رؤى / الموسيقى تسرقنا...!

تصغير
تكبير
| آلاء الفزيع |

يقال بأن الموسيقى من أكثر الفنون تأثيراً على الجسم والعقل البشري، وتلعب دوراً كبيراً في عملية الاسترخاء العصبي والراحة الذهنية، وبالرجوع إلى التاريخ نرى بأن جميع الحضارات الإنسانية، قد صنعت موسيقاها الخاصة بها وتميزت من خلالها على امتداد الأزمنة، باعتبار أنها أول ينابيع المتعة والبهجة، غير أن إنتاج الموسيقى في عصرنا الحالي أصبح له واقعاً مغايراً وانحصر لأغراض نفعية بحتة، وعليه فإننا كثيراً ما نسمعها في معظم الأمكنة التي نرتادها بالعادة من ( متاجر، مقاهي، مطاعم... الخ ) وقد توقدني الفضول للبحث عن المغزى الأساسي من وراء إقحام هذه الموسيقى، عندها اعترضني حائط سميك وجدت لزاماً الخوض فيه، وتوصلت إلى نتيجة مفادها بأن لهذه الموسيقى تأثيراً عكسيا علينا من الناحية المادية، حيث انها أداة ذات أبعاد ودلالات عميقة تصوب هدفها نحو إمتاع المستهلك، من أجل غرض أساسي متعارف عليه هو زيادة الربحية، بحيث تتسلق هذه الموسيقى إلى جيوبنا عن طريق توليد طاقة هائلة بداخلنا تدفعنا لشراء سلع، قد لا نحتاجها مطلقاً بصرف النظر عن موسمية شرائها، ولها مفعول سحري يعمل على تعديل أمزجة أمخاخنا وتخلق استعداداً ضخماً لاقتناء هذه المعروضات، وبالتالي فهي تعد شكلاً من أشكال الخدع النفسية لتحقيق هذه الغاية آخذين بالاعتبار الشرائح المجتمعية التي من المرجح أن تقصد هذه الأمكنة، واختيار ما يتناسب منها مع أعمارهم وطبقاتهم الاجتماعية وطبيعة المكان والمنتج الذي يعرض فيه.

وفي مجمل الأحوال أرى بأن هؤلاء يسرقون أموالنا، لكن بشرف وما هو مطلوب منا أن نراقب ذواتنا عن كثب بوضع خطة لنفقاتنا في ما يتعلق بالعملية الشرائية، وبموجب هذه الاستراتيجية نستطيع التحكم بهذه الطاقة الصادرة من أجسامنا، والتي تشحذ عقولنا عند سماع الموسيقى.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي