عسيري يحذّر من «عواقب» إنِ استمر «حزب الله» بتجاوز الخطوط الحمر

لبنان في «عيْن عاصفة» التصعيد الكلامي

تصغير
تكبير
في وقت بدأت جولات التصعيد الكلامي بين «حزب الله» و«تيار المستقبل» تؤثر سلباً على مجمل الوضع اللبناني الداخلي، وإن استمرّ الفريقان في الحوار القائم بينهما، تتجه الأنظار اليوم الى الخطاب الذي يلقيه الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله في مهرجان ينظّمه حزبه في الضاحية الجنوبية دعماً للحوثيين في اليمن.

وتسود توقّعات بأن نصرالله سيصعّد هجماته الكلامية على المملكة العربية السعودية بما يرسم سقفاً جديداً تصعيدياً لا يبدو ان الحزب في طور التراجع عنه في هذه المرحلة، رغم كل ما يمكن ان تتركه حملاته ضد السعودية من تداعيات.


والواقع ان خصوم الحزب في قوى «14 آذار» خصوصاً، بدؤوا بالتعامل مع مرحلة التصعيد الذي يتولاه الحزب ضد السعودية و«تيار المستقبل» من منطلق اعتبار ان ايران تخوض حربها بالوكالة عبر أمر عمليات للحزب في لبنان، وان هذا الامر ينطوي على أبعاد إستراتيجية لا يزال تظهيرها في بداية الطريق.

وتعتبر اوساط بارزة في هذه القوى عبر «الراي» ان «الاحتدام الواسع الذي أشعله الحزب اخيراً إنما بدأ يعكس حجماً كبيراً من الحرَج الايراني عقب الصدمة التي مُنيت بها ايران سواء من جراء العملية العسكرية السعودية في اليمن او من حيث الضربة المعنوية التي تعرضت لها بفعل قرار مجلس الامن الدولي الاخير حول اليمن».

وتبعاً لذلك، تشير الاوساط نفسها الى ان «هذا التصعيد لن يتمكّن من حجب الإرباك الواسع لدى القيادة الايرانية الذي يتولى نصرالله ترجمته، متوقّعة انه ستكون هناك على الأرجح تبعات كبيرة لانجراف الحزب في التهجّمات على السعودية وان هذه التبعات ستضع الحزب وجهاً لوجه امام حلفائه وخصومه لان تداعيات الحملات على السعودية بدأت تنذر بأكلاف فادحة».

ولفتت الاوساط في هذا السياق، الى ان «حديثاً صحافياً نُشر في بيروت للسفير السعودي علي عواض عسيري تضمن رسائل تحذير صارمة يفترض ان تؤخذ بكل جدية ومن ابرزها الاشارة الواضحة الى ان استمرار الحزب في تجاوز الخطوط الحمر وتعريض لبنان ومصالحه ومصالح أبنائه العاملين في الدول الخليجية والعربية للخطر لن يمر من دون أثمان، اذ قال ان قيادة المملكة: لا تتخذ مواقف كيدية أو انفعالية ولا معلومات حتى الآن عن اتخاذ اي قرار ضد الاشقاء اللبنانيين في المملكة، لكن ذلك لا يعني انه في حال دفع الامور نحو الاستمرار بتجاوز الخطوط الحمر قد يمر من دون عواقب».

وأشارت الأوساط نفسها الى ان «الأمر لن يقف عند هذه الناحية فقط، بل يفترض ان تُفتح صفحة جديدة من الحسابات لدى حلفاء طهران في لبنان، ولا سيما منهم (التيار الوطني الحر) بقيادة العماد ميشال عون، الذي يغامر بقوة اذا عاند وفتح معركة في مجلس الوزراء راهناً، تحت عنوان (رفض التمديد للقيادات الامنيين والعسكريين)». وشددت على ان «هذه المعركة خاسرة سلفاً لان ثمة دعماً خارجياً أميركياً وسعودياً وفرنسياً لبقاء العماد جان قهوجي على رأس قيادة الجيش اللبناني في هذه الظروف كما ان تقاطُعاً ولو ضعيفاً قام بين فريقيْ (المستقبل) و(حزب الله) على التمديد لهذه القيادات».

ولكن الأوساط البارزة في «14 آذار» لا تسقط احتمال ان يكون هناك تنسيق أدوار بين «الوطني الحر» و«حزب الله» ستظهر معالمه في الفترة القريبة المقبلة توصلاً الى إجراء ما سيُرضي عون موقتاً في مقابل إقلاعه عن محاولة هزّ الحكومة.

وفي موازاة ذلك، وقبل 10 ايام من توجّهه الى باريس للقاء الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في اطار جهوده الرامية الى وضع حدّ للفراغ الرئاسي المستمر منذ 25 مايو الماضي، استضاف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي سفراء الدول الخمس الكبرى في بكركي اضافة الى السفير البابوي كابريال كاتشا والمنسّقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ وسفيرة الاتحاد الأوروبي أنجلينا إيخهورست، حيث جرى بحث الواقع اللبناني انطلاقاً من الوقائع المقلقة في المنطقة قبل ان يتركّز النقاش على الانتخابات الرئاسية.

وفي بداية الاجتماع، توجّه الراعي الى السفراء طالباً «دعم المجتمع الدولي والمساعدة بتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية ودعم الحوارات القائمة بين الفرقاء اللبنانيين»، معتبراً ان «انتخاب الرئيس يأتي في اولوية الاهتمامات لانه يشكّل مفتاح الحل للازمات القائمة على مختلف الاصعدة».

واشارت كاغ في البيان الذي تلته باسم المجتمعين الى ان «11 شهراً من الجمود في انتخاب رئيس للجمهورية يقوّض قدرة لبنان على مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها ويضر بالسير العادي لعمل المؤسسات اللبنانية»، لافتة الى ان السفراء يوجّهون «رسالة قوية للقادة اللبنانيين لحضّهم على الالتزام بالدستور اللبناني واتفاق الطائف والميثاق الوطني، وبدعوة جميع الأطراف إلى التصرف بمسؤولية ووضع استقرار لبنان ومصلحته الوطنية قبل السياسة الحزبية، وإلى إبداء المرونة اللازمة والتعاطي مع المسألة بشكل عاجل، من أجل تطبيق الآليات التي وفّرها الدستور في ما يتعلق بالانتخابات»، مضيفة: «في هذا السياق على أعضاء مجلس النواب الحفاظ على تقاليد لبنان الديموقراطية العريقة والانعقاد من أجل انتخاب رئيس للجمهورية من دون المزيد من التأخير، كما ندعو جميع الأطراف في لبنان إلى تمكين الحكومة ومجلس النواب من العمل بفاعلية».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي