الناس والصيف / معاناة مرضى الكلى... تزداد في فصل الصيف

تصغير
تكبير
| بقلم د. أحمد سامح |

طقس الصيف يؤثر على وظائف الكلى ويحتاج الى اتباع سلوك صحي حتى نحافظ على سلامة الكلى وكفاءة وظائفها، وإذا كان هذا مهما للشخص السليم المعافى فما هي الحال للشخص الذي اصيب بعطب في إحدى كليتيه أوفي الاثنتين معا. ولذلك كان لا بد من الاطلاع على تأثير مناخ الصيف على مريض الكلى الذي يعاني من الالتهابات المزمنة وحصوات المسالك البولية.


الصيف وتوازن الأملاح

العرق الغزير بسبب الحر وارتفاع نسبة الرطوبة في فصل الصيف يؤثران في توازن الماء والاملاح في جسم الانسان السليم وما يتبع ذلك من تأثير ضار على الجسم اذا لم يعوض عن ذلك بتناول كمية مناسبة لما فقد من الماء والاملاح على هيئة سوائل تحتوي على الماء وملح الطعام، هذه الحال في الشخص السليم فما بالك بمريض الكلى الذي اصيبت كليتاه بعطب وأصبحتا لا تستطيعان المحافظة على توازن نسبة الماء والاملاح في الدم.


فقدان الماء والاملاح

ويجب الانتباه الى ان حرارة الجو والرطوبة المرتفعة والتعرق الشديد مدرات البول التي يتناولها كثير من الناس دون استشارة الطبيب وانخفاض نسبة الملح في الطعام لان كثيرين منهم مصابون بارتفاع ضغط الدم.

ومنهم كذلك من يعاني القيء المتكرر وكل هذا يشكل ضررا بالغا بالنسبة لمرضى الكلى في فصل الصيف بسبب اضطراب الأيونات والأملاح في الدم.

فالكلية المصابة بمرض لا تستطيع الحفاظ على نسبة الأملاح ونسبة الماء بصورة طبيعية في الانسان المريض.

ومن هنا يتضح مدى تأثير الطقس وحرارة الجو وزيادة نسبة الرطوبة في فصل الصيف على مرضى الكلى وتدهور حالتهم الصحية.


التهابات الكلى المزمنة تزداد

مرضى التهاب حوض الكلى المزمن من أكثر الأمراض شيوعا ويحدث نتيجة الالتهاب الحاد لحوض الكلى وعدم علاج الحالة من البداية بطريقة جيدة فيتحول الالتهاب الحاد الى التهاب مزمن والذي من مضاعفاته تليف الكلى الذي يؤدي الى فشل الكلى في أداء وظائفها تدريجيا.

وهذا الفشل يجعل الكلى غير قادرة على افراز واخراج الترسبات والاملاح الزائدة والفضلات مثل «البولينا Uraemia» كذلك لا تستطيع الكلى المريضة الحفاظ على نسبة البولينا في حدودها الطبيعية بالاقلال من افراز البول وزيادة تركيزه اذا لزم الامر كما هي الحالات عند الاصابة بالقيء المتكرر والاسهال الشديد وخلافه.

أو زيادة البول وقلة تركيزه في حالات كثرة تناول الماء ويكون تكون كمية لدى المرضى كبيرة وتصل الى اكثر من ثلاثة لترات يوميا ولكنه يحتوي على قليل من الفضلات.

وهم لا يستطيعون الاقلال من كمية البول في حالات القيء كذلك لا تستطيع الكلى المريضة في حالات كثيرة الاحتفاظ بنسبة طبيعية لملح الطعام «كلوريد الصوديوم» في الدم نتيجة كثرة افرازه في البول.


تكون الحصوات في الصيف

كثيرا ما يلاحظ على الأشخاص الذين يعملون في الصحارى او امام ماكينات وافران تبعث حرارة عالية مع كثرة التعرق وقلة شرب الماء لتعويض ما يفقده الجسم ما يؤدي الى قلة افراز البول وزيادة تركيزه.

وهذا يساعد كثيرا على الترسب وتكون حصوات الكلى والحالب وما يتبع ذلك من آثار ضارة على الكلى حيث ان وجود الحصى يساعد على حدوث الالتهابات الحادة لحوض الكلى وما يتبع ذلك من هبوط وظائف الكلى.


أعراض الحصوات ومضاعفاتها

وإذا استمر الالتهاب الكلوي الحاد ولم يعالج بطريقة جيدة اصبح التهابا مزمنا ينتج عنه فشل في وظائف الكلى وتسمم البولينا ومن الجائز ان تتسبب الحصوة في انسداد الحالب وحدوث تضخم في الكلى والتهاب وتوقف عن العمل وحدوث احتباس بولي وتسمم البولينا الحاد.

لذلك ينصح هؤلاء الاكثار من شرب الماء خصوصا في الصيف لكي يساعد على كثرة ادرار البول وعدم حدوث مضاعفات وتجنب المغص الكلوي المتكرر المؤلم ونزول دم مع البول والقيء المتكرر.

ولو حدثت هذه الاعراض فانه يجب استشارة الطبيب الاخصائي وعدم الاستهانة بذلك لان تكون الحصوات في الحالب أو الكلى من الممكن حدوثه كثيرا لدى هؤلاء الأشخاص خاصة في مناخ الصيف الحار الرطب وكثرة التعرق.


استعمال مدرات البول في الصيف

القيء وما يتبعه من فقدان الماء والاملاح وكثرة التعرف في فصل الصيف وعدم تناول الكمية المناسبة من ملح الطعام «كلوريد الصوديوم» كعلاج لارتفاع ضغط الدم والاكثار من الأدوية المدرة للبول من دون داع.

تكون النتيجة قلة كمية الدم التي تصل الى الكليتين وحدوث هبوط حاد في وظائف الكلى.

يتبع ذلك زيادة ملحوظة في نسبة البولينا في الدم «Uraemia» وما يسمى بالتسمم فيحدث القيء المتكرر ويزداد.

وهكذا يدخل المريض في حلقة مفرغة تؤدي، لا قدر الله، في النهاية الى الوفاة ان لم يسعف المريض بالعلاج الحاسم. ولهذا ينصح مرضى التهابات الكلى المزمنة ان يتناولوا كمية ملح الطعام العادية في طعامهم ولا يستعملون مدرات البول الا حسب ارشادات الطبيب المعالج والذي يحدد الجرعة اثناء فصل الصيف وطقسه الحار الرطب وكثرة التعرق.


وظائف الكلى الحيوية

للإنسان الطبيعي كليتان يمنى ويسرى ومكانهما يقع على جانبي العمود الفقري من أعلى البطن.

ويتراوح وزن الكلية ما بين 120 إلى 170 غراماً ويبلغ طولها 11 سم إلى 12 سم. وتتكون الكلية من مجموعة خلايا كلوية «نفرون - Nepheron» وللكلى وظائف عدة بالإضافة إلى الوظيفة الاخراجية والتخلص من السموم ونواتج التفاعلات الكيميائية التي تحدث داخل الجسم. وهناك وظائف حيوية اخرى تأتي بعد هذه الوظيفة الاخراجية الاساسية التي تنقي الدم وتخلصه من المواد الاخراجية الضارة مثل تنظيم كمية السوائل في الجسم وذلك بإزالة السوائل الزائدة من الدم والتخلص منها على هيئة بول. ومن وظائف الكلى الحيوية ايضاً تنظيم كمية الاملاح والافرازات الجسم المختلفة في الدم والتخلص من الزائد منها والمحافظة على ضغط الدم في معدله الطبيعي حيث تعتبر الكلى من أهم نقاط او محطات مراقبة ضغط الدم ولهذا فإن كثيراً من امراض الكلى تسبب ارتفاعاً في ضغط الدم. وكذلك تفرز الكلى هرمون «الارثروبيوتين Erythropiotein» المسؤول عن انتاج كرات  الدم الحمراء التي تحمل  الأوكسجين اكسيد الحياة لجميع انسجة الجسم وخلايا الجسم ولذلك فإن الكثير من امراض الكلى المزمنة تسبب فقر الدم «الأنيميا». والمعروف ايضاً ان الكلى هي المسؤولة عن تنشيط فيتامين «د - D» الذي يعمل على امتصاص الكالسيوم من الامعاء وترسيبه في العظام ولذلك فإن امراض الكلى المزمنة في  الأطفال تصيبهم بمرض الكساح «لين العظام» وفي الكبار تصيبهم بضعف العظام ونخورها والهشاشة التي تصيب الانسان واحياناً الرجال.


أنواع حصوات الكلى والمسالك البولية

الحصوة عبارة عن ترسبات لبعض مكونات البول وتبدأ على شكل حبيبات صغيرة ملتصقة على جدار المسالك البولية في حوض الكلى والحالب والمثانة إلى اماكن تجمع البول.

ويزداد حجـــمها نتـــيجة تراكم مزيد من الترسبات بفعل تركيز البول الناتج عن فقدان الماء والسوائل بفعل التعرق الغزير نتيجة حر ورطوبة الصيف.

وانواع حصوات الكلى عديدة واشكالها مختلفة ولكل نوع من حصوات الكلى اسباب ايضته «استقلالية» مختلفة وهي على النحو التالي:

• من اشكالها نوع يأخذ شكل حوض الكلية يسمى حصوة «قرن الغزال - stag horn stone» واخرى تنزل إلى الحالب وتأخذ شكلا طويلا وتشبه «التمرة».

• انواع الحصوات: حصوة الاوكسلات مع الكالسيوم وهي الاكثر شيوعا في عالمنا العربي.

وحصوة الفوسفات مع الكاليسوم وحصوة اليورات نتيجة ترسب املاح اليورات (الناتجة عن التمثيل الغذائي للبروتينات - البيروين) التي تطرح في البول وهي صغيرة ولا تظهر بالاشعة العادية احيانا.

• اسباب تكون الحصوات البولية يكون بسبب نقص كمية السوائل في الجسم نتيجة التعرق الغزير او بسبب قلة شرب الماء والسوائل وخاصة في ايام الحر والرطوبة وركود البول في المثانة البولية او الكلى وكذلك تعمل التهابات المسالك البولية على تكون الحصوات.

• مضاعفات حصوات الكلى والحالب والمثانة هو نزول دم مع البول والتهاب المسالك البولية وعندما تسد الحصوات الحالب يحدث تضخم في الكلى «حوض الكلى» وقد يؤدي هذا الانسداد إذا استمر واصبح مزمنا إلى تلف وضمور انسجة الكلى رغم تضخم حجمها «Hydro - mepher osis».

وركود البول في المثانة البولية او الحالبين او الكلى يؤدي إلى التهاب المسالك البولية «MTI».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي