ضواحي / حب تمايل


حب تمايل... كانتعاش الصبح بين الكرزتين
وتكثّف النفس المعطر
غيمة
ثملت بها عيني وهامسني الرضى
حتى تناثر بوحنا
قطعا يلملمها الهوى
وكأنها نسجت حروف العشق
من ورق اليقين
والنبض فينا يعزف المكسور
من ناس الصباح
ألما يبلل هجعة النخل المغني للرياح
يا ومض عرقي
يا هدوء الروح
يا وقت السحر
قد رفرفت أرواحنا بين السنابل
ضحكة
تنمو بها القيثارة الثكلى...
أو ما ترين شعاع قلبي
سابحا في نوره
طيفا تساقط مثل رايات الندى
شقراء...
انت القمح
والحبر المعتق
والأمل
انت الرضى
يروي حقولي الضارعة
أو ما عزفت الرشف في شفتي
أو ما هطلت على سنابل بهجتي
وسطعت في جسدي
وتبهرجت أوتار صدري
عندما لامستِه
بكفوفك النعناع
والنَفَس الحرير
لا... لا تظني النبع تكفيه الشفاه الوارفة
***
سعادة هذه الدنيا قليلة
وتظهر في زواياها دخيلة
سعادة هذه الدنيا غمام
تزيح الريح في عجل مقيله
فما إن تأتنا حتى نراها
مع الضحكات قد هربت عجولة
كأن الحزن لا يرضى بقاها
فينهرها ويطردها ذليلة
وهل كانت مسرتنا مناما
يعجل شخص إيقاظي أفوله
فكم خطرت وكم لمحت بأفقي
وكم زارت لأيام قليلة
وكم حضرت بلحظات تلاشت
ولم أشعر... وما بالكف حيلة
كأن الفرحة الولهى خيال
تناحرها ليالينا الطويلة
فهل يبقى انتظاري لابتهاجي
طويلا والسعادة مستحيلة
***
يا حبُّ... أيْن الرضى والحُب والعَتبُ
وأين مني ليالي الوصلِ تنسَحِبُ
فـهـا انا اليوم أمضي وسط قاحلة
من المشاعر الوجدان مضطربُ
كم كان للقلب أحلام موردة
وقد صحوت وبالأحلام أنتحِبُ
لقد ذَوَت مقلتا عشقي لغائبةٍ
وإنني في مدى الهجران أنْسَكِبُ
سلمى وأي سلام أرتضي هربا
وبعدك اليأس في العينين يلتهب
أصفى من الطفل كنا رقةً وهوىً
والوصل يزهو وفي ألحانه العنبُ
والآن ماعُدتِ ياسلماي عاشقةً
ولم أعد لهواك العذب أرْتَقِبُ