الحرس الوطني... ركن حصين شامخ وسياج منيع يذود عن حمى الوطن

غلاف الكتاب

غلاف الكتاب




كونا - صدر عن الحرس الوطني كتاب جديد يحمل عنوان «الحرس الوطني الكويتي 1967 - 2007» بمناسبة مرور 40 عاما على تأسيسه كهيئة مستقلة عن القوات المسلحة وهيئات الامن العام.
وقال سمو رئيس الحرس الوطني الشيخ سالم العلي في كلمة له في صدر الكتاب ان «الحرس الوطني شب وليدا في كنف أعلى مدارج السلطة في البلاد، ونما محاطا بعون أجهزة الدولة ومؤسساتها كافة وعلت هامته بسواعد ابناء هذا الوطن وبجهد كل من شارك في وضع لبنة في صرحه الشامخ حتى بلغ أشده، وصار سياجا منيعا يذود عن حمى الوطن».
واضاف سموه ان «فكرة الحرس الوطني نبتت في ذهن سمو الامير الراحل المرحوم الشيخ جابر الاحمد عندما كان وليا لعهد سلفه سمو الامير الراحل المرحوم الشيخ صباح السالم الذي تولى تجسيد الفكرة على أرض الواقع، فأصدر المرسوم بالقانون رقم 2 لسنة 1967 بانشــــــــــــاء الحرس الوطني وعهد اليه بمهمة مساندة القوات المسلحة في الدفاع عن أرض الكويت وصون حريتها واستقلالها ومعاونة هيئات الامن العام في الحفاظ على أمن البلاد وحماية الجبهة الداخلية».
وذكر سمو الشيخ سالم العلي انه «منذ قبول الدفعات الاولى من المتطوعين من ابناء الوطن لم يأل الحرس الوطني جهدا في تدريب قواته وامدادها بأحدث الاسلحة والمعدات، ففي بداية الامر كان التدريب يتم بمعاونة رجال الجيش والشرطة الى ان تخرجت اول دفعة من ضباط وضباط صف الحرس، فحملوا على عاتقهم مسؤوليات التدريب العسكري وقيادة الوحدات والتشكيلات العسكرية».
ولفت سموه الى انه «مع توالي دفعات المتطوعين من الضباط وضباط الصف ظل الحرس الوطني طوال العقود الاربعة التي انقضت مهتما بتنمية موارده البشرية، وحقق في هذا المجال انجازات طيبة، منها انه كان له السبق في القضاء على الأمية بين منتسبيه واتاحة الفرصة لهم لاستكمال دراساتهم».
واشار سمو الشيخ سالم العلي الى ان «الحرس الوطني نفذ برامج طموحة لمحو امية الكمبيوتر وفي تعلم اللغة الانكليزية وقام بايفاد العديد من ابنائه في دورات وبعثات عسكرية وعلمية واكاديمية رفيعة المستوى، فضلا عن تكريم المنجزين من منتسبيه في مختلف المجالات العسكرية والعلمية والرياضية والثقافية».
واضاف سموه ان «الحرس الوطني حظي بمشاركة اثنين من كبار رجالات الكويت في مهام القيادة، ففي الفترة من 1994 الى 2004 شغل سمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد منصب نائب رئيس الحرس الوطني، ثم تلاه في المنصب نفسه الشيخ مشعل الاحمد فكانا خير عون».
من جهته، اشار نائب رئيس الحرس الوطني الشيخ مشعل الاحمد في كلمة له في الكتاب الى ان «الحرس الوطني واكب في نشأته وتطوره مسيرة الكويت الناهضة في شتى المجالات والتي امتدت الى كل ركن من أركان الدولة».
وافاد ان «مسؤولية ادارة دفة الحرس الوطني ومتابعة مسيرته عهدت الى سمو الشيخ سالم العــــــــلي لثقة القيادة في ثاقب فكره وصدق عطائه، فأعطى سموه الحرس الوطني من عصارة شبابه وخلاصة تجاربه حتى اصبح بعد مضي 40 عاما على انشائه مؤسسة عسكرية حضارية على درجة عاليـة من الكفاءة القتالية والقدرة على تنفيذ المهام الوطنية متعاونا مع بقية عناصر القوات المسلحة في وزارتي الداخــــــلية والدفاع».
واشار الشيخ مشعل الاحمد الى ان «مسيرة الحرس الوطني تجسدت في الوقت نفسه عطاء صادقا وتضحيات كثيرة وعرق أجيال متعاقبة من خيرة ابنائها الاوفياء الذين توافدوا على المسيرة في مختلف مراحلها ليضعوا بصماتهم في شتى مجالاتها وهدفهم الاسمى وغايتهم النبيلة أمن الكويت واستقرارها والرخاء والازدهار لشعبها»
واستذكر نائب رئيس الحرس الوطني «تضحيات ابناء الحرس الوطني الذين قدموا أرواحهم مع قافلة الشهداء من ابناء الكويت في كل موقع دفاعا عنــــــــــــــــها وصونا لحريتها واستقلالها، وستظل ذكراهم في ذاكرة الكويت رمزا للتضحية في أجل معانيها».
وأكد ان «الحرس الوطني يقف اليوم ركنا حصينا شامخا يؤدي دوره بكل ثقة واقتدار في منظومة الامن والدفاع عن دولة الكويت، فلنستلهم من هذا الجهد المخلص والعطاء ما يعيننا على مواصلة المسيرة لصنع تاريخ مجيد للوطن الغالي تحت ظل القيادة الحكيمة والرشيدة لصاحب السمو امير البلاد القائد الاعلى للقوات المسلحة وسمو ولي عهده الامين».
ومن جهته، اوضح المقدم متقاعد سامي احمد الرشود في مقدمه كتابه الذي ألفه ان «الحرس الوطني لم يكن وقتها بدعة جديدة، بل كان قد بدأ مع بدء تهديدات الرئيس العراقي انذاك عبدالكريم قاسم ومطالبته بضم الكويت في عام 1961 ما دفع بجمع غفير من المواطنين للتطوع لحمل السلاح والتدرب على استخدامه في القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة».
واضاف الرشود ان «اولئك المتطوعين يعرفون حينها بالحرس الوطني»، مبينا انه «مع تزايد عدد المتطوعين كان لابد للحرس الوطني من ان ينبع من قبل القوات المسلحة كهيئة مستقلة لتتم مهمة تدريب تلك الجموع من المتطوعين لحماية وتأمين البلاد».
وقام المؤلف بتقسيم العقود الاربعة من تاريخ الحرس الوطني في أربعة ابواب رئيسية الاول «المرحلة الاساسية» منها تتناول الظروف التي أحاطت بالتأسيس والحاجة الى الحرس الوطني ابتداء من عام 1967 الى ما قبل حادثة الصامتة عام 1973.
وتناول المؤلف في الباب الثاني «مرحلة استكمال البناء» تهديدات الامن الداخلي والخارجي للكويت ابتداء من حادثة الصامتة عام 1973 الى ماقبل الغزو العراقي عام 1990. وفي الباب الثالث تناول «مرحلة الدمار واعادة الاعمار» وما صاحب ذلك من اعادة التنظيم ومحو آثار الغزو العراقي على الكويت ابتداء من عام 1990 الى عام 1994. في حين ابرز المؤلف في الباب الرابع «المرحلة الحديثة» عملية التحديث والتطوير لجهاز الحرس الوطني منذ عام 1994 بدءا من اصدار مرسوم تعيين سمو الشيخ نواف الاحمد نائبا لرئيس الحرس الوطني وانتهاء بما وصل اليه اليوم الحرس الوطني اليوم من حداثة وتطور.