الأغاني القديمة ناجحة .
ولكن هناك أغاني ما زالت مستمرة وخالدة رغم انها لا تحمل شيء من التراث . مالسبب ؟
- إن كنت سأتحدث عن الحس التاريخي فالحب قد اختلف عن السابق، وبالنسبة للأغاني، فتوجد أغان شعبية وهي التي قام بتأليفها شخص وأصبح لها شعبية وليس خلوداً، كأغاني عبدالله الفضالة والأغاني القديمة لعبدالكريم عبدالقادر، وتوجد أغان تراثية مأخوذة من لعبة شعبية أو من مهنة ما، كغناء البحّارة لبعض العبارات.
أين هي العلّة تحديداُ في الموسيقى الكويتية في الوقت الحاضر؟
- مشكلتنا هي عدم وجود صناعة موسيقية، ففي السابق كانت توجد لدينا صناعة وتتولاها وزارة الإعلام، لدرجة أن هناك من كان يقول « إلّي مايمر على الكويت ماينجح» ولكن هذه الصناعة انتهت بعد تحرير دولة الكويت وأصبحت استديوهات الكويت فارغة، الآن لايسجل بها أحد بالإضافة إلى أن إدارات الثقافة لايقومون بعمل شيء.
إنتاجنا الدرامي كثير وتستخدم به الكثير من الموسيقى التصويرية، هل طلبت منك إحدى الشركات تأليف موسيقى تصويرية لمسلسل ما ؟
- نعم، كثيراً، ولكنني أشرط على معرفة العمل وتفاصيله، وقد طلب مني المخرج باسل الخطيب أن أعمل موسيقى تصويرية لأكثر من عمل ولكنني لم أتفق معه بسبب المبلغ الذي عرضه عليّ، فتأليف اللحن يحتاج لفرقة موسيقية، ولبعض الأدوات وقد أصبح سعر الساعة التلفزيونية لدينا رخيصاً جداً وهو خمسة دنانير وأنا لا أنزل لهذا المبلغ، فالذي يحدث الآن هو قيام أحد الأشخاص بعزف بعض الإيقاعات أثناء مشاهدته لمشهد حيث يعزف على حسب الحالة الموجودة بالمشهد التمثيلي وهذا لا علاقة له بمفهوم الموسيقى التصويرية .
هل تعتقد بأن هناك تلوثاً سمعياً عند الناس ؟
- نعم بالتأكيد، والمنتجون هم سبب التلوث، لأنهم لا يمتلكون ذائقة موسيقية أصلاً، وبالنسبة لهم الموضوع لا يعدو عن كونه «موسيقى وخلاص»
ماهو دورك كدكتور في الموسيقى بما يتعلق بهذه الظاهرة في المسلسلات أو في الأوبريتات؟
- بالنسبة الى الأوبريتات فلدي خطة ومشروع وحكاية، لها بداية ووسطية ونهاية، كأي عمل درامي وهذا الذي يكون متوفراً في العمل الوطني والذي أقوم به في جميع اعمالي وقد نتغاضى عن بعض الأمور في الأوبريتات القديمة لجمالية الأمور الأخرى ولكن في الأوبريتات الحالية لانستطيع أن نتغاضى عن أي شيء، لأن كل شيء غير جيد، وبالنسبة للمسلسلات، فالذي يديرها هو المنتج وهو الذي يختار وفي الأعمال الحالية أصبح تسلم المال هو المهم كما أصبحوا في رمضان فقط يضعون العمل الجيد وكأن الجمهور في رمضان يختلف عن غيره وفي الحقيقة أن الجمهور لايتغير واحترامه يكون بأي وقت سواء عند عمل أغنية أو قصيدة أو أي عمل آخر ولهذا أقول لكبار المطربين ولمن كانوا يغنون لأجيال الثمانينات والسبعينات لا تصغر من أجل جيل آخر، فالجمهور يكبر معك .. ولكن للأسف فان البعض أصابهم الجنون واصبحوا لايغنون لجيلهم .
لماذا لايوجد لدينا إقبال على الموسيقى كالإقبال على الأغاني الحالية ؟
- وزارة التربية لها أنشطتها الموسيقية الخاصة بها وتقدم بعض المقطوعات الموسيقية فالتربية مهمة جداً وتؤدي دوراً أكبر من معهد الموسيقى الذي لايقدم شيئاً، رغم أنه يفترض أن يكون الجهة الأكاديمية الوحيدة التي تثقفنا موسيقياً فهو لا يقدم غير الأغاني الشعبية وكأننا في تخت شرقي والمجلس الوطني كذلك له دور كبير ولكنه لايقدم لنا شيئاً بمستوى الطموح .
ألا تلاحظ وجود تنظيف للأساطير في الافلام الأجنبية ويوجد تفاعل للقيم الثقافية والذي يفسر وجود جهات تنقل الثقافة من جيل لآخر، على عكس الحال الذي نحن عليها؟
- يجب تبني أعمال جيدة، سواء كانت في الموسيقى أم في الأعمال الفنية الاخرى، فيجب على المجلس الوطني، على سبيل المثال، ان يجلب الجمهور ويثقف المجتمع، فالمجتمع لايعلم عن وجود حفلة في المجلس الوطني مع أنه قد انشئ من أجل الشعب الكويتي .
هل تلاحظ غياب لتربية وجدان المجتمع الذي بربطه بالتراث الفني؟
- بالتأكيد، لقد فقدنا بعض الأصالة وكما قلت مسبقا،ً فقدنا الألعاب الشعبية والحكايات القديمة فالحكايات الحالية لايوجد بها شئ من التراث، فالغرب يأخذون حكاياتنا التراثية ونحن نبحث عن قصصهم، كما أنه لاتوجد لدينا ثقافة وطنية والمشكلة أيضاً هي عدم وجود اهتمام لمادة الموسيقى، لاعتقاد الأطفال وآبائهم بأنها حرام كما أن الجهات المسؤولة في الدولة تريد إلغاء المادة ولكنها بالحقيقة هي التي تنشط الطفل فهو يفرغ شحناته بمثل هذه المادة بالإضافة إلى الرياضة، فبعد تحرير الكويت لم تُعلم مثل هذه الأمور وهناك من يحرّض الأطفال على مقاطعة الموسيقى .. والآن أصبح الكثير من الأطفال غير حافظ النشيد الوطني ولايغنونه لاعتقادهم بأنه حرام .
مالذي يجعل الجيل الجديد يهتم بالتراث والأغاني القديمة ؟
- المكان الوحيد الذي يحافظ على هذا الأمر هو وزارة التربية وإذا لم تتواجد مادة الموسيقى للطفل سيتجه إلى التلفاز، الآن أصبح الطفل يغني أغاني الحب المخصصة للكبار، دون أن يدرك عنها شيئاً، كما أن الأسر يذهبون لحفلات وللفرق التي تغني هذه الأغاني .
ماهو دوركم كمعهد موسيقي في تنمية الذائقة الموسيقية للمجتمع ؟
- وزارة التربية مهمة والتوجيه العام في الموسيقى مهم كذلك والذي كان يقدمه شادي الخليج كان له دور كبير وقد استفادت منه اجيال ومنهم أنا، فالمدرس الاجنبي مهم ان يعرف ثقافة البلد ليعلم الأطفال ولكن معهد الموسيقى هنا ليس لديه مشروع .
ماذا تفعل لأبنائك ليهتموا بالموسيقى ؟
- أحرص على تنمية اهتمامهم الوطني وأعلمهم عن الكويت وتاريخها وأمرائها، لأنني لن اتكل على المدرس لأنه لن يعلمهم شيئاً، بالإضافة إلى الطقوس في الأزياء والتفاصيل البسيطة في رمضان والذي نساها البعض رغم أيامه المعدودة . أحرص على الأعمال العالمية والتي هي موسيقى من غير كلام كموسيقات «بتهوفن» والتي تنشط ذاكرتهم ووجدانهم، فقد نجحت الأفلام الكرتونية مثل « توم إند جيري» لوجود الأعمال الموسيقية العالمية القديمة فيها.
هل تتابع الموجة جديدة في الأفلام العربية في تقديم أغنيات تتخلل الفيلم وتوفرها بالأسواق بعدها ؟
- انها موجة سلبية، وهي ليست ظاهرة جديدة، فكان بعض المنتجين يحرصون على وضع أكبر عدد من الأغاني في داخل الفيلم حتى لو كانت بطريقة غير مبررة وذلك من أجل الاطالة، لأنها تحسب على وقت الفيلم، وأحيانا يجعلون الممثل يغني اغنية معروفة كأن تكون اغنية لأم كلثوم وقد يرقص وهو يؤدي الاغنية، والعنصر السلبي في ذلك هو التشويه الذي سيلحق بالاغنية الأصلية والتي قد يكون لها معنى في ضمير ووجدان المتلقي، هذا بالاضافة الى ضياع الوقت بلا مبرر .
كيـــف تــنظر لأعمـــال الأوبــريتات الحالية مقارنة باوبريتات الماضي ؟
- ففي السابق كان يوجد مجهود يبذل من أجـــل الابتكار، فقد كانوا يهتـــمون بالتفاصيل ويجلسون لفترة طويلة قبل عمل الأوبريت، أما الآن فالاوبريت ينجز بين ليلة وضحاها، فالجهات المهتمة بهذا الشأن لاتعطي وقتاً كافياً لعمل الأوبريت وتريد من يعمله بسرعة، لاعتقادها بأنه يفهم أكثر من الذي يأخذ وقتاً، أنا شخصياً أنفق وقتاً طويلاً في انجاز الاوبريت، لأنني أريد كتـــابة شيء له مـــعنى ويترك أثراً في وجــدان وضمير المتلقي.
رغم وصول أصداء الـــحان الموســـيقار د. ســـليـــمان الديكـــان وكتـــاباته الموسيقـــية إلى العالم، إلا أنه ما زال مرتبطاً بالتراث والأصالة الموسيقية بـــشكل كبير، ويـــرى أن الاهـــتمام بالتراث وأصالة الـــهوية يجعل من الأغـــاني الوطنية أغاني خالدة، كما يحمّل الجهات والمؤسسات الفنية الحكومية مسؤولية التردي الحاصل في الانتاج الموسيقي، متهماً اياها بعدم السعي الى تثقيف الشعب موسيقياً وعدم غرس الاهتمام بالموسيقى بقلوب الأجيال الجديدة .
«الراي» التقت الفنان الديكان ودار هذا الحوار الصريح وهنا تفاصيله :
ماهي عناصر الأغاني الوطنية القديمة التي بقيت مسموعة إلى الآن والتي ما زالت توضع في المناسبات كأغاني والدك ومجموعته ؟
- التأصيل والتمسك بالهوية هما من الضروريات لأي شعب، فقد كانت رسالتهماً للشعب الكويتي وكانت تدور حول الكويت وشوارعها وتخاطب الإنسان الكويتي وتلمس مشاعره وإحساسه الوطني، فقد كانت تمتلك مقاييس وطنية في اللحن وتوظيف الجمل اللحنية والتراثية بالإضافة إلى بعض الطقوس في الأزياء والإكسسوار والديكور وانتقاء الكلمات من الألعاب الشعبية مثلاً ، وعلى سبيل المثال كان إنتاج أغنية للطفل أمراً صعباً في الكويت، فقد كانت وزارة التربية تعتمد في ذلك على مدرسات ربما غير كويتيات ولم تنجح تلك الأغاني، ولكن حينما عمل الشاعر بدر بورسلي وغنام الديكان أول أغنية للطفل واستنبط بعض الأمور من الألعاب الشعبية، مما جعل تلك الأغاني تلامس أحاسيس الطفل، فأنا أعتقد مشكلة الجيل الحالي هي أن ليس لديهم لعبة شعبية ولايوجد شيء يهتمون به ويلامس وجدانهم بيئياً، ولهذا كانت تلك الأغاني القديمة ناجحة .
ولكن هناك أغاني ما زالت مستمرة وخالدة رغم انها لا تحمل شيء من التراث . مالسبب ؟
- إن كنت سأتحدث عن الحس التاريخي فالحب قد اختلف عن السابق، وبالنسبة للأغاني، فتوجد أغان شعبية وهي التي قام بتأليفها شخص وأصبح لها شعبية وليس خلوداً، كأغاني عبدالله الفضالة والأغاني القديمة لعبدالكريم عبدالقادر، وتوجد أغان تراثية مأخوذة من لعبة شعبية أو من مهنة ما، كغناء البحّارة لبعض العبارات.
أين هي العلّة تحديداُ في الموسيقى الكويتية في الوقت الحاضر؟
- مشكلتنا هي عدم وجود صناعة موسيقية، ففي السابق كانت توجد لدينا صناعة وتتولاها وزارة الإعلام، لدرجة أن هناك من كان يقول « إلّي مايمر على الكويت ماينجح» ولكن هذه الصناعة انتهت بعد تحرير دولة الكويت وأصبحت استديوهات الكويت فارغة، الآن لايسجل بها أحد بالإضافة إلى أن إدارات الثقافة لايقومون بعمل شيء.
إنتاجنا الدرامي كثير وتستخدم به الكثير من الموسيقى التصويرية، هل طلبت منك إحدى الشركات تأليف موسيقى تصويرية لمسلسل ما ؟
- نعم، كثيراً، ولكنني أشرط على معرفة العمل وتفاصيله، وقد طلب مني المخرج باسل الخطيب أن أعمل موسيقى تصويرية لأكثر من عمل ولكنني لم أتفق معه بسبب المبلغ الذي عرضه عليّ، فتأليف اللحن يحتاج لفرقة موسيقية، ولبعض الأدوات وقد أصبح سعر الساعة التلفزيونية لدينا رخيصاً جداً وهو خمسة دنانير وأنا لا أنزل لهذا المبلغ، فالذي يحدث الآن هو قيام أحد الأشخاص بعزف بعض الإيقاعات أثناء مشاهدته لمشهد حيث يعزف على حسب الحالة الموجودة بالمشهد التمثيلي وهذا لا علاقة له بمفهوم الموسيقى التصويرية .
هل تعتقد بأن هناك تلوثاً سمعياً عند الناس ؟
- نعم بالتأكيد، والمنتجون هم سبب التلوث، لأنهم لا يمتلكون ذائقة موسيقية أصلاً، وبالنسبة لهم الموضوع لا يعدو عن كونه «موسيقى وخلاص»
ماهو دورك كدكتور في الموسيقى بما يتعلق بهذه الظاهرة في المسلسلات أو في الأوبريتات؟
- بالنسبة الى الأوبريتات فلدي خطة ومشروع وحكاية، لها بداية ووسطية ونهاية، كأي عمل درامي وهذا الذي يكون متوفراً في العمل الوطني والذي أقوم به في جميع اعمالي وقد نتغاضى عن بعض الأمور في الأوبريتات القديمة لجمالية الأمور الأخرى ولكن في الأوبريتات الحالية لانستطيع أن نتغاضى عن أي شيء، لأن كل شيء غير جيد، وبالنسبة للمسلسلات، فالذي يديرها هو المنتج وهو الذي يختار وفي الأعمال الحالية أصبح تسلم المال هو المهم كما أصبحوا في رمضان فقط يضعون العمل الجيد وكأن الجمهور في رمضان يختلف عن غيره وفي الحقيقة أن الجمهور لايتغير واحترامه يكون بأي وقت سواء عند عمل أغنية أو قصيدة أو أي عمل آخر ولهذا أقول لكبار المطربين ولمن كانوا يغنون لأجيال الثمانينات والسبعينات لا تصغر من أجل جيل آخر، فالجمهور يكبر معك .. ولكن للأسف فان البعض أصابهم الجنون واصبحوا لايغنون لجيلهم .
لماذا لايوجد لدينا إقبال على الموسيقى كالإقبال على الأغاني الحالية ؟
- وزارة التربية لها أنشطتها الموسيقية الخاصة بها وتقدم بعض المقطوعات الموسيقية فالتربية مهمة جداً وتؤدي دوراً أكبر من معهد الموسيقى الذي لايقدم شيئاً، رغم أنه يفترض أن يكون الجهة الأكاديمية الوحيدة التي تثقفنا موسيقياً فهو لا يقدم غير الأغاني الشعبية وكأننا في تخت شرقي والمجلس الوطني كذلك له دور كبير ولكنه لايقدم لنا شيئاً بمستوى الطموح .
ألا تلاحظ وجود تنظيف للأساطير في الافلام الأجنبية ويوجد تفاعل للقيم الثقافية والذي يفسر وجود جهات تنقل الثقافة من جيل لآخر، على عكس الحال الذي نحن عليها؟
- يجب تبني أعمال جيدة، سواء كانت في الموسيقى أم في الأعمال الفنية الاخرى، فيجب على المجلس الوطني، على سبيل المثال، ان يجلب الجمهور ويثقف المجتمع، فالمجتمع لايعلم عن وجود حفلة في المجلس الوطني مع أنه قد انشئ من أجل الشعب الكويتي .
هل تلاحظ غياب لتربية وجدان المجتمع الذي بربطه بالتراث الفني؟
- بالتأكيد، لقد فقدنا بعض الأصالة وكما قلت مسبقا،ً فقدنا الألعاب الشعبية والحكايات القديمة فالحكايات الحالية لايوجد بها شئ من التراث، فالغرب يأخذون حكاياتنا التراثية ونحن نبحث عن قصصهم، كما أنه لاتوجد لدينا ثقافة وطنية والمشكلة أيضاً هي عدم وجود اهتمام لمادة الموسيقى، لاعتقاد الأطفال وآبائهم بأنها حرام كما أن الجهات المسؤولة في الدولة تريد إلغاء المادة ولكنها بالحقيقة هي التي تنشط الطفل فهو يفرغ شحناته بمثل هذه المادة بالإضافة إلى الرياضة، فبعد تحرير الكويت لم تُعلم مثل هذه الأمور وهناك من يحرّض الأطفال على مقاطعة الموسيقى .. والآن أصبح الكثير من الأطفال غير حافظ النشيد الوطني ولايغنونه لاعتقادهم بأنه حرام .
مالذي يجعل الجيل الجديد يهتم بالتراث والأغاني القديمة ؟
- المكان الوحيد الذي يحافظ على هذا الأمر هو وزارة التربية وإذا لم تتواجد مادة الموسيقى للطفل سيتجه إلى التلفاز، الآن أصبح الطفل يغني أغاني الحب المخصصة للكبار، دون أن يدرك عنها شيئاً، كما أن الأسر يذهبون لحفلات وللفرق التي تغني هذه الأغاني .
ماهو دوركم كمعهد موسيقي في تنمية الذائقة الموسيقية للمجتمع ؟
- وزارة التربية مهمة والتوجيه العام في الموسيقى مهم كذلك والذي كان يقدمه شادي الخليج كان له دور كبير وقد استفادت منه اجيال ومنهم أنا، فالمدرس الاجنبي مهم ان يعرف ثقافة البلد ليعلم الأطفال ولكن معهد الموسيقى هنا ليس لديه مشروع .
ماذا تفعل لأبنائك ليهتموا بالموسيقى ؟
- أحرص على تنمية اهتمامهم الوطني وأعلمهم عن الكويت وتاريخها وأمرائها، لأنني لن اتكل على المدرس لأنه لن يعلمهم شيئاً، بالإضافة إلى الطقوس في الأزياء والتفاصيل البسيطة في رمضان والذي نساها البعض رغم أيامه المعدودة . أحرص على الأعمال العالمية والتي هي موسيقى من غير كلام كموسيقات «بتهوفن» والتي تنشط ذاكرتهم ووجدانهم، فقد نجحت الأفلام الكرتونية مثل « توم إند جيري» لوجود الأعمال الموسيقية العالمية القديمة فيها.
هل تتابع الموجة جديدة في الأفلام العربية في تقديم أغنيات تتخلل الفيلم وتوفرها بالأسواق بعدها ؟
- انها موجة سلبية، وهي ليست ظاهرة جديدة، فكان بعض المنتجين يحرصون على وضع أكبر عدد من الأغاني في داخل الفيلم حتى لو كانت بطريقة غير مبررة وذلك من أجل الاطالة، لأنها تحسب على وقت الفيلم، وأحيانا يجعلون الممثل يغني اغنية معروفة كأن تكون اغنية لأم كلثوم وقد يرقص وهو يؤدي الاغنية، والعنصر السلبي في ذلك هو التشويه الذي سيلحق بالاغنية الأصلية والتي قد يكون لها معنى في ضمير ووجدان المتلقي، هذا بالاضافة الى ضياع الوقت بلا مبرر .
كيـــف تــنظر لأعمـــال الأوبــريتات الحالية مقارنة باوبريتات الماضي ؟
- ففي السابق كان يوجد مجهود يبذل من أجـــل الابتكار، فقد كانوا يهتـــمون بالتفاصيل ويجلسون لفترة طويلة قبل عمل الأوبريت، أما الآن فالاوبريت ينجز بين ليلة وضحاها، فالجهات المهتمة بهذا الشأن لاتعطي وقتاً كافياً لعمل الأوبريت وتريد من يعمله بسرعة، لاعتقادها بأنه يفهم أكثر من الذي يأخذ وقتاً، أنا شخصياً أنفق وقتاً طويلاً في انجاز الاوبريت، لأنني أريد كتـــابة شيء له مـــعنى ويترك أثراً في وجــدان وضمير المتلقي.