«الفرصة لم تتح له كما حصل مع غازي كنعان المنتحر بـ 5 رصاصات»

الحريري يفجّر مفاجأة: غزالة اتصل بنا عشية اغتياله وأراد الظهور على «المستقبل»

تصغير
تكبير
لم يطوِ «الموت البطيء» لرئيس شعبة الامن السياسي (المُقال) في سورية اللواء رستم غزالة في إحدى مستشفيات دمشق، بعد نحو شهرين من تعرُّضه لـ «اعتداء غامض» على يد رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية اللواء رفيق شحاده وجماعته، «اللغز» الذي أحاط بوفاة مَن يُعتبر آخر رموز «الصندوق الأسود» السوري في لبنان الذي حكمه «ابو عبدو» (غزالة) بين 2002 و 2005 وكان واحدة من أبرز حلقات «الاشتباه» في جريمة اغتيال الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري (في 14 فبراير 2005).

وبعد الدفن «الوضيع» لغزالة في دمشق، واستمرار علامات الاستفهام والسيناريوات في بيروت حول ما وُصف بانه عملية «تصفية» بحقنة سامة للرجل «الحديدي»، سواء على خلفية جريمة الحريري التي تواصل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان رسم المسرح السياسي لها، او نتيجة ما اشيع عن تململ غزالة من الهيمنة الايرانية المتزايدة في سورية، جاءت المفاجأة «المدوّية» من واشنطن حيث كشف الرئيس السابق للحكومة زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري «ان رستم غزالة اتصل بنا قبل مقتله وأراد ان يظهر على التلفزيون ويعلن عن أمر ما لا نعلم ما هو، وبعد ذلك مباشرة تمّ ضربه»، معلناً «يوم واحد قبل ذلك اتصل غزالة بشخص أعرفه وأعطيناه رقم تلفزيون المستقبل، لقد أراد ان يطلّ عبره وأن يقول شيئاً، لكن الفرصة لم تتح له، كما حصل مع غازي كنعان الذي انتحر بخمس رصاصات».


واضاف الحريري في حوار جرى معه في «ويسلسون سنتر» في واشنطن: «في ما يتعلق باغتيال رستم غزالة هناك شائعات تقول إن هناك انقساماً داخل قوى النظام، منها ما لا يريد استمرار تدخل الحرس الثوري الإيراني في الداخل، والبعض الآخر يدعم ذلك. كما كنا قد رأينا قتل آخرين كجامع جامع وغيره في سورية، وهذا يُعدّ تراجعاً للنظام يمكن رؤيته على الأرض».

وفي معرض تأكيد تفاؤله بنتائج أعمال المحكمة الخاصة بلبنان، شدد على أنّها كمحكمة دولية تعمل بشكل سريع بخلاف ما يعتقد البعض، مشيراً إلى أنه عندما تعلن المحكمة أسماء القتلة سيلقى القبض عليهم عاجلاً أم آجلاً، فهم ليسوا أقوى من ميلوسوفيتش الذي سيق إلى العدالة.

ورداً على سؤال، أبدى قناعته بأنّ الجريمة التي ارتكبها الوزير السابق ميشال سماحة من خلال إدخاله متفجرات من سورية لتفجير الساحة اللبنانية إنما هي «عمل استخباراتي سوري جرى بالتنسيق مع إيران ووكلائها في لبنان لزعزعة الاستقرار فيه»، مشيراً في الوقت عينه إلى أنه على الصعيد السياسي لا يمكن لـ «حزب الله» أو سورية أن يقوما بأي مناورة من دون إذن من إيران. واضاف: «بالنسبة لي لقد سقط النظام السوري، وعندما بدأ حزب الله وإيران تدخلهما بالمعركة بأنفسهما في معركة القصير، عندها بدأنا نرى فعليا نهاية بشار الأسد، ولكن اليوم مَن يقاتل هم فصائل قليلة من جيش الأسد يتم التحكم بهم تماماً من قبل الحرس الثوري الإيراني وحزب الله. السبب الوحيد اليوم لبقاء الأسد في دمشق هو الحرس الثوري الإيراني وحزب الله، ولولا وجود هذين الكيانين لما كان النظام موجودا اليوم».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي