لغة الأشياء / المستهلك الكوني
عندما طلب من طلاب فصل إحدى الجامعات في نيوزيلندا تعريف العولمة، عرفها بعضهم بالتالي:
«التواصل المتزايد، ونقل البضائع والخدمات والأشخاص والأفكار حول العالم». «هي كل شيء مترابط يجعل الأثرياء أكثر ثراء ويرمي الفقراء بعيدا في أعماق اليأس والحرمان. هي جنون وسائل الإعلام والازدهار الصناعي. إنها العمالة بأقل ثمن والموضة بسعر مرتفع. إنها تجريد الأرض من مواردها الطبيعية إلى آخر قطرة من عصائر الطبيعة الأم». «هي ماكدونالدز وستاربكس».
في كتاب «جغرافيات العولمة» تأليف النيوزلندي الدكتور ورويك موراي وترجمة المغربي الدكتور سعيد منتاق، والصادر عن سلسلة عالم المعرفة عام 2013، مناقشة العولمة وموت الجغرافيا، طرح الفكر المناهض للعولمة لمن يراها تعيد أصداء الاستعمار، وتشجع النفوذ المتزايد لطبقة رجال الأعمال وأصحاب المصانع والدول الغنية، كما يليق بجدول أعمال صمم لتوسيع تبعية الضحايا. وطرح وجهة النظر الأخرى ممن يدفع باتجاه مجتمع واحد وثقافة عالمية متجانسة، واقتصاد عالمي واحد، وانتصار للرأسمالية العالمية، وأشكال جديدة من الحكامة العالمية، وحضارة الأسواق الحرة. وهناك من يجد نفسه في منطقة الوسط، مقدما حلولا مفضية لعولمة بديلة، ممن يؤمن بفكرة تغيير طبيعة العولمة وليس هدمها، حيث بإمكانها أن تسفر عن نتائج ايجابية أو سلبية اعتمادا على الطريقة التي تبنى بها.
نحن نعيش في عالم يتعولم! هذه الرسالة المبثوثة عبر صفحات الكتاب من منظور جغرافي، جاءت مدعمة بالأدلة وطرق القياس، مقدمة صورة قاتمة لمستقبل ستتزايد فيه الفجوة بين الشعوب الفقيرة والغنية، مهددة بتقسيم الكوكب بين من يملك ومن لا يملك. وسيصبح من لا يستطيعون الوصول إلى تكنولوجيا المعلومات/ الاتصالات معزولين أكثر من أي وقت مضى. مع انحلال بيئي متصاعد، متمثل في التلوث واستنزاف الأوزون وتغيير المناخ. وهيمنة الشركات العملاقة العابرة للقوميات على الصناعة.
الكتاب يناقش أيضا قضية الاستهلاك الثقافي- التسليع والكونية، فالاستهلاك أصبح يفهم على أنه أكثر من صفقة مادية، العلامات التجارية أصبحت مرتبطة بالهوية ووسائل التعبير عنها. «التسليع الثقافي ميزة المجتمع العالمي بامتياز». وفي النهاية كلنا مستهلكين كونيين، نبحث عن دلالتنا الثقافية، نلبس الماركات نفسها ونتناول ذات الأطعمة ونسافر لوجهات سياحية محددة. مستنفزين قدرتنا المالية للوصول للشبكات العالمية!
في «جغرافيات العولمة» نوافذ مفتوحة على واقعنا وأزمتنا الراهنة كوننا جزءا من مشروع رأسمالي عالمي لن تقوى كل الحركات المناهضة على صد رياحه، في الوقت نفسه نحن استفدنا كثيرا من عولمتنا في مجالات الطب والنقل والابتكار العلمي.
الكتاب يعد اضافة مهمة للمكتبة العربية، وفق المجلس الوطني الثقافة والفنون والآداب في اختياره للترجمة، كما وفق المترجم الذي جاءت لغته مفهومة للقارئ غير المختص بالعلوم الاجتماعية.
الجدير بالذكر،أن ثلاثة وأربعين ألف نسخة طبعت من الكتاب، نأمل أن تصل لكل مهتم بأبرز تحديات العصر «العولمة»، الموضوع الغائب عن أدبنا العربي المعاصر!
«التواصل المتزايد، ونقل البضائع والخدمات والأشخاص والأفكار حول العالم». «هي كل شيء مترابط يجعل الأثرياء أكثر ثراء ويرمي الفقراء بعيدا في أعماق اليأس والحرمان. هي جنون وسائل الإعلام والازدهار الصناعي. إنها العمالة بأقل ثمن والموضة بسعر مرتفع. إنها تجريد الأرض من مواردها الطبيعية إلى آخر قطرة من عصائر الطبيعة الأم». «هي ماكدونالدز وستاربكس».
في كتاب «جغرافيات العولمة» تأليف النيوزلندي الدكتور ورويك موراي وترجمة المغربي الدكتور سعيد منتاق، والصادر عن سلسلة عالم المعرفة عام 2013، مناقشة العولمة وموت الجغرافيا، طرح الفكر المناهض للعولمة لمن يراها تعيد أصداء الاستعمار، وتشجع النفوذ المتزايد لطبقة رجال الأعمال وأصحاب المصانع والدول الغنية، كما يليق بجدول أعمال صمم لتوسيع تبعية الضحايا. وطرح وجهة النظر الأخرى ممن يدفع باتجاه مجتمع واحد وثقافة عالمية متجانسة، واقتصاد عالمي واحد، وانتصار للرأسمالية العالمية، وأشكال جديدة من الحكامة العالمية، وحضارة الأسواق الحرة. وهناك من يجد نفسه في منطقة الوسط، مقدما حلولا مفضية لعولمة بديلة، ممن يؤمن بفكرة تغيير طبيعة العولمة وليس هدمها، حيث بإمكانها أن تسفر عن نتائج ايجابية أو سلبية اعتمادا على الطريقة التي تبنى بها.
نحن نعيش في عالم يتعولم! هذه الرسالة المبثوثة عبر صفحات الكتاب من منظور جغرافي، جاءت مدعمة بالأدلة وطرق القياس، مقدمة صورة قاتمة لمستقبل ستتزايد فيه الفجوة بين الشعوب الفقيرة والغنية، مهددة بتقسيم الكوكب بين من يملك ومن لا يملك. وسيصبح من لا يستطيعون الوصول إلى تكنولوجيا المعلومات/ الاتصالات معزولين أكثر من أي وقت مضى. مع انحلال بيئي متصاعد، متمثل في التلوث واستنزاف الأوزون وتغيير المناخ. وهيمنة الشركات العملاقة العابرة للقوميات على الصناعة.
الكتاب يناقش أيضا قضية الاستهلاك الثقافي- التسليع والكونية، فالاستهلاك أصبح يفهم على أنه أكثر من صفقة مادية، العلامات التجارية أصبحت مرتبطة بالهوية ووسائل التعبير عنها. «التسليع الثقافي ميزة المجتمع العالمي بامتياز». وفي النهاية كلنا مستهلكين كونيين، نبحث عن دلالتنا الثقافية، نلبس الماركات نفسها ونتناول ذات الأطعمة ونسافر لوجهات سياحية محددة. مستنفزين قدرتنا المالية للوصول للشبكات العالمية!
في «جغرافيات العولمة» نوافذ مفتوحة على واقعنا وأزمتنا الراهنة كوننا جزءا من مشروع رأسمالي عالمي لن تقوى كل الحركات المناهضة على صد رياحه، في الوقت نفسه نحن استفدنا كثيرا من عولمتنا في مجالات الطب والنقل والابتكار العلمي.
الكتاب يعد اضافة مهمة للمكتبة العربية، وفق المجلس الوطني الثقافة والفنون والآداب في اختياره للترجمة، كما وفق المترجم الذي جاءت لغته مفهومة للقارئ غير المختص بالعلوم الاجتماعية.
الجدير بالذكر،أن ثلاثة وأربعين ألف نسخة طبعت من الكتاب، نأمل أن تصل لكل مهتم بأبرز تحديات العصر «العولمة»، الموضوع الغائب عن أدبنا العربي المعاصر!