لم تكن مشاركة دول مجلس التعاون الخليجي في عملية «عاصفة الحزم» من فراغ، بل جاءت فكرة للمشاركة الجماعية بعد أن اقتضي الأمر للدفاع عن المملكة العربية السعودية ضد ما يسمى بالميليشيات الحوثية الذين نسوا الأخوة والعروبة فانقلبوا على الحاكم وهو الرئيس اليمني «عبد ربه منصور هادي» واحتلوا مقر رئاسته لترتيب أمر اغتياله.
واليوم اصبحت القوة الحوثية مصدر قلق جميع الدول المحيطة لأنها تشكل خطراً إقليميا يهدد أمن واستقرار المنطقة، لقد آن الأوان بأن تتكاتف وتتحد جميع دول التعاون الأعضاء للوقوف صفاً واحداً بوجه العدو الحوثي لصد أي اعتداء من المحتمل أن يحدث في غضون الأيام المقبلة بعد التهديد المباشر من قادتهم للسعودية والكويت، فالأحداث المتسارعة في اليمن لم تكن على ما يرام منذ ثورة الربيع العربي على الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح بسبب الآيادي الخفية الإرهابية التي كانت تعصف بأمن واستقرار اليمن بين فترة وأخرى، ولكن جاءت العصابات الحوثية لتستكمل فصول الفوضى والإرهاب لارضاء الأطماع الخارجية، بدءاً بسفك الدماء وانتهاء بالاحتلال غير المشروع، وبالتالي آن الأوان لمواجهة الغطرسة الحوثية في المنطقة بعد أن نفدت جميع السبل الكفيلة في حل الأزمة اليمنية سلمياً من خلال المبادرة الخليجية، وقد حاولت دول خليجية إصلاح الأوضاع السياسية في اليمن إلا أن القوات الحوثية وبطشها لم تلبِ صوت الحق، فعاثت في الأرض فساداً ودماراً وسعت الى تدمير سبل الحوار بين الاطراف المتنازعة من اجل استقرار اليمن.
ان ما تقوم به الميليشيات الحوثية من إراقة الدماء لأبناء شعبهم والاستيلاء على مقر الرئاسة والبرلمان والحكومة حتى طالت قصر القوات اليمنية لسرقة الاسلحة واحتلالهم بغير حق على المؤ›سسات الحكومية والاهلية في العاصمة صنعاء ثم مقر المطار الدولي بالاضافة الى احتلال اهم المدن اليمنية الواحدة تلو الاخرى بالقوة الجبرية لهو أمر مرفوض ولا يمكن السكوت عنه، فقد انتهكوا الاتفاق ورفضوا المبادرات الخليجية وكأنهم يريدون الحرب، ما يعني ان القوة الحوثية المدعومة من الخارج وتمردها أصبحت فعلاً تمثل تهديداً خطيراً لامن واستقرار دول الخليج العربي، بل وسوف يمتد هذا الخطر الى امن منطقة الخليج كلها ان لم تلق درساً يوقفها عند حدها ناهيك عن مخالفتها الصريحة لقرارات مجلس الأمن الدولي والمواثيق الدولية، فهل نحن في عصر البلطجة العسكرية ام ميليشيات فوق القانون؟
لقد اسعدنا حقا الموقف الحازم للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي كان حازماً في قراره السريع ولم يتردد في بدء العملية العسكرية قط والهدف الاول منها إعادة الشرعية في اليمن بمساعدة تحالف عربي فريد للدفاع عن اراضي الصف الخليجي تحت قيادة سعودية قادرة على تجاوز هذه المحنة لدعم الشرعية الممثلة بالرئيس اليمني الحالي وردع قوات الرئيس المخلوع علي صالح الذي هرب إلى مكان غير معلوم وضرب الحوثيين الذين انقلبوا على الجميع من اجل مصالح خارجية وداخلية، وبالتالي من حق الشقيقة السعودية ودولة الكويت العمل على حماية حدودهما قبل ان تفلت زمام الامور إلى الأسوأ، وخطوة اخفاء السعودية عن بعض التفاصيل الرئيسية عن واشنطن في عمليتها العسكرية «عاصفة الحزم» في اليمن حتى اللحظة الأخيرة بعد تراجع الدور الاميركي هي خطوة في الاتجاه الصحيح، فعدم الاعتماد على المظلة الامنية الأميركية قد اعطت القوة السعودية اكثر حزما وصلابة من خلال توجيه انجح الضربات الجوية ضد المتمردين الحوثيين المتحالفين مع ايران سراً، وبالتالي تعتبر عملية عاصفة الحزم ناجحة بكل المقاييس استجابة للوضع المأسوي الذي يتدهور يوما بعد يوم في اليمن، نعم ستستمر الحملة العسكرية الخليجية العربية ضد الخونة «الحوثيين» ما لم يكن هناك بوادر ومؤشرات ايجابية للاستسلام وفق الشروط الخليجية المتاحة.
فشكراً لقادة المملكة العربية السعودية وشكراً لقادة الكويت ولبقية دول مجلس التعاون الخليجي، ولكل مَن مد يد العون من الدول العربية والاسلامية من اجل امن واستقرار اليمن والتي بدورها تنعكس ايجابا لكل دول الخليج العربي.
«حفظ الله الكويت والسعودية وبقية دول الخليج من كل مكروه».
alfairouz_61alrai@gmail.com