ربما في يوم من الأيام تسعد لأنك قمت بعمل جميل أفدت به نفسك ومجتمعك وأسرتك، ولكن في معظم الأحيان سعادتك لا تدوم لأنك لم تستمر في تقديم هذا العمل وتخاذلت عن الاستمرار فيه، فأنت تكون في غاية السعادة عندما تنتهي من قراءة القرآن الكريم كله من أوله لآخره، ولكنك تعود فيما بعد للاحباط، لأنك لم تداوم على قراءة القرآن الكريم الذي من المفترض أن تستمر على قراءته حتى الممات.
تسعد في شهر رمضان لأنك تداوم على العبادات، وما أن ينتهي الشهر الكريم حتى يتلاشى حماسك وتعود من جديد إلى حالة عدم الصفاء وعدم الرضا. الاستمرار في المثابرة وفي العطاء وإنجاز الأعمال المهمة أمر ضروري يكتسب بالتعود، ولذلك عليك أن تعود نفسك على مثل هذه الأعمال وأن تتبع أسلوباً للحمية لتخفض وزنك، والأهم أن تستمر في المحافظة على رشاقتك لتنعم بحياة سعيدة هانئة.
ليس مهما فقط أن تمارس الرياضة لتحافظ على شبابك وحيويتك، وإنما الأهم أن تستمر لتعيش وأنت في سن متقدمة بصحة وعافية، فالاستمرار في ممارسة الرياضة ينقص من عمرك الحقيقي ما بين 10 اعوام إلى 20 عاماً، وليس مهماً أن تقرأ فقط كتاباً في التاريخ وإنما المهم أن تستمر في القراءة في شتى العلوم لتزداد ثقافة ومعرفة بما يفيدك في جميع نواحي حياتك.
مهم جداً أن تقول لمن تحب سواء الزوج أو الزوجة أو الأقارب أنك تحبهم، ولكن الأهم أن تستمر بين فترة وأخرى في التعبير عن مشاعر الحب لديك تجاههم للتأكيد والتذكير وانعاش العاطفة. ومن كان متابعاً لمسلسل «نور» المدبلج سيتأكد بأن الناس التفت حول هذا المسلسل لأنهم يفتقدون لهذه المشاعر المتجددة، وتعرف كم التقصير الذي نمارسه في الامتناع عن التعبير عن مشاعر وأمور مهمة جداً في حياتنا.
الحب مثل الماء والهواء يحتاجه الإنسان بصفة مستمرة، فحبوا بصدق واخلاص وعدل وعبروا عن هذا الحب في كل فرصة متاحة وممكنة، فالاستمرار في التعبير عن المشاعر يجدد وينشط ويديم العلاقة الحميمة والترابط والتواصل ويزيد الانتماء والشعور بالرضا.
مهم أن تقدم كل جهدك وكل ما لديك في صالح الوطن والأهم أن تستمر في عطائك لهذا الوطن، ولا تنتظر مقابلاً لهذا العطاء لأن المقابل ستجده على المدى البعيد وإن لم تحصده أنت الآن فسيحصده أولادك وأحفادك من بعدك.
الاستمرارية وعدم اليأس في العطاء والإنجاز مهم جدا لنسعد أنفسنا ومن حولنا. نصيحة أقدمها إلى القراء الأعزاء ولنفسي ونذكر بعضنا بها، فلنستمر ولا نيأس لنحيا حياة راضين فيها عن أنفسنا، لأننا لم نقصر وقدمنا دورنا بالشكل المطلوب تجاه أنفسنا، والذين نحبهم ومجتمعنا وبلدنا.
د. حنان المطوع
كاتبة كويتية