خلال الأمسية الأولى لملتقى «عطش» الثقافي
عالية شعيب وأمينة ذيبان تبتهجان بالحياة... شعراً
أمينة ذيبان وسارة بهزاد وعالية شعيب في الأمسية (تصوير زكريا عطية)
أحيا ملتقى «عطش» الثقافي أمسيته الشعرية الأولى، في رابطة الأدباء، ضمن فعاليالت موسمه الثقافي، بمشاركة الشاعرتين الدكتورة عالية شعيب والدكتورة أمينة ذيبان، وأدارت الأمسية الأديبة سارة بهزاد.
وقالت بهزاد في تقديمها للأمسية وتعريفها بالملتقى الوليد: «الملتقى عطشٌ وارتواء على امتدادِ المدى. والفراقُ عطشٌ نستظل به كوعدِ التمني كشجرةٍ وارفةِ العطاء كماءٍ يروي العين ولا يطفئ شغف القلب... ملتقى عطش هو واحة غِنى الروح وشرفات الفكر المزينة بسلالِ الورد وشتلات الياسمين والزنبق. منها نطل لنقول نحن هنا فنا أدبا مسرحا صورةً لوحةً قصةً وشِعرا. عطشُ السوناتا للتحقُق عزفا. وعطش الزهرة للتفتح لونا وخطا وثمرا. عطشُ الشمس للغيمةِ والغيمة للمطر والمطر للبذرة والبذرة للخصوبة والغصن للعصفور والعصفور للحرية والحرية للفضاء والثمر للنضوج.
ومن ثم ألقت الدكتورة أمينة ذيبان... قصائدها وهي- كما قدمتها بهزاد- شاعرة وناقدة من الامارات متخصصة في الرواية. من جيل الثمانينيات حاصلة على دكتوراه في الآداب من جامعة لندن في بريطانيا. تكتب الشعر والنقد والبحث اضافة لمشاركات في الملتقيات والأمسيات ولجان التحكيم المختلفة الثقافية والأدبية المحلية والعربية. عملت في صحيفتي الاتحاد والبيان وعضو تأسيسي لجمعيات محلية وعربية. لها أعمال منشورة منها، (الحداثة والتغيير عند عبد الرحمن منيف). لها دواوين عدة منها زهرة الدم.
تقول: (لا أدعي أني أكتب القصيدة بكامل معانيها أو أصمت أو أتكلم فالقصيدة تكتب نفسها. والصمت أو الكلام ليس لهما علاقة بالبنية فالأمر مرتبط بتلك اللحظة المقدسة التي تحدث فيها الكتابة ويبقى الأهم الصدق في التركيبة السردية للنص).
أما عن شِعرها، فأقول: سقوط المدن، صعود القرى والربيع الذي لايشبهه شجر أو حقل و زهور. هو المغادرة العصية على الهروب. والمرارة التي بطعم السُكر. بوح صالح للسهر وللقتل. هو المحنة و الورطة التي تجلب الأسى تارة والفرح المدجج بالنشوة تارة أخرى. كالحب كالوعد والحائط الذي في المنام شاهقا والباب المكسو باعتزازه والمكتفي بنفسه.
يحضر بين يديها الحرف الذي يعطر الهواء بالياسمين حينا وبالبارود حينا آخر. صراخ يطيب له المكوث في الذاكرة لوعةً وشوقا وحنينا. اختفاءُ الهمّ وسطوعه. امتلاء بتلات الزهرة بهمس الربيع والوداع يرش الشوارعَ بالدمع. كمن تفجر قلبه ضياءً يوم أبصر حوار جرس الجملة وموسيقاها الخفية. كمن يغازل الشجرة ويغوي التربة بالماء. كمن يطعم الحمامة لوزا وسكرا ويكتم فزعه من تلويحة جناحها. كمن وشوش الغزالةَ بوجعه قبل أن تغفو في حضنه. كمن انتظر طويلا على حافة السهر ولا التقى بحبيبه. و لا كان. حرفُها موجٌ وقطعةُ طباشير ترسم الصباحَ عتمة والليل نورا ولا تكتفي. تفسح لها السماء الفضاءات حرية وتشيل لها الزنابق شِباك السحر كتابة وألقا».
ثم ألقت الشاعرة الدكتورة عالية شعيب قصائدها وهي من مواليد الكويت، وحاصلة على دكتوراه فلسفة أخلاق، في بريطانيا 1994. ولها 14 مؤلفا بين شعر وقصة ورواية وبحث، 7 معارض تشكيلية بين أوروبا والدول العربية.
وقرأت شعيب مقاطع من نص «باريس» والذي تقول فيه:
«النوافذُ بروقٌ ورعودٌ وحقيبتي تتربّصُ بي، وبابٌ يُفتحُ على التقاءِ العطشِ، في صدرِك ضياعي بلحظة ضعفٍ ترميني فيك ولا أشبعُ لا أرتوي
أنتِ المصبّ النبعُ الشلاّل والصحراء. أنت تمايلُ الورودِ في الحقولِ والستائرُ السكرانةُ بعشقِ الفجرِ على غفلة
والشراشفُ العذراءُ صراخُ كلِّ الذينَ انتحروا تحتَ هديرِ القطاراتِ الباردة في ليالي الوحشةِ والحرمان».
واسترسلت الشاعرة في حديثها عن باريس لتقول:
باريس
حرفي يُحاورُني يشتاقُك كلُّ ما فيّ أطرافُ أحزاني ألواني الخفيّة
بطاقاتُ المعايدة تُحاكيك مارلين على البلوزة لها مكرُك. خديعةٌ معبّأةٌ في علبِ الهدايا... واللهاثُ للامساكِ بالتذكرةِ الأخيرةِ والوقوفُ طويلاً في طابورٍ أنيقٍ تحتَ دبابيسِ المطر... مستندةً على كتفِك ملتحفةً شعرَك الطويلَ
الباعةُ في الثانيةِ فجراً يرجونَ المارّةَ شِراءَ تذكارٍ مضيءٍ لامع وكلمتُك الّلزِجةُ أسفلَ ثيابي وصرختي المكتومةُ وأنا محشورةٌ في المترو والنظراتُ تنهشُني وأستطعمُ أحمرَ عطركِ وأنت تندسّينَ بيني وبيني تزرعينَ شتلات الغاردينيا تذبحينَ أعناقَ التوليب والزنبق وتستحلّين عرقَ العطرِ الأكثرِ صفاءً تحفرينَ تربةَ الليلِ حبّةً حبّة تغورينَ وتغوصينَ وتتركيني أرضاً مزنّرةً بالضياء مكلّلَةً بشبقِ الكرزِ والعِنَب ونُعيدُ الكَرّةَ ونخلقُ نهاراً كحليّا... نحنُ قناديلُه.
وبدت التجربة الشعرية عند شعيب مبتهجة بالجمال في ألقه وحضوره لتقول:
المكان الزمان جمال الطبيعة صفاء الذهن وانعتاق اشواق القلب تطير اليكِ
آه أنتِ يا أنتِ يا العالقة هناك بين نبض ونبض جسد فوق نهر السين وأنا الجسر المسجى فوق اضطرابكِ جفائك وارتجافك بياضك وسوادك، أنا الأحمر بينهما أنا الرمادي الريشة والسكين الوردة والشوك.
يا فنجان الشاي الساخن يفتح بوابات الشهيق ويسحب الجمال للداخل
باريس تفتح عينيها على مهل تهمس أحبكِ والشجر الذي يقف على الصوبين علامة شهادة وميلادا بداية طريق
الشجر يجمّل ويحدد الطريق وهو الطريق والمسار والخطوة والكيان.
وقالت بهزاد في تقديمها للأمسية وتعريفها بالملتقى الوليد: «الملتقى عطشٌ وارتواء على امتدادِ المدى. والفراقُ عطشٌ نستظل به كوعدِ التمني كشجرةٍ وارفةِ العطاء كماءٍ يروي العين ولا يطفئ شغف القلب... ملتقى عطش هو واحة غِنى الروح وشرفات الفكر المزينة بسلالِ الورد وشتلات الياسمين والزنبق. منها نطل لنقول نحن هنا فنا أدبا مسرحا صورةً لوحةً قصةً وشِعرا. عطشُ السوناتا للتحقُق عزفا. وعطش الزهرة للتفتح لونا وخطا وثمرا. عطشُ الشمس للغيمةِ والغيمة للمطر والمطر للبذرة والبذرة للخصوبة والغصن للعصفور والعصفور للحرية والحرية للفضاء والثمر للنضوج.
ومن ثم ألقت الدكتورة أمينة ذيبان... قصائدها وهي- كما قدمتها بهزاد- شاعرة وناقدة من الامارات متخصصة في الرواية. من جيل الثمانينيات حاصلة على دكتوراه في الآداب من جامعة لندن في بريطانيا. تكتب الشعر والنقد والبحث اضافة لمشاركات في الملتقيات والأمسيات ولجان التحكيم المختلفة الثقافية والأدبية المحلية والعربية. عملت في صحيفتي الاتحاد والبيان وعضو تأسيسي لجمعيات محلية وعربية. لها أعمال منشورة منها، (الحداثة والتغيير عند عبد الرحمن منيف). لها دواوين عدة منها زهرة الدم.
تقول: (لا أدعي أني أكتب القصيدة بكامل معانيها أو أصمت أو أتكلم فالقصيدة تكتب نفسها. والصمت أو الكلام ليس لهما علاقة بالبنية فالأمر مرتبط بتلك اللحظة المقدسة التي تحدث فيها الكتابة ويبقى الأهم الصدق في التركيبة السردية للنص).
أما عن شِعرها، فأقول: سقوط المدن، صعود القرى والربيع الذي لايشبهه شجر أو حقل و زهور. هو المغادرة العصية على الهروب. والمرارة التي بطعم السُكر. بوح صالح للسهر وللقتل. هو المحنة و الورطة التي تجلب الأسى تارة والفرح المدجج بالنشوة تارة أخرى. كالحب كالوعد والحائط الذي في المنام شاهقا والباب المكسو باعتزازه والمكتفي بنفسه.
يحضر بين يديها الحرف الذي يعطر الهواء بالياسمين حينا وبالبارود حينا آخر. صراخ يطيب له المكوث في الذاكرة لوعةً وشوقا وحنينا. اختفاءُ الهمّ وسطوعه. امتلاء بتلات الزهرة بهمس الربيع والوداع يرش الشوارعَ بالدمع. كمن تفجر قلبه ضياءً يوم أبصر حوار جرس الجملة وموسيقاها الخفية. كمن يغازل الشجرة ويغوي التربة بالماء. كمن يطعم الحمامة لوزا وسكرا ويكتم فزعه من تلويحة جناحها. كمن وشوش الغزالةَ بوجعه قبل أن تغفو في حضنه. كمن انتظر طويلا على حافة السهر ولا التقى بحبيبه. و لا كان. حرفُها موجٌ وقطعةُ طباشير ترسم الصباحَ عتمة والليل نورا ولا تكتفي. تفسح لها السماء الفضاءات حرية وتشيل لها الزنابق شِباك السحر كتابة وألقا».
ثم ألقت الشاعرة الدكتورة عالية شعيب قصائدها وهي من مواليد الكويت، وحاصلة على دكتوراه فلسفة أخلاق، في بريطانيا 1994. ولها 14 مؤلفا بين شعر وقصة ورواية وبحث، 7 معارض تشكيلية بين أوروبا والدول العربية.
وقرأت شعيب مقاطع من نص «باريس» والذي تقول فيه:
«النوافذُ بروقٌ ورعودٌ وحقيبتي تتربّصُ بي، وبابٌ يُفتحُ على التقاءِ العطشِ، في صدرِك ضياعي بلحظة ضعفٍ ترميني فيك ولا أشبعُ لا أرتوي
أنتِ المصبّ النبعُ الشلاّل والصحراء. أنت تمايلُ الورودِ في الحقولِ والستائرُ السكرانةُ بعشقِ الفجرِ على غفلة
والشراشفُ العذراءُ صراخُ كلِّ الذينَ انتحروا تحتَ هديرِ القطاراتِ الباردة في ليالي الوحشةِ والحرمان».
واسترسلت الشاعرة في حديثها عن باريس لتقول:
باريس
حرفي يُحاورُني يشتاقُك كلُّ ما فيّ أطرافُ أحزاني ألواني الخفيّة
بطاقاتُ المعايدة تُحاكيك مارلين على البلوزة لها مكرُك. خديعةٌ معبّأةٌ في علبِ الهدايا... واللهاثُ للامساكِ بالتذكرةِ الأخيرةِ والوقوفُ طويلاً في طابورٍ أنيقٍ تحتَ دبابيسِ المطر... مستندةً على كتفِك ملتحفةً شعرَك الطويلَ
الباعةُ في الثانيةِ فجراً يرجونَ المارّةَ شِراءَ تذكارٍ مضيءٍ لامع وكلمتُك الّلزِجةُ أسفلَ ثيابي وصرختي المكتومةُ وأنا محشورةٌ في المترو والنظراتُ تنهشُني وأستطعمُ أحمرَ عطركِ وأنت تندسّينَ بيني وبيني تزرعينَ شتلات الغاردينيا تذبحينَ أعناقَ التوليب والزنبق وتستحلّين عرقَ العطرِ الأكثرِ صفاءً تحفرينَ تربةَ الليلِ حبّةً حبّة تغورينَ وتغوصينَ وتتركيني أرضاً مزنّرةً بالضياء مكلّلَةً بشبقِ الكرزِ والعِنَب ونُعيدُ الكَرّةَ ونخلقُ نهاراً كحليّا... نحنُ قناديلُه.
وبدت التجربة الشعرية عند شعيب مبتهجة بالجمال في ألقه وحضوره لتقول:
المكان الزمان جمال الطبيعة صفاء الذهن وانعتاق اشواق القلب تطير اليكِ
آه أنتِ يا أنتِ يا العالقة هناك بين نبض ونبض جسد فوق نهر السين وأنا الجسر المسجى فوق اضطرابكِ جفائك وارتجافك بياضك وسوادك، أنا الأحمر بينهما أنا الرمادي الريشة والسكين الوردة والشوك.
يا فنجان الشاي الساخن يفتح بوابات الشهيق ويسحب الجمال للداخل
باريس تفتح عينيها على مهل تهمس أحبكِ والشجر الذي يقف على الصوبين علامة شهادة وميلادا بداية طريق
الشجر يجمّل ويحدد الطريق وهو الطريق والمسار والخطوة والكيان.