حسين الراوي / أبعاد السطور / اتقِ الله يا صفر

تصغير
تكبير

بدايةً، معالي الوزير لا تحزن ولا تبتئس ولا يقربك ضيقٌ من توجيهي لك كلمة: اتّقِ الله، فلقد قيلت هذه الكلمة للذي هو خيرٌ منك ومني، فلقد قيلت لإمام الهُدى النبي (صلى الله عليه وسلم) إذ قال الله تعالى له في سورة الأحزاب: «يا أيها النبي اتّقِ الله». معالي الوزير، إن منصبك الوزاري منصب تكليفٍ لا منصب تشريفٍ، وبما أنك رضيت بأن تحمل حقيبة وزارة الأشغال فلقد رضيت بذلك أن تكون مؤتمناً على شؤون عددٍ كبيرٍ من الناس، ممن هم يعملون تحت إمرتك وسلطتك ونفوذك في وزارة الأشغال، ولهذا كتبت إليك هذه السطور فتهيأ لها وركز في جوهرها.

نشرت جريدة «الراي» في يوم الثلاثاء 22 - 7 - 2008، في عددها رقم 10612، تحقيقاً للزميل النشط خالد العنزي، نُقل في هذا التحقيق المُحزن البائس معاناة مجموعة من إخوانك المهندسين الكويتيين الموظفين في وزارتك، إذ ورد في ذلك التحقيق أن أولئك المهندسين ومن معهم في العمل، يعملون في مبنى موقت منذ أكثر من عشرين عاماً يتبع لوزارة الأشغال! يقع هذا المبنى في منطقة أمغرة على طريق السكراب! في منطقة ملوّثة بالغازات والسموم بسبب التصاقها بإحدى محطات المعالجة للصرف الصحي! ولقد ثبت لدى الكثيرين أن هذه الغازات تنتج عنها أمراض خطيرة كالسرطان، وأمراض الحساسية الشديدة التي تفتك في صحة الإنسان. ومن المضحك المبكي أنه ومنذ ثلاثة أعوام وأكثر تم تخصيص مبنى جديد لانتقال هذه المجموعة من المهندسين إليه لممارسة عملهم، لكن هذا المبنى توقف إتمام إنشائه في الكلية، لأنه لا يوجد عقد خاص بإنشاء هذا المبنى، وتمويله كان عن طريق بعض الاستقطاعات المالية التي تأتي عن طريق عقود صيانة المحافظات، مع علم الكثيرين من مسؤولي الوزارة بذلك! والذي يزيد الأمر حزناً وبؤساً ونكداً أنه لم يقم أي مسؤول في وزارة الأشغال بالنظر في هذه القضية، ولم يأتِ أي اتصال لجريدة «الراي» من أي مسؤول في وزارة الأشغال يستفسر فيها عن ملابسات هذه القضية، ومعاناة إخوانه المهندسين الكويتيين، وكأن الأمر لا يعنيهم والأمر خارج نطاق وزارتهم!

معالي الوزير صفر حفظك الله، لقد جاء في الحديث الصحيح أن النبي (صلى الله عليه وسلم) دعا فقال: «اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فشقّ عليهم فاشْقُق عليه، اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فَرَفق بهم فارفق به». لذا يجب عليك شرعاً وقانوناً أن تلتفت بعيون المسؤول الأول في الوزارة لهذه القضية التي هي في عنقك، وتنهي مشكلتها التي فيها ظلم كبير لمجموعة من إخوانك المهندسين الكويتيين الذين يعملون في وزارتك. يقول عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) حينما كان يدير شؤون المسلمين من المدينة في ذلك الوقت: «والله لو أن بعيراً تعثر سيره في أرض العراق لخشيت أن يحاسبني الله لأني لم أبسط له الأرض». هذا وهو بعير، وحق الإنسان أكبر من حق الحيوان، فمن الحق والعدل والضمير يا وزير الأشغال أن تبسط أرض وزارتك أمام طريق كل موظف كبير أو صغير يعمل بها.


حسين الراوي

[email protected]

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي