ديوانية الطيبين / جولة هوائية...


الدراجة الهوائية




يُقال إن العبقري الفذ «ليوناردو دي فينشي» هو أول من وضع تصوّر لشكل الدراجة الهوائية في العام 1493م.
لكنه... لم يلق الاهتمام المطلوب حينها...! فتأجّل بذلك خروج الدراجة، من أرض الخيال، إلى أرض الواقع الفعلي، حتى العام 1790 عندما قدّم الكونت الفرنسي «دي سيفراك» أول دراجة هوائية حقيقية، في العالم أجمع.
مرّت الدراجة بمراحل عديدة من التغيرات، فكانت في بدايتها تصنع من الخشب، وتخلو من المقود والدواسات، بالإضافة أيضا أنها كانت تجر بالقدمين، كألعاب الاطفال!
لكنها ظهرت في العام 1870 بشكل مختلف تماما، وبعجلات أمامية «ديناصورية» الحجم، اضطر الناس بسببها، لاستخدام السلالم أو القفز...! كي يتمكنوا من الركوب عليها.
سُمّيت تلك الدراجة الشاهقة، بدراجة العجلات العالية (penny farthings)، إلى أن ذلك التصميم الناطح للسحاب، لم يستمر ابدا!
وذلك بسبب... كثرة الضحايا الذين سقطوا من فوقه!
أما اليوم... فنرى الدراجة الهوائية، تظهر بأشكال عصرية جذابة، وبمواصفات تقنية عالية، تصنع أحيانا من الالمنيوم، والكربون، والمعادن المختلطة، وقد زود بعضها بكمبيوتر حديث، وجهّز الآخر بمحرك الكتروني دافع!
تصنيفات
من الممكن تصنيف الدراجة الهوائية الحالية الى ثلاث أنواع رئيسية وهي:
1. دراجة «الطريق»، التي تستخدم للتنقل بالطرق العادية، والمسافات الطويلة، والسباقات.
2. الدراجة «الجبلية»، وتتميز بهيكلها القوي، واطاراتها العريضة، ووزنها الثقيل، وتستخدم بالطرق الوعرة، والريفية، وغير المعبدة، (يعني ممكن القول انها «جحش» الدراجات الهوائية)!
3. «الهجينة» تجمع بين دراجة «الطريق»، والدراجة «الجبلية»، وهي مناسبة جدا للمبتدئين (العليمية).
الدراجة في ماضي الطيبين...
نعود لنتكلم عن طفولتنا بصحبة تلك الدراجة أو (القاري) كما نعرفها بالكويت (وينطق حرف «القاف» فيها، جيم قاهرية)، وهي الكلمة المأخوذة بالأصل، من تسمية «هندية» تعني العربة أو المركبة.
ولا ننسى أيضا تسميتها الغريبة الأولى، التي عرفت باسم «حصان ابليس»!
اعتمد الأهل، تلك الدراجة سابقا... كهدية «فاخرة»، تقدم لأولادهم «الطيبين» الناجحين، على الصعيد الدراسي!
و كان شراؤها يتم من قبل الاطفال أنفسهم، في موسم الأعياد السنوية، حينما كانت تهطل الاموال بداخل جيوبهم الفارغة «كعيدية».
أما عن اشهر (القواري) في تلك الفترة، فهي بلاشك دراجة bmx الرياضية، بقدراتها الاستعراضية، التي توازي، سيارة (الزد) او (الجيتي) الشبابية.
وأيضا الدراجة ثلاثية العجلات، وخلفها سلة الحاجيات، ودراجة (البالون) بعجلاتها العريضة «كذيول التماسيح»، ودراجة (ديانا) الهندية الطويلة... «بعيرية» الحجم!
مراحل القيادة...
من الممكن تقسيم مراحل قيادة الدراجة الهوائية إلى أربعة مراحل تعليمية:
تأتي المرحلة الأولى بعنوان (المتعة والسلام، قبل الوقوع في اللسان )، وتكون في بدايتها مفرحة وممتعة جدا للطفل الذي يقود دراجته للمرة الاولى بمساعدة العجلات الجانبية الصغيرة، التي تمنحه التوازن والامان، لكنها سرعان، ماتنتهي تحت ضغوط السخرية اللاذعة من الإخوة والاصدقاء الأحباء، بسبب تلك العجلات الجانبية الطفولية!
اما المرحلة الثانية فتسمى (العلاقة الاخوية بين الدراجة الهوائية والجاذبية الارضية) وهي المرحلة التي يتم فيها نزع العجلات الجانبية (الجالبة للعار)، لينطلق طفلنا بدونها في الحديقة، متارجحا كلاعب سيرك غير محترف، يمشي على حبل مهتز، قبل ان تشدّه يد الجاذبية الخفية، ليتعرف على مدى الصلابة الارضية، التي ستسبب له اضرارا جسدية و نفسية!
تأتي المرحلة الثالثة بعنوان (لا يأس مع الدراجة ولا دراجة مع اليأس)!
وهي المرحلة التي ينجح فيها طفلنا الصبور، بقيادة دراجته من جديد، ومن دون أيّ مساعدة جانبية، او ضيافة ارضية!
حتى يصبح في غضون ايام قليلة، خبيرا محترما يؤخذ برأيه (يعني ولدنا صار راهي).
المرحلة الرابعة والأخيرة هي (رغم الجروح الأليمة تبقى الدراجة سليمة!) و يتم فيها الانتقال من حديقة المنزل اللطيفة، إلى شارع الحي (الفريج)،
ويبدأ عندها اللعب مع الأصدقاء بشكل لا يخلو من التهور والطيش.
وهناك ستظهر المهارات الخطيرة، كرفع الدراجة على عجلة واحدة (يقوّمها)، أو سحب الكابح، ليخرج صوت شيييييييش (الشهير) من خلف العجلة، التي ستزين وجه الارض بخطوط متعرجة تعرف عندنا باسم (درب الحية)!
لكن الأخطاء القاتلة، تبقى حاضرة، كاستخدام الكابح الأمامي للدراجة اثناء القيادة بسرعة عالية، مما يجعل طفلنا الصغير، ينتقل وبلحظة خاطفة ليطير، وعلى طريقة «الدووق فليد» الرائعة، قبل دخول «جرندايزر»، ليتمدد على بطنه منسحلاً فوق اسفلت الشارع الخشن، كمطبة ارضية جديدة، ظهرت «كالفقع» فجأة..!!
كما تظهر مطباتنا (جبلية الحجم) في هذه الايام!
(واعتقد ياصديقي الطيب، ان حديقة البيت كانت وايد ابركلك)
(فوائد مذهلة من هذه العجلة!).
نختم حديثنا بعد جولتنا السريعة على متن «البسكليتة» او «العجل»، كما يسميها اخواننا المصريون، لنتكلم الآن عن فوائدها الصحية المدهشة!
فدراجتنا الهوائية تعمل جيدا على رفع مستوى اللياقة البدنية، وتنشيط الجسم والدورة الدموية، والحفاظ على صحة القلب والشرايين، وحرق عدد مهول من السعرات الحرارية، والدهون (اي انها جيدة جدا لتخفيف «كروش» الوجبات السريعة، والمتجابيس)!
تقوّي ايضا عضلات الفخذ والساقين، وهي مفيدة لصحة العظام و المفاصل.
تعدّل المزاج (السوداوي) وتزيل الضغوط النفسية والتوتر، وتشعرك بالمرح والاستمتاع، وانت تسابق نسمات الرياح.
تحسّن من عمل الرئة والدماغ (القافل)، كما انها تحفز جهاز المناعة في جسم الانسان.
(شكر خاص للباحث الفاضل الأستاذ خالد الرشيد على معلوماته التراثية القيمة).
لكنه... لم يلق الاهتمام المطلوب حينها...! فتأجّل بذلك خروج الدراجة، من أرض الخيال، إلى أرض الواقع الفعلي، حتى العام 1790 عندما قدّم الكونت الفرنسي «دي سيفراك» أول دراجة هوائية حقيقية، في العالم أجمع.
مرّت الدراجة بمراحل عديدة من التغيرات، فكانت في بدايتها تصنع من الخشب، وتخلو من المقود والدواسات، بالإضافة أيضا أنها كانت تجر بالقدمين، كألعاب الاطفال!
لكنها ظهرت في العام 1870 بشكل مختلف تماما، وبعجلات أمامية «ديناصورية» الحجم، اضطر الناس بسببها، لاستخدام السلالم أو القفز...! كي يتمكنوا من الركوب عليها.
سُمّيت تلك الدراجة الشاهقة، بدراجة العجلات العالية (penny farthings)، إلى أن ذلك التصميم الناطح للسحاب، لم يستمر ابدا!
وذلك بسبب... كثرة الضحايا الذين سقطوا من فوقه!
أما اليوم... فنرى الدراجة الهوائية، تظهر بأشكال عصرية جذابة، وبمواصفات تقنية عالية، تصنع أحيانا من الالمنيوم، والكربون، والمعادن المختلطة، وقد زود بعضها بكمبيوتر حديث، وجهّز الآخر بمحرك الكتروني دافع!
تصنيفات
من الممكن تصنيف الدراجة الهوائية الحالية الى ثلاث أنواع رئيسية وهي:
1. دراجة «الطريق»، التي تستخدم للتنقل بالطرق العادية، والمسافات الطويلة، والسباقات.
2. الدراجة «الجبلية»، وتتميز بهيكلها القوي، واطاراتها العريضة، ووزنها الثقيل، وتستخدم بالطرق الوعرة، والريفية، وغير المعبدة، (يعني ممكن القول انها «جحش» الدراجات الهوائية)!
3. «الهجينة» تجمع بين دراجة «الطريق»، والدراجة «الجبلية»، وهي مناسبة جدا للمبتدئين (العليمية).
الدراجة في ماضي الطيبين...
نعود لنتكلم عن طفولتنا بصحبة تلك الدراجة أو (القاري) كما نعرفها بالكويت (وينطق حرف «القاف» فيها، جيم قاهرية)، وهي الكلمة المأخوذة بالأصل، من تسمية «هندية» تعني العربة أو المركبة.
ولا ننسى أيضا تسميتها الغريبة الأولى، التي عرفت باسم «حصان ابليس»!
اعتمد الأهل، تلك الدراجة سابقا... كهدية «فاخرة»، تقدم لأولادهم «الطيبين» الناجحين، على الصعيد الدراسي!
و كان شراؤها يتم من قبل الاطفال أنفسهم، في موسم الأعياد السنوية، حينما كانت تهطل الاموال بداخل جيوبهم الفارغة «كعيدية».
أما عن اشهر (القواري) في تلك الفترة، فهي بلاشك دراجة bmx الرياضية، بقدراتها الاستعراضية، التي توازي، سيارة (الزد) او (الجيتي) الشبابية.
وأيضا الدراجة ثلاثية العجلات، وخلفها سلة الحاجيات، ودراجة (البالون) بعجلاتها العريضة «كذيول التماسيح»، ودراجة (ديانا) الهندية الطويلة... «بعيرية» الحجم!
مراحل القيادة...
من الممكن تقسيم مراحل قيادة الدراجة الهوائية إلى أربعة مراحل تعليمية:
تأتي المرحلة الأولى بعنوان (المتعة والسلام، قبل الوقوع في اللسان )، وتكون في بدايتها مفرحة وممتعة جدا للطفل الذي يقود دراجته للمرة الاولى بمساعدة العجلات الجانبية الصغيرة، التي تمنحه التوازن والامان، لكنها سرعان، ماتنتهي تحت ضغوط السخرية اللاذعة من الإخوة والاصدقاء الأحباء، بسبب تلك العجلات الجانبية الطفولية!
اما المرحلة الثانية فتسمى (العلاقة الاخوية بين الدراجة الهوائية والجاذبية الارضية) وهي المرحلة التي يتم فيها نزع العجلات الجانبية (الجالبة للعار)، لينطلق طفلنا بدونها في الحديقة، متارجحا كلاعب سيرك غير محترف، يمشي على حبل مهتز، قبل ان تشدّه يد الجاذبية الخفية، ليتعرف على مدى الصلابة الارضية، التي ستسبب له اضرارا جسدية و نفسية!
تأتي المرحلة الثالثة بعنوان (لا يأس مع الدراجة ولا دراجة مع اليأس)!
وهي المرحلة التي ينجح فيها طفلنا الصبور، بقيادة دراجته من جديد، ومن دون أيّ مساعدة جانبية، او ضيافة ارضية!
حتى يصبح في غضون ايام قليلة، خبيرا محترما يؤخذ برأيه (يعني ولدنا صار راهي).
المرحلة الرابعة والأخيرة هي (رغم الجروح الأليمة تبقى الدراجة سليمة!) و يتم فيها الانتقال من حديقة المنزل اللطيفة، إلى شارع الحي (الفريج)،
ويبدأ عندها اللعب مع الأصدقاء بشكل لا يخلو من التهور والطيش.
وهناك ستظهر المهارات الخطيرة، كرفع الدراجة على عجلة واحدة (يقوّمها)، أو سحب الكابح، ليخرج صوت شيييييييش (الشهير) من خلف العجلة، التي ستزين وجه الارض بخطوط متعرجة تعرف عندنا باسم (درب الحية)!
لكن الأخطاء القاتلة، تبقى حاضرة، كاستخدام الكابح الأمامي للدراجة اثناء القيادة بسرعة عالية، مما يجعل طفلنا الصغير، ينتقل وبلحظة خاطفة ليطير، وعلى طريقة «الدووق فليد» الرائعة، قبل دخول «جرندايزر»، ليتمدد على بطنه منسحلاً فوق اسفلت الشارع الخشن، كمطبة ارضية جديدة، ظهرت «كالفقع» فجأة..!!
كما تظهر مطباتنا (جبلية الحجم) في هذه الايام!
(واعتقد ياصديقي الطيب، ان حديقة البيت كانت وايد ابركلك)
(فوائد مذهلة من هذه العجلة!).
نختم حديثنا بعد جولتنا السريعة على متن «البسكليتة» او «العجل»، كما يسميها اخواننا المصريون، لنتكلم الآن عن فوائدها الصحية المدهشة!
فدراجتنا الهوائية تعمل جيدا على رفع مستوى اللياقة البدنية، وتنشيط الجسم والدورة الدموية، والحفاظ على صحة القلب والشرايين، وحرق عدد مهول من السعرات الحرارية، والدهون (اي انها جيدة جدا لتخفيف «كروش» الوجبات السريعة، والمتجابيس)!
تقوّي ايضا عضلات الفخذ والساقين، وهي مفيدة لصحة العظام و المفاصل.
تعدّل المزاج (السوداوي) وتزيل الضغوط النفسية والتوتر، وتشعرك بالمرح والاستمتاع، وانت تسابق نسمات الرياح.
تحسّن من عمل الرئة والدماغ (القافل)، كما انها تحفز جهاز المناعة في جسم الانسان.
(شكر خاص للباحث الفاضل الأستاذ خالد الرشيد على معلوماته التراثية القيمة).