سعد المعطش / رمح الشمال... / عسى حالنا مثل حال الحرامية

تصغير
تكبير

يقال إن الأمثال تتشابه بين الشعوب، وهذا الأمر يقودنا إلى أن المثل قد قاله شخص واحد في بلد ما وسمعه أحدهم، ومن ثم نقله إلى بلده، وربما حُرف به لغوياً ليكون متماشياً مع لهجة أهالي المكان المنقول إليه، فهناك أمثال لا نعرف مصدرها الأساسي، ولكنها أصبحت أمثالاً كويتية دارجة بحكم التداول اليومي بين الناس. ولكننا في الكويت أصبحنا من أفضل المطورين للحكم والأمثال لتصبح قناعة نعمل بها وسيعمل بها الذين سيأتون من بعدنا، وآخر تلك التطورات تطوير مقولة «لن أغير الآخرين من أجل هدفي، ولكنني على استعداد أن أغير هدفي من أجل الآخرين»، وهذا القول هو قمة التضحية من أجل المجتمع.

ولكن من هم الأشخاص الذين سيغيّرون ويطورون هذه الحكمة ومن أجل ماذا تحديداً؟ فلن نلوم أي فتاة تغيّر الحكمة من أجل إغاظة رجل وتصبح حكمتها «لن أغير حياتي من أجل رجل، ولكنني على استعداد أن أغيّر ألف رجل من أجل حياتي»، ولن نلوم من يغيّر من أجل وضع اجتماعي أو أسري، ولكن عندما يغيّر المتنفذون هذه الحكمة لتصبح المقولة «لن أغير مناقصة المصفاة الرابعة من أجل الشعب، ولكنني على استعداد لتغيير الشعب الكويتي كله من أجل المصفاة الرابعة»، فهنا تكون الكارثة خصوصاً عندما يدعم هذه المناقصة بعض أعضاء مجلس الأمة الذين يبحثون عن الاستفادة المادية من خلال المصفاة الرابعة، وحينها من حق كل ناخب لم يصوت للأعضاء الداعمين لمشروع المصفاة أن يكرر مقولته الشهيرة بحق الشعب الكويتي ويقولها لمن صوّت لنواب الحرمنة «عساكم من هل الحال وأردى»، ولكن هذه المرة بسبب اختيارنا السيئ لمن مثلنا في البرلمان. أدام الله من لم يغيّر قناعته إلى ما يضر الشعب، ولا دام من غيّرها من أجل أرضاء أصحاب المصالح.


سعد المعطش


كاتب كويتي

[email protected]

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي