بلد صغير محب للسلام حباه الله نعماً كثيرة لا تستحق سوى الشكر والحفاظ عليها، بلد استوعب أكثر من ثلاثة ملايين وافد على اختلاف دياناتهم ومذاهبهم وألوانهم وجنسياتهم، إنه كويتنا الحبيبة التي لا نحتاج فيها الى إنشاء جهاز أو هيئة لتعزيز الوحدة الوطنية لأنها متأصلة فينا منذ الصغر، صحيح أن فئة قليلة تستغلها بشكل سلبي ولكن لمصالحهم الشخصية كالوصول إلى كرسي البرلمان على ظهور بعض المتعاطفين والذين يضحكون عليهم بكل أسف، ولكن الغالبية متكاتفون ومتلاحمون، ولعل مشهد تشييع شهداء مسجد الإمام الصادق وصلاة الجمعة التي تقدمها سمو أمير البلاد حفظه الله، أكبر دليل على أننا متحدون متكاتفون خلف قيادتنا الحكيمة.
ما نحتاجه بكل صراحة هو تصفية النفوس وعدم دفع أبناء البلد الواحد إلى التفرقة والشقاق لأهداف انتخابية لا تفيد سوى أشخاص عدة فقط، فقد حان الوقت لاحتواء الشباب وتغذيتهم بما هو مفيد لهم ولوطنهم وزيادة جرعات الوحدة الوطنية ونزع بعض الأفكار الطائفية والحزبية والقبلية والعنصرية والتي لابد أن تنصهر بشكل كامل تحت راية الدولة ولابد من محاسبة أي مسؤول يسعى للتفرقة من خلال منصبة ويهمش من لا يتوافق معه في الحزب أو القبيلة أو الطائفة أو العائلة وغيرها، ويقرب من يتوافق مع أهدافه، فلابد من تحقيق مبدأ العدالة وتأصيل سيادة الدولة ومصلحتها على كل شيء.
فقبل أيام عدة كانت هناك خطوة جيدة من قبل مجلس الأمة بفصل هيئة الشباب عن هيئة الرياضة وهي خطوة تستحق الإشادة فليس كل شاب رياضياً، ولابد من هيئة تحتويهم وتستغل طاقاتهم سواء الفنية أو الاجتماعية أو العملية والعلمية وغيرها، فالشباب لديهم وقت فراغ كبير لابد أن يكون هناك توجيه لطاقاتهم نحو أعمال تنفعهم وتفيد مجتمعهم، فهذه الخطوة بفصل هيئة الشباب أتمنى أن تنفذ بشكل سريع من قبل الحكومة وأن يتم اختيار شخصية وطنية شابة مشهود لها بالكفاءة لتدير الهئية العامة للشباب.
فهناك طاقات كبيرة مهدرة ووقت فراغ كبير ربما يستغل بأعمال لا تفيد المجتمع فالشباب الذي يعاني من الفراغ يعتبر صيداً سهلاً لمن يحاول أن يزعزع أمن البلد ويستغلهم في الإرهاب والأعمال التي تضر المجتمع كشق الصف وزعزعة الأمن وغير ذلك، فأتمنى أن يتم استيعاب الشباب وطاقاتهم وتفويت الفرصة على من يحاول استغلالهم، وبإذن الله بتكاتفنا وتعاوننا ووحدتنا وبملء فراغ شبابنا بما هو مفيد للمجتمع سنهزم الإرهاب الذي أخطأ العنوان. فالكويت بوحدة شعبها وحكمة أميرها عصية على الإرهاب، حفظ الله الكويت وشعبها وأميرها من كل مكروه.
نقطة وطنية:
كنت أتمنى أن أرى أعضاء مجلس الأمة السابقين والمعارضة ومن كان يدعي بأنه ناشط سياسي وكل مهتم ومتهم بشق صف الكويتيين، كنت أتمنى أن أراهم في صفوف المصلين في صلاة الجمعة الموحدة في المسجد الكبير خلف صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله، ولكن للأسف لم يحضروا وهذا يجعلنا نضع علامات استفهام وتعجب.
mesfir@gmail.com
@mesferalnais