دعوات في طرابلس لإحياء ذكرى «تحريرها من الصليبيين»

انقسام لبناني حول المجازر ضد الأرمن

تصغير
تكبير
انشغل لبنان بأزمة طارئة تجلت في اعتراض بعض الاوساط الاسلامية السنية على المظاهر التي تعاطت مع المجازر التي وقعت ضد الارمن قبل مئة عام على انها «ابادة»، وخصوصاً بعدما دعا وزير التربية الياس بو صعب (من حصة العماد ميشال عون) الى قفل المدارس يوم امس في هذه الذكرى.

واتخذت هذه الأزمة شكلاً فتنوياً، اذ في الوقت الذي أقام الارمن اللبنانيون احتفالاً حاشداً في ملعب برج حمود، كانت بعض الجماعات في طرابلس تدعو الى رفع الاعلام التركية والى الاستعداد للاحتفال يوم غد بتحرير المدينة من الصليبيين، وسط ارتباك رسمي مردّه الى التضامن الطبيعي مع ضحايا مجازر الارمن ومراعاة الموقف الرسمي لتركيا.


وفي حين وضع الأرمن في لبنان قرار وزير التربية في سياق الإجراء الطبيعي والمعتمد «لمرة واحدة» في ذكرى قرن على «الإبادة» والذي يفترض ان يكون محل «تضامن وطني»، أخذ المعترضون على وزير التربية ان «وقوع هذه المجازر هو محل خلاف تاريخي بين الأرمن والأتراك، وليس للبنان فيه ناقة ولا جمل، والفترة التي حصل فيها كانت فترة تمزق الدولة العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى وفي خضم الحرب العثمانية الروسية، حيث تعرضت كل مكونات المجتمع وطوائفه من أرمن وترك وكرد وعرب الى مآس ينبغي ان يكون التاريخ حكماً فيها، لا ان تدمر الحاضر والمستقبل»، مستحضرين ما يتعرض له الشعب السوري اليوم من «محرقة» على يد النظام، وعازين رفع العلم التركي الى انه «رمز لمشروع حضاري عظيم، يقوده اناس نزيهون لا يسرقون، بينما الآخرون ممن يرفع اعلام ايران وسورية التي ترمز لمشاريع توسعية دموية».

وفي هذه الأثناء، لفتت مشاركة البطريرك الماروني في إحياء هذه الذكرى من يريفان عشية انتقاله اليوم الى باريس حيث سيلتقي الاثنين الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في اطار الجهد الذي يبذله في ملف الرئاسة اللبنانية والحياد الإيجابي للبنان في نزاعات المنطقة، بالإضافة إلى الوضع المأسوي لمسيحيي الشرق.

وشكّل الفراغ الرئاسي وآفاق الوضع في المنطقة محور اللقاءات التي يواصلها الرئيس سعد الحريري في واشنطن حيث اكد خلال استقباله منسقي تيار «المستقبل» في الولايات الاميركية «اننا نحن نحارب قوى التطرف على اختلافها سواء كان اسمها حزب الله او»القاعدة»، ومشروعنا يقوم على فكرة بناء الدولة ودعم الاعتدال الذي يتعارض مع سياسات الفوضى التي يمارسها الحزب، سواء من خلال اعاقة الحياة السياسية في لبنان او من خلال مشاريع التوسع التي يقوم بها في المنطقة وخصوصا في سورية والعراق واليمن».

واذ لفت الى ان الحوار مع «حزب الله» «نستفيد منه انه يعالج حالة الاحتقان في البلاد ويشكل في مكان ما صمام امان لكل اللبنانيين الذين يخشون من تجدد الحرب الاهلية»، تطرق الى التطورات على الساحة اليمنية فقال: «ان ما تسمعونه من خطابات عالية اللهجة وصراخ ليس الا غباراً ناتجاً عن عملية عاصفة الحزم وما تقوم به المملكة وقوى التحالف سيستمر اذا تابع الحوثيون تحركهم بدعم من ايران ضد الشرعية اليمنية».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي