همسات / علاج داء البطالة ... التكويت

تصغير
تكبير
| سهيلة غلوم حسين |

صغائر الاشكاليات لا تقل اهمية عن كبائرها، لأنها تبدأ نقطة غير مرئية الى ان تتحول بفعل ما نشهد فصوله الى كرة ثلج، لا تتأثر بالحرارتين الباردة او الساخنة وعندها تكمن المشكلة بحجمها الطبيعي.

كثيرة مشاكلنا في الدوائر، وتكاد تصبح كرة فعلية في وقت لا نسمع الا وعوداً بحلول مقبلة او هي قيد التخطيط، او على وشك التنفيذ الا ان المواقيت تنصرم والأوضاع تتفاقم والعلل تتضخم، وكأن لا نية لمعالجة اي داء علما ان الدواء الناجع يترجم بكلمتين اثنتين «تكويت الوظائف».

قلة من الناس انتقدوا الفكرة وكأني اطالب بازاحة الوافدين من مناصبهم، وطبعا لا أقصد بذلك انما بات على المسؤولين عن الهيكلية الادارية اعادة النظر بالابداعات الكويتية، والتدقيق في ملفاتهم وانجازاتهم التي تبشر بخير ابنائنا باعتبار ان هذا الجيل يحمل آمالا كبيرة، ويتقن تحمل المسؤوليات بجدارة كونه يدرك انه مسؤول عن حقبة تحتم عليه حمايتها بوعي وتفان، الا ان ذلك يتطلب الفرصة المناسبة والمفقودة فيدخل في الحلقة المفرغة.

الكويت في هذه المرحلة اختلفت عن عقود خلت، ومواطنينا يرتقبون مسيرة نهضة تعيد لهذا البلد اشراقته التي خفتت في مرحلة معينة، ولا شك ان هذه النهضة تستدعي التفاف البناء حول مشروعهم الوطني ومن غير الجائز البدء في المشروع قبل اتمام التكويت وانهاء ملف البطالة، بخاصة لحاملي شهادات عليا تحول حلم نشاطهم الى احباط بفعل ما يواجههم من عراقيل تخفف من وطأة تفكيرهم.

ومن هذا الجانب الذي يفترض ان يلقى اهتماما لدى المعنيين علينا ان نراعي شؤون وشجون شبابنا، ورعاية تطلعاتهم والسماع الى هواجسهم، وحماية مكتسباتهم وانجازاتهم، التي تصنف في قائمة الابداع الواقعي، حيث اثبت الكويتيون في غير مكان مقدرتهم العلمية ونالوا درجات عليا في مختلف المجالات، ولذلك يستوجب الأمر النظرفي تكويت الوظائف واعادة خلط الأوراق، بما لا يتعارض مع الوظائف المعطاة للأخوة الوافدين.

ردا على المقالة السابقة التي تناولت فيها الموضوع ذاته قال لي احد الأشخاص، ان وزارة حساسة حولت بعض الرواتب لأشخاص عدة بارقام خاطئة وعندما راجع المحاسبة قيل له ان فريق عمل جديد وصل من احدى الدول، واستغرب الشخص نفسه عن استقطاب موظفين غير أكفاء، في حين ان جامعاتنا تخرج سنويا دفعات من الطلبة، يوزع اصحاب الحظ منهم على وظائف تقليدية او ليست من ضمن اختصاصهم.

وايضا انا استغرب عملية البرمجة الهيكلية لادارات الدولة التي هي عصب البلد وحركته، فأمثلة الأخطاء لا تحصى بمقالة في غالبية الوزارات والادارات، وهذا الموضوع يحتاج جدية لمعالجة حكيمة وسليمة تدفع بالمسؤولين الى مواءمة الحاجة للوظائف، بحاجة الشباب للوظائف وبذلك تكتمل المعادلة، للبدء بمشروع هيكلة الادارات بموظفين نخبويين ولا مبالغة ان الكويت مليئة بهم لو القى المسؤولون نظرة اليهم، علما انه للأسف بعضهم عاطل عن العمل لأن الأفضلية ليست لليد العاملة الكويتية، فهل يجوز!


 كاتبة كويتية

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي