رؤى / عندما تفقد الأسماء معناها!
| سارة بهزاد |
للكلمات دور كبير في تشكيل موقفنا من الواقع الذي نعيشه، فهي تشير إلى العالم الخارجي بما تحمله من مواقف مُسبَّقة، وفي رحلة الكلمات عبر اللغة إلى الكلام تتعرض لبعض الانحرافات التي يفرضها عليها العالم، فتفقد الدوال معناها بفقدان المدلولات لقيمتها التي كانت عليها.
ولنأخذ مثلاً كلمة «المدرسة»... التي كانت توحي في ما توحيه بجلال العلم وهيبة العلماء، ففيها يطلق الطلبة عقولهم لتتجول في بساتين المعرفة، وتنهل من معين العلوم الصافية، هذا الجلال الذي كان يرافق كلمة «مدرسة» غادرها بعدما فرض الواقع علينا أن تكون مدارسنا معتقلات يقضي فيها الطلاب الفترة الصباحية بين فصول خاوية من الروح، يجتاحها سيل المعلومات التي يطلب من عقولهم تخزينها خلال الأعمال الشاقة في المعتقل.
والمعلم في هذا المعتقل أجبر على التخلي عن هالة الهيبة التي كانت تحيط به لما يمتلكه من مفاتيح لأقفال المعرفة، وصار مجرد سجان ينفذ قوانين المعتقل، ويحرص على صب المعلومات في عقول المعتقلين، كما يهتم بالقضاء على كل تطلع إلى الحرية قد يجول في عقول طلبته
إن مدارسنا في هذا الوضع القائم لا تخرج جيل العلماء المستنيرين الذي نطمح إليه، بل تخرج جيلاً من الكتبة الذين ينتظرون أن يبرمج عقولهم رب العمل ليعملوا كـ«الروبوتات» من دون إبداع بل من دون إتقان، فإذا أردنا أن نعيد لكلمة «مدرسة» هيبتها القديمة فعلينا أن نقضي على كل ما يحولها إلى معتقل يخنق الطلبة، وعلينا في البداية تحرير المعلمين من وظائف السجانين، ونتركهم يمارسون وظيفة الأنبياء بحرية مسؤولة.
ولنأخذ مثلاً كلمة «المدرسة»... التي كانت توحي في ما توحيه بجلال العلم وهيبة العلماء، ففيها يطلق الطلبة عقولهم لتتجول في بساتين المعرفة، وتنهل من معين العلوم الصافية، هذا الجلال الذي كان يرافق كلمة «مدرسة» غادرها بعدما فرض الواقع علينا أن تكون مدارسنا معتقلات يقضي فيها الطلاب الفترة الصباحية بين فصول خاوية من الروح، يجتاحها سيل المعلومات التي يطلب من عقولهم تخزينها خلال الأعمال الشاقة في المعتقل.
والمعلم في هذا المعتقل أجبر على التخلي عن هالة الهيبة التي كانت تحيط به لما يمتلكه من مفاتيح لأقفال المعرفة، وصار مجرد سجان ينفذ قوانين المعتقل، ويحرص على صب المعلومات في عقول المعتقلين، كما يهتم بالقضاء على كل تطلع إلى الحرية قد يجول في عقول طلبته
إن مدارسنا في هذا الوضع القائم لا تخرج جيل العلماء المستنيرين الذي نطمح إليه، بل تخرج جيلاً من الكتبة الذين ينتظرون أن يبرمج عقولهم رب العمل ليعملوا كـ«الروبوتات» من دون إبداع بل من دون إتقان، فإذا أردنا أن نعيد لكلمة «مدرسة» هيبتها القديمة فعلينا أن نقضي على كل ما يحولها إلى معتقل يخنق الطلبة، وعلينا في البداية تحرير المعلمين من وظائف السجانين، ونتركهم يمارسون وظيفة الأنبياء بحرية مسؤولة.