مبارك محمد الهاجري / أوراق وحروف / أفا... يا وزير الصحة!
دولة الكويت مدخولها العام الماضي 113 مليار دولار، وصل بها الحال المتردي إلى حد جمع المرضى من النساء والرجال في جناح واحد في مستشفى العدان! أيُعقل هذا الأمر في عهد حكومة تتغنى وتطنطن ليلاً ونهاراً بالإصلاح؟ أين وزير الصحة مما يجري في هذا المستشفى المهمل والذي عفى عليه الزمن؟ صعب جداً أن يتقبل أي إنسان ما يجري في هذه الوزارة من تردي الخدمات ونقص في المباني الصحية، هذا عدا تطفيش الكفاءات، في وقت تنعم فيه الدولة بمليارات الدنانير الفائضة عن الحاجة! وزير الصحة مطالب الآن بإنشاء غرفة عمليات في مكتبه لتنفيذ وعوده ومتابعة كل صغيرة وكل كبيرة تُعنى بهذه الوزارة الحساسة، للارتقاء بالخدمات الصحية وجعلها في مستوى جيد ولن نقول ممتاز، وأن يستعين بأهل الخبرة ممن يتمتعون بالإخلاص والوطنية وما أكثرهم في الوزارة، وسيجد من الجميع التشجيع والمؤازرة، ولكن أن يبقى هو من دون حراك، بعدم تنفيذه ما وعد به فهذا سيجعل مصداقيته على المحك، فهل يرضى بذلك؟
* * *
الفتى المدلل يتولى منصبين أحدهما رئاسة مؤسسة حكومية مستقلة منذ أمد بعيد، محتفظاً بتعويذة «إن حبتك عيني ما ضامك الدهر» الشهيرة، والتي ما إن تصحب شخصاً ما إلا ويمكث في كرسيه أعواماً طوالاً! وأما منصبه الآخر فهو بسم الله ما شاء الله، رئاسة مؤسسة مالية أجنبية، جامعاً بذلك عملين في آن واحد، وهو ما يخالف القوانين والأنظمة الحكومية التي تحظر الجمع بين وظيفتين! لم يتجرأ أحد أن يقول لهذا المدلل الذي جعل من المؤسسة الحكومية عزبة خاصة له ولحاشيته، إنك مخالف للقانون بجمعك لمنصبين، ولم يجرؤ أحد أيضاً على سؤاله عن الأموال العامة والمقدرة بالمليارات التي ذهبت أدراج الرياح! كما لم يجرؤ أحد على سؤاله، ولو من باب المزاح «من أين لك هذا»، خصوصاً أنه يترأس مؤسسة مالية خاصة أجنبية، وهو ما يضع الكثير من علامات الاستفهام التي تجعل من الأعمى بصيراً!
* * *
هناك استجواب مقبل في الطريق لأحد الوزراء، تقف وراءه الفزعة القبلية لأحد المسؤولين ممن ارتكبوا تجاوزات رهيبة جداً بحق المال العام، وإذا كتب النجاح لهذا الاستجواب، فمعنى هذا أن هذا المسؤول باقٍ في منصبه إلى أجل غير مسمى، وستستمر جرائم المال العام إلى ما لا نهاية والمتضرر الأول والأخير فيها هو المواطن المسكين!
مبارك محمد الهاجري
كاتب كويتي
[email protected]
