قد تمنح مناصفة لجون كيري وروحاني... وربما لنتنياهو وعباس

«نوبل للسلام»... هل يقتنصها عربي هذا العام؟

تصغير
تكبير
• شخصيات عربية أسهمت في أعمال أفادت الإنسانية... فهل تُمنح «نوبل للسلام»؟

• نصيب المسلمين في جائزة نوبل منذ تأسيسها يعتبر قطرة ماء في بحر المسيحيين واليهود
جائزة «نوبل للسلام» لعام 2015 مازالت لم تسند بعد وتنتظر يوم 9 أكتوبر المقبل لتسليمها لمَن ستعلن عنه لجنة «نوبل». هذه الجائزة التي قدمت أكثر من 115 مرة منذ عام 1900 أسندت فقط لثلاثة عرب فقط نال اثنان منهم الجائزة بسبب توقيع اتفاقيات سلام مع إسرائيل وهما الرئيس المصري الراحل أنور السادات والرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، ومثلت توكل كرمان الاستثناء الوحيد لنيلها الجائزة التي تشاركت فيها مع سيدتين غير عربيتين بفضل نضالهن في الدفاع عن حقوق المرأة وحرية التعبير في دولهن.

«نوبل للسلام» الجائزة الأكثر شهرة وسمعة والأكثر عراقة في التاريخ يستغرب البعض أن نصيب العرب والمسلمين فيها محدود جداً منذ إطلاقها. حيث ثبت عبر موقع جائزة «نوبل» ان عدد الحاصلين في مختلف جوائز نوبل من العرب قليل جداً لا يتجاوز 4 في المئة من نسبة الجوائز فيما كان نصيب الأسد للمسيحيين واليهود خصوصاً المؤسسات والمنظمات والشخصيات الأميركية.

وبرزت أسماء شخصيات ومنظمات حصلت على «نوبل» للسلام فقط لدفاعها عن حقوق اليهود بينما لم تسند أي جائزة لشخصية أو جهة منظمة أو مؤسسة أو دولة تدافع عن حقوق المسلمين. حيث إن المسلمين حول العالم ملايين منهم تنتهك حقوقهم يومياً مثل مسلمي بورما ونيجيريا وفلسطين والشرق الأوسط ودول أخرى.

كما تحصّل رجال دين يهود ومسيحيون على نوبل للسلام ولكن لم يوجد في قائمة الحائزين على «نوبل للسلام» لرجال دين أو دعاة مسلمين مثل أحمد ديدات الذي توافرت فيه مواصفات رجل الدين الداعي للتسامح بين الأديان.

وفيما تسند حسب معايير مؤسسها الفريد نوبل للجهة أو الشخص المساهم في إحلال السلام إلا أنها أغفلت فاعلين عرب يساهمون في السنوات الأخيرة في صنع السلام من رحم الحروب المنتشرة في منطقة الشرق الأوسط والمغرب العربي.

تسند «نوبل للسلام» عادة لجهة أو شخص يدافع عن حقوق الإنسان في العيش بسلام ومن قام بدور فعال في السعي لإحلال السلام في منطقة نزاع أو ناضل من أجل نزع فتيل صراع أو أزمة مسلحة، أو أرسى مبدأ لحل سلمي بدل عمل عسكري أو قام بأعمال إغاثة إنسانية، أو من قام بحماية حقوق الأقليات والطوائف، ووحد بين مكونات مختلفة ضمن مجتمع واحد مسالم، كل هذه الأعمال تكون روح مبادئ جائزة «نوبل للسلام».

وانطلاقا من هذه المبادئ فإن أكثر الشخصيات التي من المرجح أن يتم التركيز عليها هي مَن تساهم في إحلال السلام في الشرق الأوسط التي تعتبر أكثر منطقة صراعات ونزاعات على مستوى العالم، حيث إن المناطق العربية تعاني اليوم ليس كأي وقت مضى من أزمات إنسانية واجتماعية وتعليمية واقتصادية وصراعات عسكرية دينية زاد من شراراتها الارهاب المغذي للتطرف، وفي هذه المنطقة توجد حقوق الانسان على المحك، لذلك فمَن يساهم من منظمات أو شخصيات في إغاثة ضحايا الحروب والفقر والتطرف ومَن سعى إلى الدفع نحم حل سلمي يقي ملايين البشر من القتل فسيكون من الأجدر ترشيحه في القائمة التي تختارها لجنة «نوبل السلام».

الفاعلون العرب في قضية الشرق الأوسط والعاملون على إحلال السلام وتقديم الإغاثة للمتضررين من الحروب قد يكونون شخصيات مرشحة لـ«نوبل للسلام» هذا العام، لكن هذه القراءة الموضوعية لمؤهلات المرشح للجائزة المرتبطة بحل النزاعات والنضال من أجل حقوق الإنسان قد تخالفها نتائج الإعلان عن الجائزة في آخر المطاف، حيث إن الجائزة أسندت في السنوات الأخيرة التي زادت فيها رقعة الصراعات المسلحة الدموية في الشرق الأوسط إلى أناس بعيدين كل البعد عن أي أدوار أسهمت في حل أكبر أزمة إنسانية مستمرة منذ سنوات في سورية والعراق وليبيا والآن في اليمن.

شخصيات ومنظمات عربية عملت طيلة السنوات الأخيرة في الإغاثة والدفاع عن حقوق اللاجئين والأطفال والنساء في العراق كما هناك بعض الشخصيات التي عملت من أجل رأب الصدع في المنطقة وانتهجت سياسة التوافق بدل الخلاف والنزاع وأسهمت في تعزيز الأمن الاجتماعي في دول شرق أوسطية مثل دول الخليج.

وهناك أسماء قادة عرب ارتقت أسماؤهم في المجهود الإنساني لدعم الإنسانية وإغاثة اللاجئين في كامل العالم، إضافة إلى حرصهم على أولوية الحل السلمي لأي صراع فضلاً عن قدرتهم في حل الأزمات الداخلية والإقليمية والدولية سلمياً مرشحون بقوة لنيل جائزة نوبل للسلام.

إلى ذلك برز اسم الأخضر الإبراهيمي مبعوث الأمم المتحدة السابق للسلام في سورية والذي على الرغم من سنه المتقدمة إلا أنه قبل مهمة الوساطة من أجل السلام وأمضى فترة بين أخذ وجذب ورحلات مكوكية بين مختلف الأطراف من أجل الوصول إلى السلام.

كما أن احتمالات إسناد جائزة «نوبل للسلام» هذا العام قد لا تكون لعربي أو منظمة عربية وقد تذهب حسب توجهات أحداث العالم وأولويات مؤسسة «نوبل»، التي تهتم خصوصاً بمن يقوم بدور للتقليص من انتشار أسلحة الدمار الشامل، إلى الفاعلين اليوم في مفاوضات إتمام الاتفاق النووي الإيراني الغربي. حيث إن القائمين على الاتفاق يمكنهم أن يحصلوا مناصفة على جائزة نوبل للسلام مثل وزير الخارجية الأميركي جون كيري والرئيس الإيراني حسن روحاني باستثناء الرئيس الأميركي أوباما الذي كان قد تحصل عليها في 2009.

إلى ذلك فإن «نوبل للسلام» قد تسند لمن يسهم في إمكانية حصول اتفاق بين الحكومة الإسرائيلية وفلسطين والقوى العظمى حول حل الدولتين من أجل إحلال السلام، وقد لا نستغرب يوماً أن ينال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو جائزة نوبل مناصفة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس من أجل التوصل لاتفاق بشأن حل الدولتين.

لكن كيف تسند «نوبل للسلام» ومن يستحقها فعلاً؟ وهل هي أهملت شخصيات أجدر بها من غيرها؟ أسئلة تتواتر كثيراً لدى الملايين من المتابعين لهذه الجائزة القيمة. وستتجه أنظار العالم إلى السويد في شهر أكتوبر المقبل كما يحدث كل عام، حين يتم إعلان أسماء الفائزين بجوائز نوبل في مجالات الفيزياء والكيمياء والطب والأدب والاقتصاد، بالإضافة لجائزة «نوبل للسلام» والتي يعلن عنها بالنرويج في نفس الوقت، ويستقطب الإعلان عن جوائز «نوبل» من كل عام اهتماماً واسعاً نظراً لأهمية الجائزة عالمياً باعتبارها أرقى جائزة يمكن الحصول عليها في هذه المجالات.

ومُنحت أول جوائز نوبل العام 1901 للفيزيائي فيلهلم كونراد رونتجن، الذي اكتشف الأشعة السينية التي تستخدم كل يوم في مراكز الرعاية الصحية حول العالم، وخلال 110 سنوات حتى العام 2011، تم منح 840 جائزة نوبل لعلماء وكتاب وسياسيين واقتصاديٍين وباحثين وغيرهم ممن حققوا إنجازات أو اكتشافات ذات أهمية عظيمة في مجالاتهم.

ويذكر أن قيمة جائزة نوبل تبلغ 10 ملايين كرونة سويدية أو ما يعادل 1.5 مليون دولار، أو 1.1 مليون يورو، بالإضافة إلى ميداليات فخر وشهادات يتسلمها الفائزون من يد ملك السويد في مأدبة ضخمة تقام في ستكهولم يوم «نوبل». أما جائزة «نوبل للسلام» فتُقدم في أوسلو، عاصمة النرويج، في اليوم نفسه.

وتعتبر جائزة نوبل هي الإرث الذي تركه السويدي ألفريد نوبل بعد وفاته عام 1896، وهي تُمنح للذين قدموا أعمالاً عظيمة مفيدة للبشرية خلال السنة السابقة.

وقد أعلن نوبل، حين وقّع وصيته الأخيرة سنة 1895، أن الجزء الأكبر من ممتلكاته يجب تحويله إلى صندوق واستثمار الأموال في الأوراق المالية الآمنة، وأن تكون المؤسسات الأربع في السويد والنرويج التي تمنح الجوائز هي: أكاديمية العلوم السويدية، معهد كارولينسكا في ستوكهولم، الأكاديمية السويدية في ستوكهولم، ولجنة من خمسة أشخاص تُنتخب من قبل البرلمان النرويجي.

وقامت هذه المؤسسات في عام 1900 بإنشاء مؤسسة نوبل، وهي مؤسسة خاصة ترتكز على وصية ألفريد نوبل. وظيفة هذه المؤسسة إدارة ممتلكات ألفريد نوبل الواردة في وصيته، ويبلغ مجموعها 31 مليون كرونة سويدية أو ما يعادل 4.7 مليون دولار، 3.3 مليون يورو.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي