ردود الفعل الدولية على الاتفاق النوووي بين ايران و«5+1» ما بين مؤيد ومعارض

تصغير
تكبير
قوبل الاتفاق الذي أعلن عنه أمس بين ايران ومجموعة «5+1» التي تفاوضها على ملفها النووي بردود فعل من كل أنحاء العالم تفاوتت بين الترحيب والحذر.

فبعد عام ونصف العام على اعلان المبادئ الذي اطلق المفاوضات في نوفمبر 2013 أعلن في مدينة لوزان السويسرية أمس، عن «خطة عمل مشتركة» لحل شامل يضمن سلمية البرنامج النووي الايراني ورفع العقوبات عنها.


وجاء الاعلان على لسان الممثلة العليا للسياسة الخارجية والامنية بالاتحاد الاوروبي فيدريكا موغريني ووزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف.

وكان اول تعليق رسمي على الاعلان من الرئيس باراك اوباما الذي وصف الاتفاق بالتاريخي، مؤكداً أنه «يضمن قطع كل الطرق على طهران لتطوير سلاح نووي».

وأشار الى انه «في حين سيتم الانتهاء من التفاصيل الرئيسية للاتفاق مع ايران خلال الأشهر الثلاثة المقبلة فإن الخطوط العريضة الأساسية تشمل تفكيك المفاعل النووي الايراني الأساسي وشحن الوقود الى خارج البلاد ووضع حد لبناء مفاعلات الماء الثقيل كما ستنهي ايران عملية تخصيب اليورانيوم وستقلل أجهزة الطرد المركزي بمقدار الثلثين».

واجرى اوباما اتصالاً هاتفياً بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز اطلعه خلاله على الاتفاق.

وفي نيويورك، هنأ الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الطرفين على الاتفاق وقال في بيان انه «يمهد الطريق لخطة عمل مشتركة شاملة من شانها ان تضع حدوداً حقيقية لبرنامج ايران النووي وتساهم في رفع العقوبات الدولية عن طهران».

وفي ردود الفعل التي سجلت اليوم، أكد مسؤول في البيت الأبيض انه على وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف «مهمة ليست بسهلة لإقناع شعبه بخطة العمل المشتركة التي تضع قيوداً كبيرة على برنامج ايران النووي».

واضاف المسؤول «على الولايات المتحدة ايضاً مهمة صعبة ومعقدة لاقناع الشعب الاميركي بالخطة... الشعب الأميركي يريد التأكد من أمنه وسلامته».

أما في المعسكرين «الديموقراطي» و«الجمهوري» فتناقضت ردود فعل أبرز المحتملين لرئاسة الولايات المتحدة في انتخاباتها القادمة حول الاتفاق حيث دعمت وزيرة الخارجية السابقة واحدى أبرز المرشحين المحتملين عن الحزب الديموقراطي هيلاري كلينتون في بيان جهود كل من الرئيس أوباما ووزير خارجيته جون كيري للتوصل الى الاتفاق مؤكدة «انه خطوة مهمة لأمن الولايات المتحدة وإسرائيل والمنطقة».

من جهته، قال محافظ ولاية فلوريدا السابق والمرشح الرئيسي والمحتمل للحزب الجمهوري جيب بوش في بيان أيضاً ان «تفاصيل الصفقة تحتوي على تنازلات مهمة لمصلحة دولة يدعو قادتها لدمار أميركا وإسرائيل»، مؤكداً ان «لا شيء في الصفقة التي أعلن عنها يبرر رفع العقوبات المفروضة من قبل الولايات المتحدة والمجتمع الدولي ضد إيران والتي كانت نتيجة عمل نيابي استمر لأعوام».

بدوره انتقد أول من أعلن سعيه الدخول بالانتخابات الرئاسية الأميركية في العام 2016 عضو مجلس الشيوخ المحافظ عن ولاية تكساس تد كروز عدم اشراك أوباما الكونغرس الأميركي «سواء كانت الصفقة جيدة أو سيئة»، مضيفاً ان «كل ما قاله الرئيس أوباما حتى الآن يشير الى سعيه للقيام بكل ما يستطيع لمراوغة الكونغرس».

وكرر عضو لجنة العلاقات الخارجية السيناتور المحافظ من فلوريدا ماركو روبيو الانتقاد اللاذع للادارة الأميركية بقوله ان «هذه المحاولة لتصوير الفشل الديبلوماسي على انه نجاح وهو فقط أحد أحدث الأمثلة الهزلية لطريقة تعامل الإدارة الأميركية مع إيران».

وفي موسكو، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان «الاتفاق يبعث على الامل».

واعتبر لافروف في تصريح ان «الاتفاق يشكل اطاراً سياسياً يتضمن كافة الجوانب الهامة المتعلقة بمشكلة تخصيب اليورانيوم والبحث العملي والتصاميم التجريبية في مجال الطاقة النووية في ايران».

ورأى انه يتوجب على الخبراء اعداد وثيقة متكاملة وتفصيلية حول ما يتوجب على ايران عمله وتحديد آلية الغاء العقوبات قبل حلول نهاية يونيو المقبل.

وأعلنت وزارة الخارجية الروسية امس، «من شأن الاتفاق ان يؤثر ايجاباً على عموم الوضع في الشرق الاوسط».

وفي طهران، اكد الرئيس الايراني حسن روحاني ان بلاده ستلتزم بجميع تعهداتها المتعلقة ببرنامجها النووي شرط التزم الطرف الآخر بتعهداته.

وقال روحاني في كلمة بثها التلفزيون الحكومي انه «على العالم ان يعرف بأننا نلتزم بتعهداتنا لو التزم الطرف الاخر بتعهداته ايضاً... الجميع اليوم يعترف بأن التخصيب في ايران لا يشكل تهديداً لأحد وانه وفق ما تم التوصل اليه في لوزان ستستمر منشأة (فوردو) في نشاطها ويكون فيها ألف جهاز للطرد المركزي».

وفي ردود الفعل العربية أعرب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في اتصال هاتفي مع الرئيس اوباما عن أمله في أن يتم الوصول إلى اتفاق نهائي ملزم يؤدي إلى تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

من جهتها اعربت الحكومة البحرينية عن تقديرها «للجهود الكبيرة» التي بذلتها مجموعة (5 + 1) من اجل التوصل مع ايران الى الاتفاق كما عبرت عن أملها في ان يؤدي ذلك الى اتفاق نهائي يضمن الامن والسلم في المنطقة.

وتمنت الحكومة البحرينية أيضاً ان تشهد الفترة المقبلة «تغيراً نوعياً» في السياسة الإيرانية في اتجاه عدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة خصوصاً دول مجلس التعاون الخليجي والالتزام بالتعاون الايجابي والعمل البناء من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار.

بدورها، رحبت سلطنة عمان بالاتفاق ورأت انه يشكل «مرحلة أساسية ومهمة» على طريق ابرام اتفاق نهائي بحلول 30 يونيو المقبل.

وذكرت وزارة الخارجية العمانية في بيان أن «سلطنة عمان تابعت باهتمام بالغ النتائج الإيجابية التي أدت إلى التوصل لاتفاق بين القوى الست الكبرى وإيران حول برنامجها النووي وتعرب في هذا الصدد عن تقديرها الكبير لها على الإنجاز التاريخي للاتفاق المشار إليه والتفاهم والمسؤولية الأمينة التي تحلى بها المتفاوضون كافة خلال الأيام والسنوات الماضية.

وفي القاهرة أعلنت مصر انها تابعت باهتمام اتفاق الاطار حول الملف النووي الايراني الذي تم التوصل اليه أمس.

وأعرب الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية السفير بدر عبدالعاطي في بيان عن تطلع بلاده لأن يكون اتفاق الاطار بمثابة خطوة أولى نحو تحقيق الاستقرار في المنطقة.

وأضاف ان "مصر لم تطلع بعد على كل تفاصيل الاتفاق الذي تم التوصل اليه وتنتظر الحصول على معلومات تفصيلية عنه وتأمل في التوصل الى اتفاق نهائي بحلول 30 يونيو المقبل، بما يسهم في تحقيق الاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط ويمنع الانجرار الى سباق تسلح لا ينتهي«.

من جانبها، أعربت الجزائر أيضاً عن ارتياحها ازاء "النتائج الايجابية" للمفاوضات التي استضافتها مدينة لوزان.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الجزائرية عبدالعزيز بن علي شريف ان "الجزائر تهنئ أصحاب النوايا الحسنة الذين ساهموا في انجاح هذه المفاوضات التي تشكل تقدماً معتبراً في سبيل الحفاظ على السلم والأمن الدوليين".

اقليمياً، رحب وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو باتفاق الاطار، وقال ان "تركيا تأمل من ايران التقدم في تحقيق المزيد من الخطوات قبل الموعد المحدد للتوصل الى الاتفاق النهائي في نهاية يونيو المقبل".

واضاف ان "تركيا سعيدة جداً بانتهاء المفاوضات بين ايران ومجموعة (5+1) بالتفاهم السياسي"، متطلعاً الى رؤية توافق بين جميع الاطراف على الاطار العام للتوصل الى اتفاق نهائي.

بدوره، قال وزير المالية التركي محمد شيمشيك إن "اتفاق الاطار النووي يمكن ان يشكل خطوة اولى على طريق رفع العقوبات المفروضة على ايران"، مشيراً الى ان "الاتفاق يسهم في تعزيز الصادرات التركية الى جارتها ايران ويساعد في خفض اسعار النفط العالمية".

وفي ردود الفعل الأوروبية، رحبت بريطانيا بالاتفاق وأوضح وزير خارجيتها فيليب هاموند ان "ما توصلنا إليه يتجاوز كثيراً ما كان الكثير منا يعتقد قبل 18 شهراً أنه ممكن أن يتحقق ويشكل أساساً جيداً لما أعتقد بأنه يمكن أن يكون اتفاقاً جيداً".

وفي باريس، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن "أي اتفاق نووي مع إيران يجب أن تنظر اليه دول المنطقة باعتباره (محكما) لتجنب أي محاولة للانتشار النووي مستقبلاً".

وأوضح فابيوس في تصريح "رغم ان الاتفاق الاولي احرز تقدماً ملحوظاً في انهاء الجدل حول برنامج ايران النووي فإنه لا تزال هناك بعض الامور العالقة يتعين انهاؤها قبل التوصل الى اتفاق نهائي في 30 يونيو المقبل".

واضاف ان "المشكلة تكمن في ان الأجهزة التي تولد الطاقة النووية المدنية تصنع القنابل الذرية الامر الذي استدعى الاتفاق على خفض كبير في المخزون الإيراني من اجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم من 19 ألفاً الى ما يزيد قليلاً على 6 آلاف فيما سيتم خفض عدد اجهزة الطرد المركزي العاملة من 9200 الى 5060 في الوقت الحاضر".

وبالنسبة للعقوبات المفروضة على ايران أوضح فابيوس انه»لم يتم الاتفاق حتى الآن على رفع الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي عقوباتهما ضد ايران مقابل التوصل الى اتفاق نووي معها الا ان مجموعة (5 + 1) ستقوم بتخفيف العقوبات على طهران حال التزامها بالاتفاق«.

من جانبه، أعرب الرئيس النمساوي هاينز فيشر عن ترحيبه بالتوصل الى الاتفاق وعبر في بيان عن أمله في معالجة كل القضايا العالقة في شأن الاتفاق النووي الايراني قبل الصيف المقبل، مضيفا ان "هذا الاختراق الذي أعلن عنه امس، يشكل قاعدة يمكن ان تنطلق منها حزمة اتفاقيات تؤمن لإيران حقها في استخدام التكنولوجية النووية لأغراض سلمية".

بدوره عبر وزير الخارجية النمساوي سيباستيان كورتس عن ترحيبه بالاتفاق قائلاً ان»ما حصل هو نجاح اولي ومهم للديبلوماسية الدولية بعد 12 عاماً من مفاوضات عسيرة«.

بدورها أعربت الخارجية الإيطالية عن ترحيب روما بالتوصل إلى الاتفاق، وأكد وزير الخارجية والتعاون الدولي باولو جينتيلوني في بيان ان»النتائج التي تم التوصل اليها تعد خبراً طيباً اذ يمكن بناء اتفاق كامل ونهائي خلال نهاية شهر يونيو المقبل، على أساس المعايير الرئيسية التي تقررت في لوزان«.

وفي البرلمان الاوروبي رحبت مجموعة الاشتراكيين والديموقراطيين ثاني اكبر كتلة سياسية في البرلمان بالاتفاق وقال رئيس المجموعة جياني بيتيلا في بيان إن»الاتفاق التاريخي لن يصب في صالح أوروبا فحسب ولكنه سيؤدي ايضاً الى تحقيق الاستقرار في جميع أنحاء الشرق الاوسط«.

أما في اسرائيل فذكر ناطق باسم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ان الأخير ابلغ الرئيس الاميركي معارضته الشديدة لاتفاق الاطار، معتبراً انه يهدد بقاء اسرائيل فقبل يومين فقط قالت ايران ان تدمير اسرائيل غير قابل للتفاوض».

وطالب نتنياهو في بيان عقب اجتماع المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والامنية بأن يشمل اي اتفاق نهائي مع ايران اعترافاً بحق اسرائيل في الوجود.

واشار الى ان «ايران تسعى لتدمير دولة اسرائيل وتدعو علناً الى تحقيق هذا الهدف وعليه فإنه لا مساومة على وجود دولة اسرائيل»، مؤكداً ان «تل ابيب لن تسلم بأي صفقة تتيح لدولة تسعى الى ابادتها حيازة او تطوير السلاح النووي».

وفي نيودلهي، أعربت الخارجية الهندية عن ترحيبها بالتوصل إلى اتفاق الاطار.

وقال الناطق باسم الخارجية سيد أكبر الدين ان «الهند ترى دائماً ان القضية النووية الايرانية يجب ان تحل سلمياً من خلال احترام حق ايران في استخدام الطاقة النووية للحاجات السلمية في حين تقدم تأكيدات للمجتمع الدولي ان الانشطة الايرانية ستبقى ذات طابع سلمي بحت».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي