العرضان جاءا ضمن فعاليات اليوم الثاني من مهرجان «المونودراما»
«الموسيقار شبيثي»... النغمة المفقودة في زمن النشاز

جاسم النبهان على المسرح (تصوير سعد هنداوي)

مشهد من المسرحية






بحثاً عن النغمة المفقودة في زمن النشاز، انطلق «الموسيقار شبيثي» على خشبة مسرح الدسمة مساء أول من أمس.
المسرحية التي شكّلت ثاني العروض المشاركة في الدورة الثانية من مهرجان الكويت للمونودراما، قدمتها فرقة «رابطة هيئة التدريب بالكليات التطبيقية» التابعة لـ «الهيئة العامة للتعليم التطبيقي». وهي أتت بمثابة صرخة أطلقها مؤلف العمل عبدالله الفريج، ووجّه صداها المخرج عبدالله الرويشد، وتلقفها الفنان جاسم النبهان فترجمها تمثيلاً على المسرح، مناشداً كل من يحب الموسيقى أن يبحث عن النغمة المفقودة، في وسط النشاز.
الموسيقار شبيثي رجل تجاوز الستين من العمر، يبحث عن تلك النغمة، وبسبب بحثه عنها يتحرك حنينه وتبعث ذكرياته في عالم الموسيقى وفي عالمه الخاص، بدءاً من ولع والده بروح الموسيقى والإيقاع، مروراً إلى العوالم الداخلية للموسيقى. وبالرغم من هذه السنوات والذكريات والألحان، ما زالت النغمة التي يبحث عنها مفقودة تائهة بين عالم النشاز، ولذلك قرر هجر النوم ومواصلة البحث عنها في ذاته وفي كل العالم.
على صعيد الأداء التمثيلي، فقد كان النبهان متعايشاً مع القصة، فقدم أداء أقرب إلى الواقع، وهو ما دفع الحضور للاندماج مع القصة، بالرغم من عتمة المكان الذي وضعه فيه المخرج، وهو الأمر الذي أضعف العرض.
وباستثناء تلك النقطة، فقد اختار المخرج أن يصنع لنفسه فضاء مسرحياً عبر اختيار بقعة محدودة المساحة من خشبة المسرح، وحدد أبعادها عن طريق قطع الديكور والشموع، وهو ما خدم فكرة العرض المسرحي، كما أن اختياره للموسيقى كان موفقاً وساهم في إيصال الفكرة الأساسية للعمل. وعلى صعيد النص، فكان أشبه بالمونولوج الداخلي بين الإنسان ونفسه، بعيداً عن روح المونودراما، وربما هي سقطة وقع بها المؤلف كونها تجربته الأولى، بالرغم من جمالية الفكرة المطروحة وأهميتها.
ندوة تطبيقية
فور انتهاء العرض، أقيمت ندور تطبيقية للمسرحية أدارها الفنان عبدالعزيز الحداد، وحضرها بطل المسرحية النبهان والكاتب الفريح والمخرج الرويشد.
كانت أولى المداخلات مع الفنان المصري أحمد نبيل الذي قال «مع الأسف خرجت من العرض من دون أن أعرف الموضوع، وأتمنى في الأعمال المقبلة أن تكون هناك مواضيع، كما أنه يجب أن تبقى لنا قاعدة وأن نركز على كلمة عربي وليس المحلي».
بعدها تحدث الدكتور عبدالكريم خنجر فقال: «المخرج تلاعب بالمنظومات المسرحية، ونكاد أن نرى عرضاً متكاملاً، إلا أن عنصر الإضاءة كان غير موفق، فالممثل يعتبر من أهم عناصره، ووسائل إيصال لغته تكون عبر الجسد والوجه، وهو ما غاب عن العرض. وهنا أطرح سؤالاً، لماذا نميل نحن العرب بشكل عام إلى الظلمة في عروضنا؟... نعم، هناك نقاط قوة في العرض، فالمخرج استفاد من علامة الموسيقى وكانت فكرة رائعة، كما أن قصر مدة العرض خدم المخرج والممثل...».
وختم المداخلات الفنان خالد الخميس: «صحيح أن رسالة العرض المسرحي قد وصلتني، لكن لم أفهم سبب تعدد النهايات».
بعدها تحدث المؤلف عبدالله الفريح عن النص لافتاً إلى أنها تجربته الأولى في كتابة المونودراما، ومشيراً إلى أنه أيقن بعد تلك التجربة أن المونودراما ليست سهلة وهي أعمق بكثير مما كان يعتقده.
أما المخرج عبدالله الرويشد، فقال «تعمدت أن يكون هناك تعتيم وظلمة التي من وجهة نظري أرى أنها تعبر عن حال الفنان العربي، واكتفيت بالشموع ورسالة النص كانت واضحة».
وفي الختام تحدث الفنان القدير جاسم النبهان قائلاً «بعدما فقدنا مهرجاني بغداد ودمشق، لم نعد نلتقي كما في السابق البعيد بالرغم من عدم وجود وسائل التواصل المتاحة اليوم. فالمسرح كان يجمعنا من المشرق والمغرب، وهو ما كان يعبر عن وحدتنا العربية، وهذا النص تفاعلت معه لأنه أعجبني كفكر ومضمون، خصوصاً أن الفنون في هذا الوقت أصبحت مخترقة، ولا بد من إعادتها إلى مكانها الصحيح، وهذا هو هاجسي».
عندما تتأزّم الأفكار تكون النتيجة... «بارانويا»
بثلاث دقات على الخشبة، وصوت قادم من شخصية متسلطة تردد «هذا المكان ليس للراحة، إنه مكان للعمل»، خطفت جمعية الثقافة والفنون بالدمام، متمثلة بـ «استديو الممثل» التابعة للجنة المسرح، انتباه جمهور مسرح الدسمة لمونودراما «بارانويا»، تأليف عباس الحايك وإخراج ياسر الحسن، ومن بطولة حسن العلي، التي تم عرضها في إطار مهرجان الكويت الثاني للمونودراما.
بطل العرض، وهو موظف مغلوب على أمره، لا يقوى على عمل شيء في التصدي لمديره، صاحب الصوت الذي استهل العرض، انتبه أيضاً ليبدأ في التحدث مع نفسه ممسكاً بعصا المكنسة في حوار أحادي، متسائلاً: «لماذا لا تخرج الكلمات بسهولة حينما أنظر إليه»، ملقياً اللوم على الظروف التي منعته من استكمال دراسته الجامعية، فعمل لدى ذلك المدير، فلو كان طبيباً نفسانياً لخرجت الكلمات بسهولة وأصبح قادراً على المواجهة. ثم تتوالى الاحداث تتناول مونودراما «بارانويا» (ثيمة) التسلط، وهو ما يتجسد في تسلط الزوج على زوجته وأبنائه، أو تسلط المعلم على الطالب، أو تسلط الأخ على أخيه، أو الصديق على صديقه، أو المدير في العمل على الموظفين، أو الحاكم على شعبه. وبدا لافتاً في العرض المجهود التمثيلي الذي بذله الممثل حسن العلي، الذي يمتلك خامة تبشر خيراً، لكن بالرغم من هذا فهو بحاجة إلى تدريبات مكثفة على الانتقال من حالة نفسية إلى أخرى، ومن شخصية إلى أخرى، والتلوين في الأداء والإلقاء.
أما الأمر اللافت الآخر، فكان غياب عنصر الموسيقى عن العرض، وهو ما جعل الملل يغزو الأجواء، خصوصاً أن الحركة كانت محصورة في بقعة واحدة.
وأعقب العرض ندوة تطبيقية في قاعة الندوات بمسرح الدسمة، أدارها نايف البقمي، وشارك فيها المؤلف الحايك والمخرج الحسن والممثل العلي، وبدأت بمداخلة من الفنان التشكيلي عدنان الصالح، الذي أشاد بالممثل حسين العلي وتحركاته الواعية على خشبة المسرح، متمنياً لو اختزلت الفكرة وكٌثِّفت المشاهد لتلافي الملل.
أما مدير المهرجان الفنان جمال اللهو فقال: «قليلاً ما أتحدث في ندوة تطبيقية وأفضّل الانصات، لكنني وجدت لزاماً عليّ الحديث اليوم، وأتوجه بالشكر إلى فرقة جمعية الثقافة والفنون بالدمام على العرض المتميز، ومشاركتها الثرية بمسرحية ناضجة مكتملة الجوانب، وإثبات أن لديهم القدرة والعزيمة والاصرار على تجاوز أي صعاب».
ومن جانبه، طرح المخرج عبد الله الرويشد مجموعة من التساؤلات قائلاً: «لكل عرض إيجابيات وسلبيات»، متسائلاً عن كيفية نسج الكاتب شبكة العلاقات من خلال المزج بين ثلاث شخصيات، وكيفية استغلال الفضاء المسرحي واعتماد المخرج على قطعة اكسسوار واحدة«.
بدوره، تحدث الناقد عبد المحسن الشمري، معرباً عن سعادته بما شهده من مجهود سعودي مميز على المسرح، وكون العمل لعب على الجانب النفسي، الذي هو من أصعب التيمات في المسرح، ومشيدا بأداء الممثل العلي. وعقب انتهاء المداخلات، كشف الكاتب الحايك عن أنه كتب المسرحية العام 2008 وتم تنفيذها العام 2014، والنص حمل جزءاً من علاقته الشخصية مع مديره، التي يشوبها الالتباس، وهذا موجود لدى قطاع كبير من الناس، ومشيراً إلى أن وجهة نظر المدير ومبرراته تدفعه في بعض الأوقات إلى التعامل بهذا الأسلوب مع الموظفين. وقال:»لا شك أنني لست الشخص المعقد الذي شاهدتموه على المسرح، ولكنني اخترت فكرة العلاقة بين المدير والموظف التي مررت بها شخصياً، لتكون مدخلاً إلى هذا العمل«.
بدوره، قال المخرج ياسر الحسن:»أشكر لكم جميعاً ملاحظاتكم على العرض، وأريد التوقف عند التحدي الذي خاضه الممثل العلي، الذي تولى التدريب على الدور منذ عشرة أيام فقط، وأعتقد أنه نجح في هذا الاختبار الصعب، خصوصاً أنه وقع تحت ضغط المقارنة مع من سبقه في أداء الشخصية«. وعن غياب عنصر الموسيقى، قال:»رغبت في استغلال صوت الممثل والايقاع الداخلي والخارجي»، معتبراً الموسيقى كمؤثر خارجي مساعد للممثل، كما أنه تخلى عن الكثير من الاكسسوارات، معتمداً على العصا فقط لتوظيفها في مواضع عدة. أما في ما يخص الإضاءة، فرأى أنها كانت معبرة عن حالة الحزن الحتمية التي عاشتها الشخصية. أما الممثل حسن العلي، فعبّر عن سعادته بخوض التجربة تحت مظلة مهرجان المونودراما، واعداً بالأخذ بجميع الملاحظات بعين الاعتبار.
المسرحية التي شكّلت ثاني العروض المشاركة في الدورة الثانية من مهرجان الكويت للمونودراما، قدمتها فرقة «رابطة هيئة التدريب بالكليات التطبيقية» التابعة لـ «الهيئة العامة للتعليم التطبيقي». وهي أتت بمثابة صرخة أطلقها مؤلف العمل عبدالله الفريج، ووجّه صداها المخرج عبدالله الرويشد، وتلقفها الفنان جاسم النبهان فترجمها تمثيلاً على المسرح، مناشداً كل من يحب الموسيقى أن يبحث عن النغمة المفقودة، في وسط النشاز.
الموسيقار شبيثي رجل تجاوز الستين من العمر، يبحث عن تلك النغمة، وبسبب بحثه عنها يتحرك حنينه وتبعث ذكرياته في عالم الموسيقى وفي عالمه الخاص، بدءاً من ولع والده بروح الموسيقى والإيقاع، مروراً إلى العوالم الداخلية للموسيقى. وبالرغم من هذه السنوات والذكريات والألحان، ما زالت النغمة التي يبحث عنها مفقودة تائهة بين عالم النشاز، ولذلك قرر هجر النوم ومواصلة البحث عنها في ذاته وفي كل العالم.
على صعيد الأداء التمثيلي، فقد كان النبهان متعايشاً مع القصة، فقدم أداء أقرب إلى الواقع، وهو ما دفع الحضور للاندماج مع القصة، بالرغم من عتمة المكان الذي وضعه فيه المخرج، وهو الأمر الذي أضعف العرض.
وباستثناء تلك النقطة، فقد اختار المخرج أن يصنع لنفسه فضاء مسرحياً عبر اختيار بقعة محدودة المساحة من خشبة المسرح، وحدد أبعادها عن طريق قطع الديكور والشموع، وهو ما خدم فكرة العرض المسرحي، كما أن اختياره للموسيقى كان موفقاً وساهم في إيصال الفكرة الأساسية للعمل. وعلى صعيد النص، فكان أشبه بالمونولوج الداخلي بين الإنسان ونفسه، بعيداً عن روح المونودراما، وربما هي سقطة وقع بها المؤلف كونها تجربته الأولى، بالرغم من جمالية الفكرة المطروحة وأهميتها.
ندوة تطبيقية
فور انتهاء العرض، أقيمت ندور تطبيقية للمسرحية أدارها الفنان عبدالعزيز الحداد، وحضرها بطل المسرحية النبهان والكاتب الفريح والمخرج الرويشد.
كانت أولى المداخلات مع الفنان المصري أحمد نبيل الذي قال «مع الأسف خرجت من العرض من دون أن أعرف الموضوع، وأتمنى في الأعمال المقبلة أن تكون هناك مواضيع، كما أنه يجب أن تبقى لنا قاعدة وأن نركز على كلمة عربي وليس المحلي».
بعدها تحدث الدكتور عبدالكريم خنجر فقال: «المخرج تلاعب بالمنظومات المسرحية، ونكاد أن نرى عرضاً متكاملاً، إلا أن عنصر الإضاءة كان غير موفق، فالممثل يعتبر من أهم عناصره، ووسائل إيصال لغته تكون عبر الجسد والوجه، وهو ما غاب عن العرض. وهنا أطرح سؤالاً، لماذا نميل نحن العرب بشكل عام إلى الظلمة في عروضنا؟... نعم، هناك نقاط قوة في العرض، فالمخرج استفاد من علامة الموسيقى وكانت فكرة رائعة، كما أن قصر مدة العرض خدم المخرج والممثل...».
وختم المداخلات الفنان خالد الخميس: «صحيح أن رسالة العرض المسرحي قد وصلتني، لكن لم أفهم سبب تعدد النهايات».
بعدها تحدث المؤلف عبدالله الفريح عن النص لافتاً إلى أنها تجربته الأولى في كتابة المونودراما، ومشيراً إلى أنه أيقن بعد تلك التجربة أن المونودراما ليست سهلة وهي أعمق بكثير مما كان يعتقده.
أما المخرج عبدالله الرويشد، فقال «تعمدت أن يكون هناك تعتيم وظلمة التي من وجهة نظري أرى أنها تعبر عن حال الفنان العربي، واكتفيت بالشموع ورسالة النص كانت واضحة».
وفي الختام تحدث الفنان القدير جاسم النبهان قائلاً «بعدما فقدنا مهرجاني بغداد ودمشق، لم نعد نلتقي كما في السابق البعيد بالرغم من عدم وجود وسائل التواصل المتاحة اليوم. فالمسرح كان يجمعنا من المشرق والمغرب، وهو ما كان يعبر عن وحدتنا العربية، وهذا النص تفاعلت معه لأنه أعجبني كفكر ومضمون، خصوصاً أن الفنون في هذا الوقت أصبحت مخترقة، ولا بد من إعادتها إلى مكانها الصحيح، وهذا هو هاجسي».
عندما تتأزّم الأفكار تكون النتيجة... «بارانويا»
بثلاث دقات على الخشبة، وصوت قادم من شخصية متسلطة تردد «هذا المكان ليس للراحة، إنه مكان للعمل»، خطفت جمعية الثقافة والفنون بالدمام، متمثلة بـ «استديو الممثل» التابعة للجنة المسرح، انتباه جمهور مسرح الدسمة لمونودراما «بارانويا»، تأليف عباس الحايك وإخراج ياسر الحسن، ومن بطولة حسن العلي، التي تم عرضها في إطار مهرجان الكويت الثاني للمونودراما.
بطل العرض، وهو موظف مغلوب على أمره، لا يقوى على عمل شيء في التصدي لمديره، صاحب الصوت الذي استهل العرض، انتبه أيضاً ليبدأ في التحدث مع نفسه ممسكاً بعصا المكنسة في حوار أحادي، متسائلاً: «لماذا لا تخرج الكلمات بسهولة حينما أنظر إليه»، ملقياً اللوم على الظروف التي منعته من استكمال دراسته الجامعية، فعمل لدى ذلك المدير، فلو كان طبيباً نفسانياً لخرجت الكلمات بسهولة وأصبح قادراً على المواجهة. ثم تتوالى الاحداث تتناول مونودراما «بارانويا» (ثيمة) التسلط، وهو ما يتجسد في تسلط الزوج على زوجته وأبنائه، أو تسلط المعلم على الطالب، أو تسلط الأخ على أخيه، أو الصديق على صديقه، أو المدير في العمل على الموظفين، أو الحاكم على شعبه. وبدا لافتاً في العرض المجهود التمثيلي الذي بذله الممثل حسن العلي، الذي يمتلك خامة تبشر خيراً، لكن بالرغم من هذا فهو بحاجة إلى تدريبات مكثفة على الانتقال من حالة نفسية إلى أخرى، ومن شخصية إلى أخرى، والتلوين في الأداء والإلقاء.
أما الأمر اللافت الآخر، فكان غياب عنصر الموسيقى عن العرض، وهو ما جعل الملل يغزو الأجواء، خصوصاً أن الحركة كانت محصورة في بقعة واحدة.
وأعقب العرض ندوة تطبيقية في قاعة الندوات بمسرح الدسمة، أدارها نايف البقمي، وشارك فيها المؤلف الحايك والمخرج الحسن والممثل العلي، وبدأت بمداخلة من الفنان التشكيلي عدنان الصالح، الذي أشاد بالممثل حسين العلي وتحركاته الواعية على خشبة المسرح، متمنياً لو اختزلت الفكرة وكٌثِّفت المشاهد لتلافي الملل.
أما مدير المهرجان الفنان جمال اللهو فقال: «قليلاً ما أتحدث في ندوة تطبيقية وأفضّل الانصات، لكنني وجدت لزاماً عليّ الحديث اليوم، وأتوجه بالشكر إلى فرقة جمعية الثقافة والفنون بالدمام على العرض المتميز، ومشاركتها الثرية بمسرحية ناضجة مكتملة الجوانب، وإثبات أن لديهم القدرة والعزيمة والاصرار على تجاوز أي صعاب».
ومن جانبه، طرح المخرج عبد الله الرويشد مجموعة من التساؤلات قائلاً: «لكل عرض إيجابيات وسلبيات»، متسائلاً عن كيفية نسج الكاتب شبكة العلاقات من خلال المزج بين ثلاث شخصيات، وكيفية استغلال الفضاء المسرحي واعتماد المخرج على قطعة اكسسوار واحدة«.
بدوره، تحدث الناقد عبد المحسن الشمري، معرباً عن سعادته بما شهده من مجهود سعودي مميز على المسرح، وكون العمل لعب على الجانب النفسي، الذي هو من أصعب التيمات في المسرح، ومشيدا بأداء الممثل العلي. وعقب انتهاء المداخلات، كشف الكاتب الحايك عن أنه كتب المسرحية العام 2008 وتم تنفيذها العام 2014، والنص حمل جزءاً من علاقته الشخصية مع مديره، التي يشوبها الالتباس، وهذا موجود لدى قطاع كبير من الناس، ومشيراً إلى أن وجهة نظر المدير ومبرراته تدفعه في بعض الأوقات إلى التعامل بهذا الأسلوب مع الموظفين. وقال:»لا شك أنني لست الشخص المعقد الذي شاهدتموه على المسرح، ولكنني اخترت فكرة العلاقة بين المدير والموظف التي مررت بها شخصياً، لتكون مدخلاً إلى هذا العمل«.
بدوره، قال المخرج ياسر الحسن:»أشكر لكم جميعاً ملاحظاتكم على العرض، وأريد التوقف عند التحدي الذي خاضه الممثل العلي، الذي تولى التدريب على الدور منذ عشرة أيام فقط، وأعتقد أنه نجح في هذا الاختبار الصعب، خصوصاً أنه وقع تحت ضغط المقارنة مع من سبقه في أداء الشخصية«. وعن غياب عنصر الموسيقى، قال:»رغبت في استغلال صوت الممثل والايقاع الداخلي والخارجي»، معتبراً الموسيقى كمؤثر خارجي مساعد للممثل، كما أنه تخلى عن الكثير من الاكسسوارات، معتمداً على العصا فقط لتوظيفها في مواضع عدة. أما في ما يخص الإضاءة، فرأى أنها كانت معبرة عن حالة الحزن الحتمية التي عاشتها الشخصية. أما الممثل حسن العلي، فعبّر عن سعادته بخوض التجربة تحت مظلة مهرجان المونودراما، واعداً بالأخذ بجميع الملاحظات بعين الاعتبار.