رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر أكد عدم إمكانية الوصول في شكل مستقر إلى المناطق الخاضعة لسيطرة «داعش»

ماورر لـ «الراي»: الكويت أثبتت أنها تفي بتعهداتها ... لكن ليس كل الدول تفي بما تعهدت به

تصغير
تكبير
• لا يسعنا إلا أن نعبّر عن احترامنا للدور القيادي الذي تقوم به الكويت ... أميراً وشعباً

• الجماعات المسلّحة «غير مهيكلة» ليس لديها حتى الأدنى من التفهم لعمل المنظمات الإنسانية

• نشهد انتهاكات لقوانين الحرب من خلال الاستخدام المفرط للقوة والأسلحة المحرمة دولياً

• نحاول أن ننخرط ونتواصل في شكل سري مع أولئك الذين ينتهكون أو قد ينتهكون القوانين

• الأسلحة الكيماوية محرّمة... وليس لدينا أدلة كافية على استخدامها في سورية

• المنظمة الدولية للصليب الأحمر لديها شروط صارمة جداً عندما يتعلق الأمر بزيارة السجون

• نتوخى الحذر لاستئناف كامل أنشطتنا بمجرد أن يتوافر الحد الأدنى من الأمن في اليمن

• ناشدنا جميع الأطراف كي تساعدنا في تسهيل إدخال سلع إنسانية إلى اليمن
- أعلن رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورر، ان اتخاذ الكويت زمام المبادرة لاستضافة المؤتمر الدولي الثالث للمانحين لدعم الوضع الانساني في سورية والذي شارك فيه ممثلون عن 78 دولة عربية وأجنبية وأكثر من 38 منظمة غير حكومية اقليمية ودولية، «يوضح أن الكويت نجحت في اقناع المجتمع الدولي بأن تلك أزمة بالغة الحدّة». واضاف في لقاء خصّ به «الراي» قبيل مغادرته الكويت بعد مشاركته في المؤتمر على رأس وفد رفيع المستوى، «لا يسعنا الا أن نعبّر عن احترامنا للدور القيادي الذي تقوم به الكويت، لا سيما سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، لذا، أعتقد أننا هنا أمام نجاح عظيم، وهذا النجاح الذي عبرت عنه الأرقام».

وأمل ماورر أن يؤدي الرقم القياسي في التعهدات إلى رقم قياسي في الدفع الفعلي، مشيرا إلى ان الكويت أظهرت في الماضي انها تفي بتعهداتها، لكن ليس كل الدول المتعهدة الأخرى دأبت على الوفاء بما تعهدت به. وعن قدرتهم على التحرك في مناطق مثل سورية والعراق، أوضح أن «المنظمة (الدولية للصليب الأحمر) لا تمتلك حاليا امكانية الوصول في شكل مستقر ودائم الى المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الاسلامية (داعش)»، نافياً في الوقت نفسه أن يكون لديه «ادلة كافية عن استخدام السلاح الكيماوي في سورية»، مؤكداً «اننا ننخرط في شكل سري مع الحكومة السورية من أجل العمل على تحسين أوضاع المعتقلين في سجونها».


وفي ما يلي نص الحوار:

- شهدنا اخيراً تعهّد العديد من الدول في الكويت بنحو 3.8 مليار دولار في مؤتمر المانحين، فما تقيمك لما حدث؟

*كما يعرف الجميع، فان الأزمة السورية هي واحدة من أكبر الأزمات التي شهدناها منذ الحرب العالمية الثانية. واضطلعت الكويت بدور قيادي هائل في هذه الأزمة من خلال حشد المجتع المجتمع الدولي من اجل الاستجابة الى هذه الأزمة. والواقع أن الرقم القياسي الذي تحقّق خلال اجتماع الدول المانحة، يوضح أن الكويت نجحت في اقناع المجتمع الدولي بأن تلك أزمة بالغة الحدّة. كما ان هذا الحشد هو للتعهّد بدفع أموال من أجل الاستجابة الى الاحتياجات الأكثر الحاحاً، وهكذا، فان هذا المؤتمر يبرز الرؤية والدور القيادي الذي اضطلعت بهما هذه الدولة في ما يتعلق بهذه الأزمة البالغة الأهمية. وأعتقد أننا كعاملين في المجال الانساني، لا يسعنا الا أن نعبّر عن احترامنا للدور القيادي الذي تقوم به هذه الدولة، ولا سيما سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وجميع اولئك الذين لا تقلّ أهمية، لذا، أعتقد أننا هنا أمام نجاح عظيم، وهذا النجاح الذي عبرت عنه الأرقام.

والمجتمع الدولي واللجنة الدولية للصليب الاحمر يثمنان عاليا كرم دولة الكويت اميرا وحكومة وشعبا في دعم الدور الانساني الذي تؤديه اللجنة الدولية، وباتت الكويت مثالا للكرم ونأمل من دول العالم ان تقتدي به اذ ان الاستجابة الانسانية الكويتية القوية في التعامل مع الازمة السورية هي بمثابة تشجيع لدول العالم.

• إذا أردت أن تصف هذا اليوم فماذا يمكنك أن تقول عنه؟

- أعتقد أن اليوم يبرز مدى اعتراف وادراك المجتمع الدولي بخطورة الأزمة (السورية)، كما أنه يمنح الأمل لأولئك الذين يعانون جداً من تلك الأزمة، إذ إن هناك منظوراً مستقبلياً في ضوء هذه التعهدات المرتفعة يبشر بأن الأمور ستتغير إلى الأفضل، كما أن هذا اليوم يمثل تشجيعاً هائلاً للمنظمات الإنسانية المعنية التي تعمل على الأرض مثل منظمتي الصليب والهلال الأحمر الدوليتين، إذ اننا أصبحنا نعلم أن هناك دعماً سياسياً عالمياً لهذا النوع من العمل.

كما انه يوم مهم لا سيما إذا سمحت لي بأن أضيف ملاحظتين مهمتين ألا وهما أنه عادة ما يكون هناك فارق زمني بين تقديم التعهدات ودفع الأموال. وصحيح أن الكويت قد أظهرت في الماضي انها تفي بتعهداتها في هذا الصدد، لكن ليس كل الدول المتعهدة الأخرى دأبت على الوفاء بما تعهدت به. لذا فإنني أتمنى أن يؤدي هذا الرقم القياسي في التعهدات إلى رقم قياسي في الدفع الفعلي. والشيء الثاني الذي أود تسليط الضوء عليه هو أنه صحيح من المهم جداً عقد مؤتمر من أجل حشد الدعم السياسي والمالي حول أزمة إنسانية، لكن هذا يحتاج إلى متابعة على الأرض وهو الأمر الذي يشكل تحدياً آخر لأن الوضع على الأرض معقد للغاية، كما انه يشكل خطورة على العاملين في المجال الإنساني لا تقل عن الخطورة التي يواجهها السكان المدنيون الذين يتعرضون للعنف. لذا فإنني أتمنى أن يسهم هذا المؤتمر في منح دفعة جديدة لهذه الأزمة المهمة.

• كيف يمكن أن تصف لنا أنشطتكم في مناطق الصراعات في منطقة الشرق الأوسط؟

- تبلغ موازنة منظمة الصليب الأحمر نحو 1.5 فرنك سويسري أو دولار، وتنفق المنظمة نحو ثلث موازنتها في منطقة الشرق الأوسط، وتحديدا في مناطق تتراوح بين سورية والعراق ولبنان والأردن واليمن وفلسطين، وهي الدول التي ننفق فيها أكثر من ثلث إجمالي موازنتنا. ومن خلال هذا النوع من الانفاق، فإننا نحاول أن ندعم ونساعد الناس الأكثر تعرضاً للخطر، وعلى الأخص أولئك النازحين الذين يحتاجون إلى أطباء وخدمات صحية، وهي الأمور التي نوفرها لهم من خلال التعاون مع شركائنا.وصحيح أن ما نقوم به هو دعم إنساني ضروري ينبغي القيام به، لكنني أريد التنويه إلى أن منظمة الصليب الأحمر ليست مجرّد أي منظمة إنسانية، فنحن لدينا التزام قوي بالقوانين الإنسانية العالمية من جانب الدول بهدف ضمان احترام وتسهيل الاحترام لتلك القوانين. وهكذا فإن أنشطتنا على الأرض تتمتّع بمكون دعم، كما انها تتمتع بمكون يتعلق باحترام القوانين ونحن نفعل ذلك من خلال التحدث إلى حاملي الأسلحة والى الجيوش والى الجماعات المسلحة من أجل التعريف بتلك القوانين، كما نقوم بذلك من خلال زيارة السجناء والمعتقلين.

وهكذا، فإننا نقوم في أرجاء منطقة الشرق الأوسط بنشر كل شيء تضطلع به المنظمة الدولية للصليب الأحمر سواء على صعيد تقديم الدعم والمساعدة أو على صعيد حماية الناس من خلال القوانين الدولية.

• هل اصبحت قدرتكم على التحرك اكثر صعوبة في ظل ظهور جماعات متطرفة في مناطق مثل سورية والعراق؟

- اعتقد ان هناك مشكلتين مهمتين تتسببان في جعل عملنا اكثر صعوبة حاليا، احدى هاتين المشكلتين تتمثل في ما اسميها الجماعات المسلحة غير المهيكلة، وهي انه لا توجد سلاسل قيادة واضحة لتلك الجماعات، الامر الذي يجعل الانخراط اكثر صعوبة بالنسبة لنا،لأننا لا نعرف بالضبط من الذي يتخذ القرارات ومن هو الذي يتولى المسؤولية في منطقة نزاع معينة، اما المشكلة الثانية فإنها تتمثل في انه من الصعب دائما عندما تظهر جماعات عنيفة ومتطرفة في صراع، اذ ان تلك الجماعات ليس لديها حتى الادنى من التفهم لعمل المنظمات الانسانية.

وانا لا اذيع سرا اذا قلت اننا لا نمتلك حاليا امكانية الوصول في شكل مستقر ودائم الى المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش)، لذا فإن هذا الامر يجعل عملنا صعبا للغاية، لكننا نبذل قصارى جهدنا من اجل ايجاد الوسائل والسبل اللازمة للمحافظة على هدفنا الرئيسي المتمثل في تقديم المساعدة الى الناس المحتاجين الى المساعدة والى الناس الذين يعانون من تأثيرات العنف.

• هل تلعبون دورا ما في توثيق الانتهاكات ضدّ المدنيين في مناطق النزاعات؟

- ان احد الانشطة التشغيلية الرئيسية التي تقوم بها المنظمة الدولية للصليب الاحمر هي اننا نعمل وسط اوضاع ومواقف حساسة جدا حيث نشهد انتهاكات لقوانين الحرب من خلال الاستخدام المفرط للقوة واستخدام الاسلحة المحرمة دوليا واساءة المعاملة وعدم التمييز بين المدنيين والعسكريين وعندما نرى ذلك، فإننا نحاول ان ننخرط بطريقة سرية مع مرتكبي تلك الانتهاكات، ويتمثل انخراطنا غالبا في شكل تقارير سرية تقدم اليهم من خلالها توصيات كي يغيروا سلوكياتهم، لكن المنظمة الدولية للصليب الاحمر ليست اساسا جماعة ضغط بحيث تهرع الى الرأي العام ومحاولة اجتذاب انتباه الجماهير الى تلك الانتهاكات، فطريقتنا في العمل كانت دائما مختلفة، اذ اننا نحاول ان ننخرط ونتواصل في شكل سري مع اولئك الذين ينتهكون او قد ينتهكون القوانين، وذلك من اجل ان نضمن انهم يعرفون الاطار القانوني ويغيروا سلوكياتهم الى الافضل.

• هل عالجتم او نقلتم حالات مصابة بالكيماوي او الكلور، لا سيما في سورية؟

- كلا، لا اعتقد ذلك. حسب معلوماتي لم نقم بشيء كهذا، هذا السؤال واجهته من قبل، لكن وفقا لمعلوماتي فإنه لم يسبق لنا ان عالجنا او نقلا ضحايا، (هجمات بأسلحة كيماوية او بغاز الكلورين) كما اننا لم نستطع ان نتحقق من استخدام تلك الاسلحة في المناطق التي كنا نعمل فيها، وهذا لا يعني انه لم يتم استخدام تلك الاسلحة، بل يعني اننا لا نعلم شيئاً عن استخدامها من عدمه.

• ولكن على الاقل يمكنك ان توضح لنا موقفكم إزاء هذا الامر؟

- موقفنا واضح جدا وهو ان الاسلحة الكيماوية هي اسلحة محرّمة.

• وهل تم استخدامها في سورية؟

- ليس لدينا ادلة كافية كي نعبر عن رأينا ازاء هذا الامر.

• هل تلعبون دورا ما في عمليات التبادل بين الجماعات المسلّحة في سوية والعراق؟

- الواقع ان موقفنا في ما يتعلق بعمليات تبادل السجناء والاسرى هو ان هذه قضايا حساسة جدا وغالبا ما تكون ذات طبيعة سياسية وليست انسانية، ونحن لا نشارك ولا نريد ان نشارك في عمليات تبادل الاسرى، لكن اذا نجحت المفاوضات واتفقت جميع الاطراف المعنية، فإن المنظمة الدولية للصليب الاحمر قد تلعب دورا لوجستيا في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، وهذا ينطبق على سورية مثلما ينطبق على المناطق الاخرى حول العالم، ففي ظل التوصل الى اتفاق بين جميع الاطراف بما في ذلك في سورية، قمنا بنقل اشخاص تم الافراج عنهم الى وجهاتهم.

• وما هامش الحركة المتاح لكم في سورية؟

- يتوقف الامر على تغير الاوضاع من يوم الى يوم، كما انه يتوقف في شكل كبير على الموافقات التي نحصل عليها من جانب الحكومة السورية او من جماعات المعارضة المسلحة، وهذه عملية تفاوض حساسة وصعبة ينبغي علينا القيام بها في كل يوم، وهكذا، فإن هامش المناورة المتاح لنا يعتمد على الوضع الأمني على الأرض كما يعتمد على موافقات الأطراف المنخرطة في المناطق التي نعمل فيها. وفي بعض مناطق سورية نقوم بعمل رائع ولدينا في تلك المناطق إمكانية كبيرة لتنفيذ برامج بسلاسة بينما يكون ذلك أكثر تعقيداً في مناطق أخرى.

ففي حلب، على سبيل المثال، قمنا بتنفيذ الكثير من أنشطة الإغاثة الإنسانية على جانبي الخطوط الأمامية واستطعنا أن نقدم الخدمات إلى أكثر من 855 ألف شخص. وفي مناطق أخرى، نتفاوض أحياناً لمدة أسابيع أو حتى أشهر قبل أن نتمكن من الدخول لتنفيذ عمليات إغاثة إنسانية.

وهكذا فإن الكثير (من عملنا) يعتمد على الوضع القائم على الأرض. واسمح لي أن أقول إن الوضع الأمني ليس المشكلة الوحيدة التي نواجهها في سورية، فلدينا قيود أخرى من بينها الأعباء الادارية والمقاومة السياسية مثلما هو الحال في صراعات كثيرة أخرى حول العالم. لكننا معتادون على هذه الأمور، وأعتقد اننا تعلّمنا كثيراً كيف نتجاوز تلك المشاكل ونحن نبذل أفضل ما لدينا في سورية مثلما نفعل في أماكن كثيرة أخرى.

• هل يتاح لكم الاطلاع على أوضاع المعتقلين في سجون النظام السوري؟

- كما تعلم، فإن المنظمة الدولية للصليب الأحمر لديها شروط صارمة جداً عندما يتعلق الأمر بزيارة السجون. والنقطة الرئيسية هي اننا لا نريد أن تكون تلك الزيارات لمرة واحدة، بل نريد أن تتكرر زياراتنا إلى السجن ذاته لنرى ما اذا كانت توصياتنا قد تمت متابعتها في شكل ايجابي، كما اننا نريد ان نتحدث إلى المعتقلين والسجناء في لقاءات خاصة. وهذه هي بعض الشروط الصارمة التي نضعها في ما يتعلق بجميع الزيارات التي نقوم بها إلى السجون.

ولقد قمنا بزيارات إلى سجون ومراكز اعتقال في سورية خلال السنة الماضية، ونحن على استعداد للقيام بمزيد من تلك الزيارات، وكما ذكرت في البداية، فإننا ننخرط في شكل سري مع الحكومة السورية من أجل العمل على تحسين الوضع.

• هل من بين اهتماماتكم الحصول على إحصائيات حول أعداد المعتقلين في سجون النظام السوري؟

- في ما يتعلق بعملنا الخاص بالمعتقلين والسجناء، فإننا لا نعتمد فقط على المعلومات التي نراها بأنفسنا في مراكز الاعتقال والسجون، بل نتحدث أيضاً مع النازحين (السوريين) في لبنان والأردن والعراق ونتحدث مع الأشخاص الذين كانوا في السجون، في محاولة من جانبنا للحصول على أفضل صورة ممكنة حول الأوضاع داخل تلك السجون. ووفقاً لذلك، نقوم بصياغة استنتاجاتنا في ما يتعلق بالوضع في مراكز الاعتقال ثم نضع توصيات حول كيفية وسبل تحسين الوضع، وفي مناطق كثيرة من العالم أيضاً نقوم بالاسهام في تحسين الأوضاع في السجون لأننا نقدم مساعدات إنسانية أحياناً، بما في ذلك المساعدات الغذائية والطبية.

• ماذا عن أنشطتكم في اليمن؟

- اليمن هو منطقة عمليات بالنسبة للمنظمة الدولية للصليب الاحمر منذ عقود، اذ انها دولة تشهد عنفاً وصراعاً منذ وقت طويل، وقد كثفنا انشطتنا هناك في شكل كبير خلال السنوات الثلاثة الماضية وتحديداً منذ ان عصفت الاضطرابات الداخلية بالدولة وهي الاضطرابات التي ادت الى احداث اختلالات في الحياة الاقتصادية كما تسببت في اضعاف شرائح من السكان. ولذلك فإننا قمنا بإدارة برنامج مساعدة انسانية ضخم في اليمن، وهو البرنامج الذي يشتمل على تقديم المساعدة الاقتصادية والمساعدة في مجال احتياجات المعيشة اليومية من اجل مساعدة الناس الذين يعانون بسبب ضعف مؤسسات الدولة ومن تأثيرات العنف والاضطرابات من صعوبات الحياة الاقتصادية، وهكذا فإن لدينا برنامجاً اقتصادياً واسع النطاق في اليمن، كما اننا ننخرط مع جميع الاطراف المعنية في اليمن.

• وماذا تفعلون هناك الآن تحديداً؟

- حالياً لايزال لدينا هناك عملية متكاملة ومازال جميع العاملين التابعين لنا موجودون هناك ويبلغ عددهم نحو 300 موظف يتولون تشغيل برنامجنا في معظم مناطق اليمن،وبطبيعة الحال فإن الوقت الراهن ليس وقتاً جيداً للتجول في المناطق التي يعمل فيها برنامجنا، ولذلك فإننا نتوخى الحذر بينما نبذل جهوداً من اجل ان نكون مستعدين لاستئناف كامل انشطتنا بمجرد ان يتوافر الحد الادنى من الامن.

• تم منع طائرة تابعة للمنظمة من الوصول الى اليمن...

- (مقاطعاً)... لم يتم منعنا، بل ان ما حصل هو اننا قلنا انه في ضوء الانقطاعات التي حصلت بسبب الصراع المسلح، فإننا نحتاج الى الاصرار في حوارنا مع الاطراف المعنية على اهمية ادخال بعض السلع والامدادات الانسانية المهمة، لذلك وجّهنا مناشدة الى جميع الاطراف لكي تساعدنا في تسهيل ادخال سلع انسانية مهمة الى داخل اليمن. وحصلنا على دعم مهم خلال الايام القليلة الماضية، لكن سلسلة الامداد لم تعمل بشكل حقيقي ولذلك فاننا سنحتاج الى ادخال مزيد من الامدادات الانسانية الى داخل اليمن في الوقت الذي تتوالى فيه احداث العنف.

ليس هناك كلمة أخيرة

قال ماورر عندما طلبنا منه كلمة أخيرة: «الواقع انه ليس هناك كلمة أخيرة يمكن قولها في عالم يتحرك ويتغير بسرعة كبيرة، ولا سيما في المناطق التي نعمل فيها. ولقد تشجعت خلال وجودي في الكويت بفضل المحادثات والحوارات التي تمت على هامش مؤتمر الدول المانحة، لأنني أعتقد ان الكويت أثبتت أن وجود مساعدات انسانية غير منحازة هو أمر مهم جداً في هذا الوقت الصعب. وهذا الأمر مهم في سورية، لكنه مهم أيضاً في اجزاء أخرى في منطقة الشرق الأوسط وخارجها.

لذا فإننا نؤمن بأنه إذا لم يكن لدينا الحل النهائي للمشاكل، فعلى الأقل يمكننا أن نكون جزءاً من الحل، وعلى الأخص بالنسبة لأولئك الذين يعانون كثيراً من العنف.

كلمة شكر

شكر خاص الى المدير الاقليمي للإعلام والنشر في اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الكويت فؤاد بوابة، ومسؤولة العلاقات العامة للشرقين الأدنى الأوسط في المنظمة الدولية السيدة ديبة فخر على مساعدتهما في انجاز هذه المقابلة والتي أرادا فقط أن تنفرد بها«الراي» مع رئيس اللجنة بيتر ماورر.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي