حرف وكلمات / فنون المجادلة

تصغير
تكبير
لاشك ان من يدرك ذَا الإحساس المنطلق الواعي وَذَا النهج الصحيح... ان للمجادلة فنونا ومن فنونها امتلاك أدواتها وهي الحكمة وقوة المنطق والحجة والعدل وأدب الحديث وفئة الناطق والقدرة على الجدال بطريقة واضحة وميسرة لوصولها للمستفيد وبلوغ الهدف المنشود،فبلوغ قمة فنون المجادلة وهي أن تحذر الجدال بطرفي المجادلة وهي مجادلة البليغ والسفيه، فإذا حادثت البليغ رجعت حطاماً لأنك صرعت ممتلك فنون المجادلة ومن جادل السفيه ففيه بلا أي جدال دمار ومشقة وفناء؟!

ففي هذه الحياة ألوان مختلفة من البشر والتعامل معها يجب أن يكون بمقادير، فهناك من يستخدم أسلوب الغرور وهؤلاء الفئة يتبعون هذا الأسلوب لأنهم وصلوا لمرحلة انهم من طبقة مخملية وانهم أصحاب بلاغة ولهم


القدرة على المناورة وإيهام الآخرين انهم على حق، فالاستبدادية هي عنوانهم وعدم الصفح والعواطف مبتورة ولا وجود للشورى والانتهاء في نهاية المطاف إلى آراء استبدادية تأخذ هؤلاء الفئة في النهاية إلى الهاوية ومع متبعي هذا الفكر!

والفئة الأخرى وهي فئة الجاهلين وهم فئة بسطاء الحجة لا يمتلكون أي شيء سوى السير وراء أهوائهم والتذبذب في المشاعر من حال ضحك هستيري إلى حال من الكآبة والضيق والتصرفات غير المحمودة وغير المتوقعة لإنها لا تسير على آلية واحدة، من الممكن الاستبصار من خلالها بحالتهم، فالسلوك غير محمود.

هذه بعض النماذج من فئات البشر التي يصعب التعامل معها وهم من الفئات التي ذكرها رب العالمين وقدمها لبني البشر في كيفية التعامل معها «وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً»63 سورة الفرقان.

فالجدال ليس له أي أثر مع هذه الفئة لان التغيير حتماً يأتي من النفس فالظروف والمواقف والأشخاص ممكن أن تغير من الإنسان بشرط وجود القابلية في ذلك، والدليل على ذلك في كتاب الله تعالى «إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِم» سورة الرعد.

فلا نستغرب من وجود أشخاص في دائرة واحدة واتباعهم لعقلية مهلكة فهي لا تقتصر على أشخاص فقط وقد وضحت الآية الكريمة ان هناك قوما بأسره يعيش على فكر أو عقيدة معينة وان التغيير يجب أن يكون من النفس أولاً

لا يسعنا إلا الدعاء بأن ينير الله بفضائله الواسعة بصيرتنا ويوسع قدرتنا في طاعته ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه.

* كاتبة واختصاصية نفسية
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي