كعادتها مسلسلاتنا الخليجية لا طعم ولا لون ولا رائحة، وعندما تنتقد يُقال إنك رجل غير واقعي وغير منطقي.. ابتلينا في الخليج بمجموعة فضلت الدينار على القيمة الاجتماعية.. مجموعة لم تفكر أبداً في المصلحة العامة وإنما في مصالحها الخاصة.. مجموعة لا تحمل قضايا وهموم المجتمع وإنما تحمل حب الشهوات فلا تعزيز للقيم الاجتماعية الجميلة ولا زرع للمبادئ والأخلاق وإنما تعمل على زيادة انتشار كل الأخلاق السلبية بحجة أنه تلفزيون الواقع..
مجتمعاتنا الخليجية هي مجتمعات محافظة وفيها قيم جميلة وعادات حسنة ولا أخفيكم هناك سلوكيات خاطئة وتصرفات غير مسؤولة لكنها قليلة جداً ومن غير المنطقي تعميمها على الغالبية فتصوير مجتمعاتنا على أنها منحلة أخلاقياً وكثرة مشاهد عقوق الوالدين ليس من الإنصاف في شيء، كما أستغرب إجازة هذه النصوص الهابطة ولكن يبدو لي أن فاقد الشيء لا يعطيه..
أين كانت الدراما الخليجية وإلى أين صارت.. كانت لدينا دراما نفاخر فيها لكثرة ما فيها من قيم مجتمعية راقية ومحاربة لكل العادات السلبية، ولست في صدد ذكر الكثير من هذه الأعمال التي ما زالت عالقة في أذهان الكثيرين.. خرج علينا جيل بعضه يعاني من انحلال أخلاقي ويريد رغماً عنا تمرير تجاربه علينا، ومن هذا المنطلق فإني أناشد أولياء الأمور الاهتمام بأبنائهم وما يتابعونه من دراما هابطة وعليكم مناقشتهم بخطأ ما يرون أفضل من منعهم فالأولاد اليوم يجب مناقشتهم وعدم تهميشهم وفرض وجهات نظرنا عليهم لأنهم في النهاية سيبحثون عن هذه الدراما حتى يجدونها فتثبت في أذهانهم بسبب العناد والحرمان.. والله خير حافظا.
إضاءة:
سياسة الحرمان لا تنفع أبداً في ظل العولمة والثورة التكنولوجية، فعلينا توجيه أبنائنا لما فيه خير لهم ولنتبع سياسة المناقشة معهم فأذهانهم اليوم تختلف عما كنا عليه في السابق.
meshal-alfraaj@hotmail.com